الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

زواج ألمتعة


                بقلم عمانوئيل يونان الريكاني  
زنا مقنع وإباحيه مستترة

زواج المتعة أو المؤقت التي اشتهر فيه الشيعه يختلف عن الزواج الدائم أذ لاحق فيه ولاحقوق كألارث والسكن والنفقه ليس في هذا الزواج سوى صيغة العقد وذكر المهر والمدة وصورته أن يلقي رجل أمرأة فيعرض عليها التمتع ويذكر الصيغه بأن يقول لها أريد التمتع بك وتقول منحتك نفسي أو نحوها ويتفقان على المهر ويجددان المدة ولو يوم واحد وحجج الشيعه فيه هو ان يحل مشاكل الجنس ويحد من تفشي العنوسه في ا لمجتمع هذا هو احد الموضوعات الفقهية المختلف عليها بين السنه والشيعه فالاولى تحرمه قائلة بنسخه بعد تحليله بعدة روايات متعارضه فيما بينها والثانيه تحلله  وتشير الى بقاء هذا التشريع المقدس وعدم نسخه لا في في القرأن ولا في السنه والأيه القرانيه التي هي مصدر هذا التشريع(فما استمعتم فيه منهن فأتوهن اجورهن فريضه .النساء24)صرح بنزول هذه الايه عبدالله بن عباس وابي بن كعب وغيرهم واخرجه البخاري ومسلم وأحمد عن عبدالله بن سعود قال(كنا نغزو مع رسول الله(ص) ليس لنا نساء فقلنا الانستخصي؟ فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب الى أجل ثم قرأ عبدالله يا ايها الذين أمنوا لاتحرموا من طيبات ماأحل الله لكم ولاتعتدوا أن الله لايحب المعتدين و يقول السنه ان عمر بن خطاب حرمه بقوله متعتان كانتا على عهد رسول الله متعه الحج وزواج المتعه وانا انهي عنهما واعاقب عليهما وقد اورد مقالته هذه جمهرة من الكتاب والحفاظ في كتبهم أما الشيعة يرفضون موقف عمر بن الخطاب ويستندون الى مبدا عام لدى الاسلام(حلال محمد(ص) حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة)أورد الشيعة كثير من الادله على وجود هذا الزواج في كتب أئمتهم واعلامهم المعتبره لديهم لامجال هنا لذكرها مثل الكافي للكليني وخلاصة الايجازللمفيد.رسائل الشيعة...ألخ لايهمنا الخلاف الفقهي هذا بينهما مايهمنا هو اعتراف الشيعة وتفشيه في أوساطهم سنحاول توجيه سهام النقد ضده ومن منطلق الشيء بالشيء يذكر سيتم تعريف الزواج الحقيقي او الدائم وهو رباط مقدس ولقاء شخصين وحريتين مبني على الحب والود والتفاهم أن الوعد الدائم والوفاء الدائم هما الرئتان الذي يتنفس بهما وهو عطاء كلي للذات بابعاده الجسديه والنفسيه والعاطفيه للأخر وتكون سعاده وفرح المحبوب هي هدف المحب أن العائله هي اصغر خليه اجتماعيه وهي الرحم الذي يحمل جنين القيم والاخلاق والتكوين النفسي والفكري والروحي للفرد لذلك صحة المجتمع من صحتها ومرضه من مرضها أن زواج المتعة ينسف ركيزة اساسيه في هذه العلاقه المباركة وهي الحب الحقيقي الذي يشمل الانسان كله قلبا وقالبا ومن طبيعته الدوام والاستمرارية ويختزله الى حب جسدي بحت وعلاقه عابرة غايتها أطفاء لهيب الشهوة الجنسيه أن بين هذا الزواج والعلاقات الغير شرعية شعره واحده فهذا فيه رخصه لممارسة الجنس واعتبار الزنا والاباحية مقبوله اجتماعيا وشرعيا وقانونيا بعد تجميل المصطلح من وجهه القبيح الكائن فيه فالاثنان يشتركان في نفس المبدئ والهدف هي التسوية بين جسد المراة وجيب الرجل وبالعكس انها محاولة يائسه لانقاذ الغرائز السفلى للمرأة العانس على حساب الغرائز العليا مثل الكرامة الانسانيه والاحترام الذاتي أنها احراق الغابة لامساك الثعلب.سمو الاشياء بمسمياتها دون مناورات او لف ودوران لنفترض جدلا ان احدى المومس اسمها شريفة هل يعكس هذا اتجاه حياتها طبعا لا لانه لاعلاقه بين الاسم والشخصيه ينطبق هذا المثل على نظرتكم وان تم اطلاق اسم حليب معقم على عبوة مبيد جراثيم هل يغير المحتوى؟
في مجله الشراع الشيعية عدد684 سنة الرابعة أشار الرئيس فسنجاني في حديث له الى وجود ربع مليون لقيط في ايران بسبب زواج المتعة.بالإضافة الى سلبية أخرى وهي اختلاط الانساب فالاب والابن قد يتبادلوا نفس المرأة دون ان يعرفوا
انها مجرد حيل شرعية لقضاء شهوات بهيمية فبأسم القضاء على الجنس تمارسون ابشع انواع الاستهتار الجنسي من زنا واباحية بأعلى درجاتها تحت ضلال الدين وتسخير لله ليكون خادم الرغبات الحسية.وكأن الانسان مجرد طبيعة خام تحت الحزام لم يتطبع ويتهذب بثقافة انها تشويه صوره الله والانسان والزواج اخي العزيز القارئ قد نختلف بالدين والمعتقد والثقافة وطريقه التفكير لكن دعنا نرى المسأله من زاويه مانشترك فيه لامانختلف عليه من منكم يقبل أخته او ابنته أن تتزوج بهذه الطريقة لتكن الحقيقة هي عقيدتنا وليس نص ديني او موروث ثقافي كي تكون احكامنا صحيحةوضميرنا حي مستريح دون اي خداع للنفس لانقاذ هذه المؤسسة الانسانيه المقدسه من التدنيس.
emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com  

