الاثنين، 14 أكتوبر 2013

فتاوي الشيوخ يدفع ثمنها المسلمين والمسيحيين الابرياء في سوق البيع والشراء

فتاوي الشيوخ يدفع ثمنها المسلمين والمسيحيين في سوق البيع والشراء
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
ليس من الحب فقط بل من الجهل ما قتل أيضا.أن الدماء التي تسيل في العراق وسوريا ولبنان ومصر...ألخ هي فاتورة يدفع ثمنها الأبرياء نتيجة جهلهم للفتاوي الدراكولية التي يطلقها بعض الشيوخ المتلحفين بعباءة الدين لتحريض الناس على ما يسمى الجهاد في سبيل الله.وهم بذلك يستغلون العاطفة الدينية لدى البسطاء والسذج من الناس لتمرير سمومهم من على منابر الدس والتدليس .ونتيجة لغياب العقل العلمي النقدي والنضج الفكري وأستقلالية الرأي تصبح التربة خصبة لتنبت هذه الأفكار السامة وتحمل ثمارا قاتلة.وهم من خلال منهجهم التكفيري يحكمون بالموت على كل من يخالفهم رؤيتهم للدين وفي دعوتهم للجهاد يسوقون الناس كالغنم للذبح واعدين أياهم مكافأة مجزية من رب العالمين وهي حور العين مسكوف.وهكذا تشحن بطارية الكراهية داخل المسلم ليصعق كهربائها الغير المسلمين كما يحدث في قتل وخطف وتهجير المسيحيين مدنييين وقسيس ورهبان وتدمير كنائسهم وأديرتهم.ومن هؤلاء الشيوخ على سبيل المثال لا الحصر الشيخ محمد العريفي من السعودية والشيخ القرضاري من الأزهر في مصر هؤلاء قامتان كبيرتان في أصدار الفتاوي النارية التي حرقت ولا زالت الأخضر واليابس في بلداننا.فهم يستغلون الدين لمصالح شخصية ومكاسب مادية ويضعون النصوص الدينية تحت أقدام أسيادهم في السعودية وقطر وايران لتستنطق بما يهوون .ليس لهم مبادئ أنسانية ولا يخافون الله في خلقه لقد تحولت الفتاوي عندهم الى مهنة مربحة تحتاج فقط الى بهلوان يصدرونها حسب الطلب ورغبة الحكام ولمن يدفع بالدولار فهي أي الفتاوي مبنية على الرمال المتحركة وكالحرباء تتلون حسب الموقع التي هي فيه .تكون فاعلية الفتاوي الفتاكة قوية كلما تبخرت النظرة العقلانية الى الدين واصبحت الخرافة والأسطورة لها الكلمة الفصل على عقول الناس.يحمل هؤلاء الشيوخ كروموسوم "التناقض"فهم تارة مع الدكتاتور الفلاني يصفونه بأقدس الأوصاف وتارة ينعتونه بالشيطان والكافر.يدعو العريفي الى الجهاد في سوريا بينما هو في سياحة في لندن أنها فتوى تفيد للمصابين بالأكتئاب لأنهم سيشفون من الضحك عليها والقرضاوي الذي دمر العراق بفتاويه القذرة أولاده يصولون ويجولون في اوروبا.إن الذين يدعون الى الجهاد ينبغي أن يكونوا القدوة لغيرهم أما شيوخنا الأنتهازيين والمنافقين يستخفون بعقول العامة ويستغلون جهلهم ليقودوهم الى حتفهم بأسم الدين أما هم يسكنون القصور ويركبون سيارات موديلات حديثة وينامون على وسادات من ريش ويتدثرون بلحاف من حرير.ومن المضحك المبكي أن الشيوخ فيما بينهم في التلفزة وعلى القنوات الفضائية يكيلون السباب والشتائم ويتهم احدهم الأخر بالكفر والمروق من الدين ويستندون في ذلك على نفس التراث الديني .والمسلم المسكين بين الحابل والنابل تعصف به رياح الحيرة والقلق.على المسلم وغير المسلم أن يعي أن زمن أحتكار تفسير الدين من قبل فئة معينة من الناس قد ولى وأن يفرضوا سلطانهم على المؤمنين غير مستساغة لدى الأنسان المعاصر.إن الأنسان ليس دمية بيد رجال الدين نسجت خيوطها فتاوي الشيوخ للتلاعب بها أنه كائن واع وحر يجب أن يكون عقله وضميره مرجعه الوحيد في تحديد سلوكه وتقرير مصيره وان يرفض أي أملاء من أحد ولا طاعة عمياء لأي جهة وعليه ان يعيش كما يفكر ويمليه عليه ضميره لا أن يحيا الأخرين فيه ويفكرون بالنيابة عنه والنتيجة تكون ما نراه من مأساة وهي فتوى واحدة يصدرها أحد الشيوخ كفيلة بأن يبصم لها بالعشرة ملايين من البشر بدون فحص ولا تمحيص لمجرد ثوب القداسة الذي ألبسه جهلهم وتخلفهم على الشيخ الفلاني.ولكي نقطع دابر هذه المصائب التي تحل بنا ونؤسس ثقافة جديدة على غرار الدول المتحضرة المنعمة بالديمقراطية وحقوق الأنسان والأستقرار .  

www.emmanuell-alrikani.blogspot.com