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

اغتيال الحرية تحت نصب الحرية


                                                             بقلم
                                                               عمانوئيل يونان الريكاني  
في 25 شباط عن طريق الفيسبوك استلم العراقيين جميعا بكل أطيافهم وألوانهم بطاقات دعوة من قبل وطننا الحبيب العراق للمشاركة في عرس الحرية للتعبير معا عن الغضب الجاثم على صدورهم والتنفيس عن السخط الذي يملي قلوبهم ضد الحكومة التي خانت العهد والوعد ولم تكن بقدر المسؤولية التي أنيطت بها فلم يحصل الشعب منها غير الدماء والدموع نتيجة سيل من الحرمانات . واختيار الناس ساحة الحرية كمحطة لقاء ونقطة تجمع لم يكن من قبيل الصدفة ولا هو اختيار عشوائي بل هذا المكان له معنى عظيم في ذاكرة العراقيين " فنصب الحرية " هذه الملحمة الخالدة التي نحتتها أصابع جواد سليم الذهبية تجسد طبيعة وقيم وحضارة العراقيين لتكن مصدر الهام لنا ونقطة انطلاق للمطالبة بحقوقنا المهضومة من تحسين الخدمات ومحاسبة المسؤولين الفاسدين والقضاء على البطالة ورفع المستوى المعيشي وحرية التعبير وحرية الصحافة انه حق مشروع يكفله الدستور ويحميه القانون . إنها ثورة شبابية على غرار ثورة تونس ومصر وليبيا هدفها التغيير ورسم ملامح عراق المستقبل بعيدة عن برامج الأحزاب التقليدية لا هي سنية ولا شيعية لا مسلمة ولا مسيحية لا كردية ولا عربية وهي كل هؤلاء في هوية جديدة وهي الصراع من اجل البقاء وأن تكون أو لا تكون أما العيش بالعز والكرامة أو الموت بالذل والهوان .لكن من المضحك المبكي في الأمر إن نوري المالكي يدعو العراقيين إلى عدم المشاركة في التظاهرات لا بل يتهم المتظاهرين بأنهم صداميون بعثيون والقاعدة إنها محاولة بائسة منه لتشويه وجه الثورة وتحريف مسارها كالعادة أصبح هؤلاء الشماعة التي يحرر من خلالها سياستهم القذرة لتكميم الأفواه ولجم العقول وقمع الحريات . ليس غريبا ما قاله محافظ البصرة عندما اعتبر عاريات فرنسا أكثر خلقا من بعض المتظاهرين فانه من نفس مدرسة المالكي . إن الغاية من خروج الشباب إلى الشوارع هي المطالبة بحقوقهم سلميا وحسب القواعد الحضارية لكن الأجهزة الأمنية حاولت استفزازهم بشتى الطرق تفهمهم بتخريب الممتلكات العامة وبالتالي تبرر العنف ضدهم وقامت بإطلاق النار الحي واستخدمت الهراوات وإعقاب البنادق وخراطيم المياه وسقط كثير من قتلى وجرحى ومنعت الصحافة من تغطية الأحداث وقامت بالاعتداء على الكوادر الإعلامية البغدادية والشرقية وإطلاق النار عليهم واعتقال قسم من المصورين وقاموا بقطع الطرق على المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى ساحة التحرير . أ هذه هي ديمقراطيتك يا مالكي يكفي          استخفافا بعقول الناس فلو خرج 1٪ من مجموع العراقيين الذين خرجوا من أي بلد متقدم لقدمت الحكومة استقالتها كم صوت تريد أن تسكت وكم شخص تريد أن تعتقل . يا ثوار العراق أن لم نسحق الأفعى من رأسها باطلة هي معركتنا ضدها . نعم للتغيير الجذري لا للإصلاح السطحي لان فساد الجسد من فساد ألراس فالكبد المصاب بالسرطان لا يعالج بالباراسيتول بل يزرع كبد جديد نريد حكومة تسري فيها دماء جديدة .   

Emmanuell _ y_ alrikani _ @ yahoo .com

حذار من انتخاب حزب يكون فيه الله عضو مكتب سياسيحذاري من انتخاب حزب يكون فيه الله عضو مكتب سياسي بقلم عمانوئيل يونان الريكاني

                                                                                  بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
نداء من قلب ينزف دماء الوطنية وجسد يقطر عرق الإنسانية إلى الشعب العراقي الجريح بكل مكوناته وأطيافه السنة والشيعة والمسيحيين والأكراد واليزيدية والصابئة والشبك ...
مرت سبع سنين عجاف على شعبنا المظلوم منذ السقوط في 2003 على أيدي قوات الاحتلال ،لقد كانت فترة زمنية فريدة من نوعها في تاريخ البشرية بما أفرزته من آلام وأحزان وماسي تذيب حتى الحجر .حيث كل لحظة من لحظاته مبللة بالدموع وكل ذرة من ترابه مصبوغة بالدماء .حتى الضحك قدم استقالته لنا وخرج الفرح من نفوسنا ولم يعد فالمشاكل تطوقنا من جميع الجهات والمصائب ترافقنا طوال اليوم من انفجارات دامية وقتل على الهوية والتهجير ألقسري إلى انقطاع الكهرباء وتلوث المياه وتفشي الأمراض الفتاكة وانتشار البطالة والتسول والفساد المالي والإداري وحدث ولا حرج عن غيرها من التجاوزات .
من المسئول عن كل هذا ؟ومن يقف وراء مايجري لنا ؟هل هو فيلق القدس الإيراني ؟أم انه تنظيم القاعدة ؟أو أي جهة معادية أخرى ؟يمكن لهؤلاء أن تكون لهم يد بشكل أو أخر في كل ماحصل لنا ،لكن الحقيقة يجب أن تقال هل يستطيع اللص أن يدخل البيت لو كان الباب موصدا ؟هل كانت الأمراض تخترق أجسادنا لو كان لنا مناعة قوية ضدها ؟أليس الحكومة الفاسدة والعميلة التي تحكمنا الآن نحن الذين انتخبناها بملئ إرادتنا مع علمنا أنها قامت على أسس طائفية ،الم نتبنى الطائفية منهجا وسلوكا وحياة لنا بالرغم أنها دخيلة علينا وبضاعة آتية من الخارج ،فانتشرت فينا كالنار في الهشيم .فالموز أصبح سني والبرتقال شيعي والخيار مسيحي والتفاح كردي واللالنكي يزيدي والسفرجل صابئي والعرموط شبكي .الم نكن نحن مسدس وقنبلة وصاروخ في يد العدو لقتل أخوتنا في الدين والوطن .لقد جعلت منا الطائفية مومياء من الخارج قطعة لحم ومن الداخل بدون أحشاء إنسانية وأوجدت الحواجز بين أبناء الوطن الواحد وكانوا أولى ضحاياها هم الذين يطبلون ويزمرون لها .إن التخلف والجهل والسذاجة سبب معاناتنا أيضا لأننا حديثوا العهد بالتجربة الديمقراطية  الذي جعل الأحزاب والكتل السياسية ذات التوجه الطائفي استغلال هذه النقطة وتوضيبها لصالح مشاريعها الهدامة .نحن الذين صوتنا للقائمة المغلقة كنا نعقد عليها آمالنا كسفينة نجاة ولم نكن ندري أنها مغارة لصوص وشلة من أهل العمائم الخاوي الرؤوس تجار الدين وسماسرة الطائفية يسرقون قوتنا ومالنا وخيراتنا وحياتنا .إن تسليم زمام أمورنا بأيديهم كان مثل الذي كما يقول المثل الشعبي (ودع بزون شحمه).إن اللوم يقع علينا وحدنا لأننا لم نرتوي بما فيه الكفاية من ثقافة وطنية حقيقية وقيم ديمقراطية أصيلة .لان معيار الاختيار كان هوية المرشح الطائفية لا سيرته الذاتية وكفاءته ومؤهلاته العلمية للقيام بالواجب المنوط به .7/آذار 2010انه يوم المثول أمام كرسي الاعتراف للتكفير عن الخطايا والأخطاء التي اقترفناها بحق الوطن العزيز .انه يوم الزحف التاريخي في حياة العراقيين وهو دعوة لجميع الشرفاء والأحرار ونداء لكل الأخيار والاغيار لان مصير البلد أصبح أمانة في الأعناق فلا ينبغي اليأس من الوضع القائم فالكرة لا زالت في ملعبنا لان اللبيب لا يلدغ من نفس الجحر مرتين إننا على مفترق الطرق أما التعافي من جراحاتنا أو النزف حتى الموت أما الطائفية المقيتة التي تريد أن ترجع بنا إلى المربع الأول حيث القتل والدمار والكراهية والانقسام أو التمسك بأهداب الوطنية وبثوب الديمقراطية التي تسير بنا نحو العلا من خلال تجفيف منابع الحقد ونشر المواطنة والأخوة والمساواة بين الناس حيث الولاء يكون للعراق لا للطائفة أو إي مرجعية دينية أخرى .أن القائمة المفتوحة هي انسب آلية انتخابية في اختيار من يمثلنا في البرلمان حيث النائب يكون عريان تماما بدون تستر ولا رتوش أنها أملنا الكبير في تصحيح مسيرتنا التي تعثرت في الانتخابات السابقة لتحقيق حلمنا العظيم لرؤية عراق خال من كولسترول الأوجاع .إن الوطن ينادينا من تحت الأنقاض واعراقاه ..واعراقاه .

ليلة الزفاف بين العلم والاعراف

                                                                           بقلم
                                                                     عمانوئيل يونان الريكاني

الزواج رباط ديني اجتماعي لا يختلف عليه اثنان في مشارق الأرض ومغاربها وإنما الاختلاف فقط في الطقوس والشعائر التي تلازمه وذلك حسب العادات والتقاليد التي يتميز بها كل مجتمع والهوية الثقافية التي ينفرد بها كل شعب عن غيره من الشعوب. إن ليلة الزواج أو ليلة العمر أو الدخلة وان تعددت الأسماء فالمعنى واحد إن هذا المصطلح له صدى عميق ونغمة جميلة في نفوس العروسين .
العروس تنتظر أميرها على فرس ابيض ليحملها وينتشلها من قسوة هذا الواقع الصلد والروتين الممل و اللا معنى المدمرالى جنة الأحلام وفردوس الآمال وراء السحاب وخلف القمر حيث مقر العش الدافئ الذي غزل من خيوط الشمس وخاشعة النجوم حيث كتب على باب هذه المدينة الخيالية بكلمات من ذهب هنا دار السعادة الحقيقية حيث لا حزن ولا دموع ولا ألام بعد اليوم . والعريس ينتظر سندريلا حياته الذي ما برح حذاء الشوق والتوق يمسكه بيده طوال فترة العزوبية باحثا عن قياس صحيح لقلبه الولهان حتى يتحقق حلمه الذهبي وتضفي بسمة أبدية على جبينه .
إن هذه الليلة الرائعة التي تخفق لها القلوب واللقاء الجميل الذي تطرب له الروح امتزجت فيها العلم بالأعراف الحلم بالواقع الفرح بالخوف وان ترسانة المعتقدات البالية والتصورات الخاطئة حولتها لدى كثيرين إلى ليلة مخيفة وفلم مرعب تزيد من دقات القلب وارتفاع السكر وانخفاض الضغط لدى العروسين . وان النزعة الذكورية لها دور كبير في هذا التشويه التي اعتبرت المرأة درجة ثانية ليس لها ماركة مسجلة في شركة الحياة وأصبحت غرة النوم مجرد حلبة الصراع لإثبات رجولية الرجل الضيقة الأفق من خلال الجنس فهو يحمل صاروخ باليستي وهي لها درع صاروخ ورقي وما جسدها إلا مناسبة لإعطاء الرجل الثقة المزيفة بالنفس إن هذه النزعة البغيضة كالزائدة الدودية ي جسم العلاقات الإنسانية عامة والزوجية خاصة فهي تشوه جماليته وتلطخ طلعته البهية .
إن المساواة بين الرجل والمرأة هو العمود الفقري الذي قامت عليه الحضارة المعاصرة ونحن على يقين تام إن الأخطاء الشائعة اللا علمية هي نتيجة ترسبات العصور المظلمة والماضي النتن ستحترق في أتون الحضارة وتموت وان كانت مراسيم الدفن متأخرة لدى كثير من الأفراد والمجتمعات إليك بعض الإرشادات والتعليمات حول ثقافة جنسية جديدة مبنية على أسس علمية سليمة لضمان حياة زوجية هانئة
1.    يجب معرفة الجانب التشريحي لكل من الرجل والمرأة احدهما عن الأخر وإزالة تابو TABOO  الجنس من الذاكرة الذي حفرته الذهنية الرجعية والنظر إلى الأعضاء الجنسية لكلا الطرفين بدون خوف أو تردد أو خجل لان كثيرا ما يتم إيلاج القضيب في غير مكانه الطبيعي عندما لا يحدث تجاوب من قبل الزوجة ينظر الزوج إليها على إنها عاجزة عن منحه اللذة فيحدث ما لا تحمد عقباه أما الهجر أو طلب المتعة من مكان أخر .
2.    إتباع نظام غذائي للحفاظ على الرشاقة والاعتناء بالشعر وصبغ الأظافر واختيار الفستان والعطر الفواح التي تناسب أذواقهم التي لديهم دراية بها هذه هي احد عناصر انجذاب الطرفين لبعضهم البعض .
3.    التهيئة النفسية والجسمية عامل قوي في نجاح اللقاء الجنسي الأول وهو يقوم على تبادل الثقة والمشاعر الجياشة من ملاطفة وانس وتودد وبهجة وانسجام عاطفي والتأثير الايجابي على الأخر من خلال سحر الشخصية الودودة والمحبة .
4.    إنها ليلة عادية جدا ويجب طرد الخوف منها وإزاحة التصورات الخاطئة التي قيلت فيها وما أن يقفل باب الغرفة حتى يعج المكان بضجيج الضحك والابتسامة والقهقهة والدعابة .
5.    على الفتاة أن لا تنجرف وراء القيل والقال وان خبرة بعض النساء السيئة في هذا المجال ليست مقياس يتبع فمسالة الألم والنزيف يقلق الفتاة انه شيء مبالغ فيه فغشاء البكارة مجرد فض بعض الشعيرات الدموية وليست مذبحة دموية .
6.    على العروسين تفعيل الحواس الخمسة من مداعبة لفضية وحسية وفرفشة وقبلات وغزل .
7.    الجنس وسيلة يتم فيها التعبير عن أقوى المشاعر وأعمق العواطف وليس خط بارليف يجب اختراقه وإحراز النصر ورفع راية الذكورة عاليا .
8.    على الزوج إعطاء زوجته الأمان والحرية الكاملة لتعيش رغبتها الجنسية بقوتها وعمقها وكيفما شاءت لأنه لا توجد قواعد عامة للجنس وهو حق مشروع ورفع خطر الحياء المزيف عنها الذي يقاس به كرامة المرأة . لان المتعة الحقيقية لا تحصل إن لم تصل الرغبة إلى أقصى حدودها في العطاء والتفاعل والاندماج وإلا فان الفعل الجنسي يكون كالحرانة في البحر لا يتم فيه الحصول على اللذة المرجوة .
9.    عملية إيلاج القضيب يجب أن يتم بلطف وهدوء ولين وإذا استعصت الحالة فعليه إن يضع مرهم أو زيت الزيتون .
10. إن الوضعية المستحبة والصحيحة هي أن تنام الزوجة على ظهرها وتشد ساقيها إلى الخلف بيديها ويقوم الرجل بإيلاج ببطء أو تقوم الزوجة بالجلوس على القضيب وتولجه ببطء في فرجها هذه أفضل الطرق وان وضع الوسادات وما غير ذلك ليس مرغوب .
         Emmanuell _y_alrikani_2009@yahoo.com

لا خير في امة كان فيها غشاء البكارة دليل العفة والطهارة

                                                                                بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
يعرف غشاء البكارة طبيا بأنه طبقة جلدية تسد بشكل جزئي فتحة المهبل ،يوضع هذا الغشاء على بعد 1الى2 سم تقريبا من داخل المهبل .يتمتع الغشاء بفتحة طبيعية تترك دم الدورة يسيل عند الفتيات قبل الزواج يتمزق هذا الغشاء لدى أول لقاء جنسي وهو عبارة عن زائدة لحمية لا ضرورة لها. السؤال الذي يفرض نفسه علينا هل العلاقة بين غشاء البكارة والعفة بنيوية ؟ ام أنها براءة اختراع المجتمع ألذكوري. هل شرف المرأة ينحصر في العملية البيولوجية  هو مجرد ارتباط تاريخي لا جوهري يعكس مصلحة الفئة الحاكمة .وهل حقا هو كما يقال مثل عود الثقاب لا يشتعل غير مرة واحدة ؟ام انه ابعد وأعمق يشمل كيان المرأة كله .أسئلة كثيرة تزدحم في رؤوسنا نحاول في هذا المقال أن نضع الحصان أمام العربة لا في أي مكان آخر .
لا شك انه موضوع شائك ووعر وطريقه صعب ومحفوف بالمخاطر لأنه يمس منطقة فينا هي على درجة عالية من الحساسية .فهي من المحرمات التي يمنع من التقرب إليها والتفكير فيها لأنها تحت حماية اللوبي الديني(جماعة الضغط)الذي يطوف حول عقول الناس ككلاب حراسة .ويبرمج نفسيتهم ويقو لب أمزجتهم .لكن الأمانة العلمية والإنسانية تقتضي منا أن نكسر حاجز الصمت ونصيح بعلو صوتنا نريد حياة حقة بدون زيف وكذب وخداع .وان يطلق سراح العقل ليقول كلمته لا نريد أن نكون دمى في يد الأب المسيطر والمعلم الطاغي والكاهن والشيخ المتسلط أو الزعيم المستبد .وان نسير بعيون مفتوحة لا أن تقودنا كالعميان المؤسسات الدينية والاجتماعية ،وان نعيش كأشخاص ناضجين لا كقاصرين نحتاج إلى وصايا وحماية .ارفعوا سيوفكم من على رقابنا هذه هي صرخة الأحرار .إن النسبية الثقافية والاجتماعية من مسلمات الفكر المعاصر من خلاله نستطيع فهم الواقع بشكل عقلاني ومنطقي ،إن مفهوم العفة والزنا يختلف حسب موقعها من خارطة الثقافات البشرية وقربها وبعدها من مدار الشمس الحضاري .فالمجتمع المباح فيه تعدد الأزواج يختلف عن آخر فيه تعدد الزوجات وهذا بدوره يختلف عن مجتمع ينادي بالزواج الأحادي .لقد طمست الحضارة الذكورية الحقيقة لتغطي على سلبياتها عندما نسجت حول هذا الغشاء الأوهام والأساطير لتحصر عفة المرأة فيه .وذلك من خلال عملية غسيل المخ الجماعي .لا يمكن أن تكون العذرية مقياس الشرف لأنه تبرير لجا ت أليه المؤسسات الدينية والاجتماعية والسياسية الحاكمة في المجتمع فهو يضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة يمثل حبل الإنقاذ للرجل من الانهيار في ظل أنظمتها الاستبدادية التي يعاني من الهزائم النفسية والنكسات الاجتماعية ،ومن جهة أخرى تحافظ على قوتها ونفوذها وثباتها .وهي أيضا حيل من أرباب العمل الذي يرزح تحت نيرهم الثقيل العامل المسكين المذل والمهان والمسلوب حقه وكرامته لامتصاص غضبه وثورة بركانه وذلك بتوجيه أنظاره نحو مفهوم وهمي للشرف يتعلق به ليعيد أليه توازنه النفسي ومن غير المرأة يكون كبش الفداء .وهو أيضا أداة بيد الرجل كالسلاح في الصيد للسيطرة على المرأة وإخضاعها .ويمكن إرجاع هذه الفكرة إلى الأزمنة السابقة حيث كانت إغارة القبائل فيما بينها من اجل الغنائم وسبي النساء للتمتع الجنسي بهم دون موافقة منهم مما كان يستفز كرامة رجال القبيلة المهزومة ويعتبر إذلال واهانة لهم وهكذا ارتبط في ذهنهم الشرف بالدفاع المستميت عن المرأة وتحول مع الزمن هوس وخوف مرضيان على النساء وأي خطا من المرأة يكون عار على الرجل .وفي المجتمع المهزوم والمأزوم الذي ينظر إلى المرأة مادة سريعة الاشتعال يعاني الذكر من فقدان الثقة بنفسه وفي غياب التربية الحقيقية لا يرى ابعد من أرنبة انفه يتشبث بالشكل الخارجي كبديل عن العفة الداخلية الحقيقية .كل هذه الأسباب لعبت دورا في صياغة الوعي السائد عن العفة .
لقد أصبح شرف المرأة مارد جبار وشبح مخيف يطارد الرجل في كل حياته من المهد إلى اللحد وهو بدوره يجند له كل قواته لمقاومته وللحفاظ عليه طاهرا لئلا يخسر المعركة التي سمعته ورجولته مرهونة فيها .لقد تناسى إن الشرف الحقيقي ينبع من الداخل عن قناعة ورغبة ولا يفرض من الخارج أكراها وقسرا ،انه أحياء الضمير الباطني وليس قطعة لحمية لا تشتعل ولا تساعد على الاشتعال لان نتائجه تكون معاكسة كما هي الحال في المجتمع الشرقي الذي يتغنى بالأخلاق ويتهم الغرب بالانحلال والانحطاط انه لعمري غرور وتباهي لا أساس له من الصحة فالواقع يقول عكس ذلك لان الثقة بين الرجل والمرأة شبه معدومة .إن كيان المرأة كشخص له كرامة أهم من غشاء لا علاقة سببية له بالشرف ولقد اضطهدت المرأة كثيرا من جراء هذه الفكرة المتسلطة على الرجل .ففي أوربا القرون الوسطى السيئة الصيت كانت تلبس المرأة حزام العفة يكون مفتاحه مع الرجل كدليل على أمانتها له عندما كان يغيب لاعن البيت ويذهب إلى المعارك .ولا زال في مصر والسودان يمارس الختان الجائر على الفتيات وبمباركة بعض رجال الدين لاستئصال البظر مركز الأحاسيس الجنسية لديها وحرمانها من حقها بالحياة بالاستمتاع برغبتها الطبيعية باسم الشرف المزيف .أما في الغرب الحر المؤسس لثقافة الحريات الحقوقية والفردانية يرى أن جسم الإنسان من اخص خصائصه وممتلكاته لا يصح الاعتداء عليها وسواء كان الزواج ديني أو مدني أو بدون عقد فكلها سليمة من وجهة نظر المجتمع طالما إن الجنس تتويج لعلاقة الحب .ماهو ذنب فتاة فقدت بكارتها بدون ممارسة جنسية لسبب خارج عن إرادتها كان مزقته في الطفولة دون علم منها أو من خلال ممارسة الرياضة أو أي سبب أخر  هل تعتبر هذه غير شريفة ، بينما كثير من النساء حافظن على بكارتهن كمطلب اجتماعي فقط لكن مارسنا الجنس بأشكاله من مداعبة القضيب بفمها وإدخاله في دبرها فهل تعتبر هذه شريفة لمجرد وجود هذا الغشاء أليس مجتمعنا ملآن من هذا الصنف من النساء الذي يرغبه الرجل انه ضحية غباؤه .وكثير من البنات أحببنا بصدق وأقمنا علاقة كاملة مع الآخر نزولا عند رغبته مانحة إياه ذاتها وجسدها بينما الرجل غدرها بعد الحصول على ما أراد لأنها في عرفه عاهرة وهي بريئة من هذا الحكم كبراءة الذئب من دم يوسف .انظروا أسواق كثير من الدول العربية والإسلامية التي انتشر فيها غشاء البكارة الاصطناعي الصيني  كالجراد على الزرع أليس ذهنية الرجل تجعل المرأة تلجا إلى الاحتيال والكذب لتنقذ نفسها  قسوة الرجل والمجتمع الذي لا يرحم .لماذا يتساهل المجتمع مع الرجل في الأمور الجنسية ويسمح بها تحت طائلة أن الله غفور رحيم  بينما مجرد خروج المرأة سافرة تعتبر لدى البعض من علامات الساعة وان الله شديد العقاب ماهذه الازدواجية في الحكم والتعامل هل هناك دينين والهين ومصدرين للأخلاق واحد للرجال والأخر للنساء متى نخلص من هذه العقول العقيمة .نضع خط احمر على المرأة التي مارست الجنس ونحتقرها لكن الحقيقة هي بين سيقانها مشى موكب كثير من الملوك والرؤساء والباشاوات .وفي مسك الختام أقول للرجل إن الشرف الحقيقي عرشه قائم في القلب ومملكته الروح ودستوره الحرية .

مزقوا أيها الأحرار غشاء البكارة           لا يحتاج الشرف بواب عمارة
إن لم تتذوق النفس رحيق الطهارة        يبقى الجسد كومة من القذارة

Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com

متى تنقرض ذهنية السياسة للرجل والمطبخ للمراة

متى تنقرض ذهنية السياسة للرجل والمطبخ  للمرأة
                                                                                                            بقلم
                                                                              عمانوئيل يونان الريكاني / العراق

من عورات الحضارة الذكورية هي تشييد حضارة لا إنسانية نتيجة احتكار الرجل الرؤية إلى الحياة بكل أبعادها الفكرية والعلمية والدينية والثقافية والسياسية والنفسية والاجتماعية وأي اكتشافات علمية فلسفية ووقائع ومعطيات تناقض أفكاره وآراءه وتصوراته إلى الأمور ترمى في سلة المهلات فهو يحلل ويفسر حتى النص الديني من منظار هويته الجنسانية ويسخر جميع العلوم لتكن خادمة لنزعته الذكورية فهو يجلس على كراسي القيادة في المجتمع  من البيت مرورا بالعمل والى كرسي الحكم فهو صاحب الحل والربط والناهي والآمر فيها الا لكونه يعتقد في نفسه  إنه ذو عقل  رشيد غير خاضع لسلطه العاطفة التي تعتبر في عرفه دليل الضعف وقوي البنية ومفتول العضلات وقاسي الفؤاد هذه الصفات يظن إنها تعطيه الحق إن يكون له حصة الأسد في اتخاذ القرارات المصيرية. أما المرأة فهي مستبعدة من الحياة العامة لأنها  كائن ضعيف وهزيل ليس لها أي دور أو مشاركة في صنع القرارات الهامة لا في الأسرة ولا في المجتمع ولا في الدولة .  فهي دمى تحركها خيوط الرجل وهي تفتقر إلى التفكير السديد والقوة الجسمانية وهي كائن عاطفي انفعالي لا تصلح سوى في المطبخ والفراش الزوجي وإنجاب الأطفال فهي بارعة في إعداد الطعام وإرواء الجوع الجنسي لبعلها من هنا كانت تغذي مشاعر الفحولة لديه وتروي عقدة التفوق عنده وفي ضعفها تبرز قوته وفي صمتها يعلو صوته وفي خضوعها يتمجد اسمه . هكذا بحيل نفسية استطاع أن يحول هزيمته إلى نصر بعد أن حول بؤسه وتعاسته ويائسه نتيجة قسوة الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى نشوة وفرح وسعادة لكن على حساب المرأة. إن المعاملة  اللا إنسانية والنظرة اللا علمية وجهان لعملة واحدة حيث تتحد في الرجل الغرائز السفلى مع الخرافة والأسطورة لإيجاد هذا التصنيف الجائر والتقسيم الظالم بين الرجل والمرأة. ليس فقط المرأة بل المجتمع برمته كان ضحية هذه الأفكار السلبية والنزعات المرضية.  هل من كارثة  من ان يتم تجميد نصف طاقة المجتمع وحبسها في الدار إرضاء للمحرمات الدينية والممنوعات الثقافية والنواهي الاجتماعية. إن حضارة تحتقر المرأة تستحق اللعنة كما استحقها صاحب الوزنات في الإنجيل عندما دفنها ولم يستثمرها. إن الظلم لا يمكن ان يدوم مهما كان جبروته ففي الأخير لا يصح إلا الصحيح وهكذا بعد عصور من الاستبداد والتسلط والإقصاء والتهميش من قبل الرجل نهضت المرأة من سباتها العميق في كل المجتمعات وانتفضت ضد هذه  الثقافة الشائنة مطالبة بتأسيس ثقافة جديدة ذات ملامح إنسانية تساوي بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات والكرامة. وحققت انتصارات في كل ميادين الحياة وإن كانت نسبية ومتفاوتة ذلك حسب قوة التقبل والمقاومة التي تتلقاها من الجبهة المضادة . واستطاعت أن تتبوأ المكانات الهامة والمراكز الحساسة في الدولة وان تدخل البرلمان وتطالب بحقوقها وان تبرهن بالدليل القاطع أن ضعف المرأة ما هو إلا أكذوبة اخترعها الرجل بمباركة رجال الدين والطبقة الحاكمة تحت ستار الشرف والأخلاق. بالرغم من هذه الإنجازات العظيمة لازالت الرواسب القديمة عالقة في أذهان كثير من الرجال. ففي الثورات العربية وموجة ما يسمى بالربيع العربي خرجت المرأة مع الرجل للمطالبة بالحرية وسهرت أيام وليال في الشوارع والطرقات وساحات التجمع تاركة بيتها وأولادها وعملها ومتحملة الحر والبرد احتجاجا على فساد الدولة وتم استشهاد كثيرات منهن في هذه المظاهرات مع ذلك الرجل الذي يستأثر بمقاعد البرلمان وكل الوزارات السيادية في الدولة ونصيبها ليس إلا الفتات الساقط من موائد الرجال. ان مأساتنا وآلامنا وأوجاعنا كانت من أنظمتنا الجائرة الذي الحكم كان فيه للرجل الذي يدعى إنه رمز القوة والعقل.  إن الحقيقة والواقع  تفند_ _ _ هذا الادعاء الفارغ الكاذب. دعو تأخذ المرأة حقها وفرصتها في الحكم يمكن تدير البلاد بشكل أفضل من الرجل وتغير مصيرنا وحظنا نحو الأحسن أم هو خوف الرجل المكبوت في اللا شعور من المرأة أن تعريه أمام ذاته وتزلزل ثقته الكاذبة بنفسه وتنسف معتقده الضال وينكشف ضعفه ويعلن إفلاسه الفكري والثقافي الله اعلم

www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

السبت، 17 ديسمبر 2011

هوية العولمة وعولمة الهوية

هوية  العولمة وعولمة الهوية

                                                      بقلم
                                                                           عمانوئيل يونان الريكاني



تعتبر العولمة إحدى حقائق العصر وظاهرة جديدة على مسرح التاريخ العالمي ،احتلتن مكان الصدارة في سوق التداول الفكري .ولها الأولوية في سلم استقطاب عقول المثقفين .فهي ظاهرة كونية وطفرة حضارية حققتها أنامل تكنولوجيا الاتصالات والثورة المعلوماتية ،وزخرفتها أصابع الأدمغة الآلية ووسائل الأعلام .أنها نقلة نوعية في بنية الواقع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والأمنية ،تبدلت فيها خارطة العالم ومنطق الأشياء ،وتحول معها المشهد الكوني وطريقة الحياة .
لقد سحب البساط من تحت أقدام العالم القديم السائر نحو الاحتضار السريع حيث استنفذ طاقته على الخلق والبناء وذلك لانسداد في شرايين نظمه واليات اشتغاله التي تعيق حركة التقدم والنمو.وأعادت تركيب العالم وصناعة الحياة من أسس ومنطلقات وتقنيات جديدة حيث فتحت آفاقا جديدة للوجود والحياة ونوافذ عديدة للرؤى والنظر تغيرت العلاقة فيها بكل شيء ،بالمكان والزمان بالحقيقة والواقع بالكائن والفكر .وانصهر المكان التقليدي في بوتقة اختراقات الزمان الفعلي الذي يسير من بعد وبسرعة الضوء من خلال الأقمار الصناعية وشبكة الانترنيت .واكتسب المكان والزمان عالميتهما من خلال ردم الفجوة بين المحلي والكوني والداخل والخارج والمغلق والمفتوح ،وتقلصت مصالح العالم وانكمشت أبعاده وأتاحت تشكيل مدينة عالمية لا مركز لها ،متحررة من هندسة المكان وهي في نفس الوقت موجودة في كل مكان حيث لا غرباء فيها ولا عزلاء .بمجرد الضغط على زر تستلم الأخبار وتشاهد الحوادث من ابعد نقطة في الوجود ،وتستطيع أن تتجول كسائح في كل المرافق السياحية التي تستهويك وفي كل أنحاء الكرة الأرضية ،من خلال شاشة وأنت قابع في غرفتك ومتمدد على سريرك لا تتحرك من مكانك .من هنا يعلن فيريليو "نهاية الجغرافية "وولادة فاعل بشري جديد "إنسان الانترنيت "بعد أن اخذ الإنسان التقليدي "إنسان العصر الصناعي "يلفظ أنفاسه الأخيرة .إن هذه التحولات الجوهرية التي أحدثتها العولمة في مجرى الحياة ومسرى التاريخ تفرض علينا تحديات كبرى وتساؤلات مصيرية حول خصوصيتنا الثقافية ،هل هي نعمة أم نقمة ؟.سنحاول أن نستعرض جوانبها الايجابية والسلبية وتأثيراتها على هويتنا الثقافية .  
                              ربيع العولمة
العولمة ظاهرة حضارية من حيث انفجار التقنيات والثورات الالكترونية التي أحدثتها والتي استطاعت بها أن تكف الأبعاد وتطوي المسافات التي كانت تفصل بين المجتمعات والدول ،وان تهدم الحواجز التي تعيق الاتصال مع الآخرين وان تحطم الجدران التي تمنع الحوار مع الغير وان تحرر الأشخاص والمجتمعات من أغلال النرجسية الثقافية وان تطهر العقول والأفكار من قيود الانغلاق والتقوقع .لتعيد صياغة العلاقات الإنسانية على أساس التعاون المثمر بين الأمم والشعوب وتبادل المصالح والخبرات والثقافات .ومن الفضائل التي تتمتع بها العولمة هي التحرر من الاستعباد والجهل والتعصب الديني والقومي والعرقي واحترام حقوق الإنسان وهوية الفرد والديمقراطية والعقلانية والتقدم التقني وحماية البيئة والجنس البشري وغيرها من الأهداف النبيلة ،وهي تحث المجتمع الإنساني للسعي نحو السلام والأمن العالميين والمساهمة والمشاركة في بناء عالم أنساني أفضل يسوده الخير والسلام والرفاهية تحت إطار حضاري ترأسه هيئات دولية تعني بكل المشاكل التي تقلق الإنسان والإنسانية.هذا هو الوجه الايجابي للعولمة الذي يراود أحلام البشرية ويعزف على أوتار أمالها وتطلعاتها.

                      خريف العولمة
العولمة ظاهرة موضوعية ،الترحيب بها أو النفور منها غير مرهون بأمزجة الأفراد ولا يخضع لأي رغبة ذاتية ،لكن هذا لا يعني أنها حتمية ،فالتاريخ ليس به جبرية أو قدرية ، لكن لا يمكن الانسلاخ الكامل من عملياتها الجارية فهي ثمرة التقدم العلمي والتقني حيث تمنح فرص طيبة للتنمية لكن مساوئها تكمن في بعدها الإيديولوجي الذي يكرس التبعية والتهميش حيث تنطوي على أخطار الشركات الكوكبية العملاقة المتعددة الجنسيات وعابرة القارات التي تدعو الناس والمجتمعات نحو أتباع نظام السوق الحرة وفتح الأسواق والحدود أمام تدفق رؤوس الأموال والسلع والخدمات وإزالة القيود الجمركية وغيرها حيث تعمل على انهيار الدول التي تأخذ بنظام التخطيط الشامل للاقتصاد وسيطرة الدولة المركزية على وسائل الإنتاج وبالتالي تهميش دور الدولة القطرية كمقياس لتطوير اقتصاد الدول النامية .إن هذا النظام الجديدماهو إلا ناد يضم الأغنياء فقط حيث لا مكانة فيه للفقراء ،فهو مشروع سياسي واقتصادي يعمل على تدمير الاقتصاد الوطني ونهب ثروات الشعوب وخيراتها ،وبالتالي تركعيها سياسيا وعسكريا.فكيف تستطيع دول فقيرة تعاني من التخلف الاقتصادي والعلمي والتقنيان تنافس شركات جبارة تمتلك ناصية العلم والقدرة والثروة ،وهل يستطيع ملاكم من وزن الريشة أن يقاوم ملاكما من الوزن الثقيل ،وهكذا تتمركز الثروة بيد الأقلية التي يملك كل فرد من أفرادها مايعادل وارد عشرات الدول في حين أن الأغلبية الساحقة من البشر يفتك بها الجوع والفقر والبطالة والأمراض الناتجة عنها. 

                   العولمة والهوية الثقافية
الهوية الثقافية منظومة من القيم والمعايير والتصورات التي تشكل ذهنية الإنسان وتحدد مشاعره ووجدانه وسلوكه حيث تخلع معنى على وجوده وحياته ،ولكل مجتمع ثقافته التي تميزه عن باقي المجتمعات .وهي تكتسب الثبات والدوام لتجذرها في أعماق التاريخ وتأصلها في قاع اللاوعي الجماعي .إن الخطر الأكبر التي تحمله رياح العولمة ليس في بعدها الاقتصادي فقط وان كان قاعدتها الأساسية ،بل في محاولة العقلية الغربية وبالتحديد الأمريكية المصابة بهستيريا الغرور الثقافي والاستكبار الحضاري ،عولمة هويات الشعوب ،أو الاختراق الثقافي وإستراتيجية طمسها ومسحها من الوجود،بالترغيب أو الترهيب.ومن منطلق عقدة التفوق والاستعلاء التي تعاني منه يقذف بركانها الثائر حمم الاستخفاف والاستهتار بعادات وتقاليد وتراث الأمم.ومحاولة أمركة الحياة والمجتمع من خلال فرض نمط حياتها على التفكير والوجدان والذوق والسلوك .ويتم الترويج لهذه الأفكار عن طريق هيمنتها على كل المجالات التي تؤثر على حياة البشر ،الاقتصاد الالكتروني والمجتمع الإعلامي والمجال التلفزيوني والفضاء السبراني.

                       هل من إمكانية مقاومة زحف العولمة الثقافية ؟
لا ريب إن الحضارة الغربية بما لها من جاذبية تنبهر بها العقول قادرة على التأثير والاختراق حيث تنساب قيمها ومبادئها بشكل أو بأخر إلى كل المجتمعات ،والكثير من مظاهر حياتنا هي ثمرة هذه الحضارة .هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان،والعولمة نتاج هذه الحضارة ،فلا ينبغي التعامل معها بعقلية أيديولوجية أو بقوالب فكرية جامدة حيث لغتها المقدسة هي الرجم واللعن لكل مايهدد ثوابتها ومطلقياتها ولا التخلي عن خصوصيتنا الحضارية باسم التقدم والتطور،فالرفض المطلق والقبول المطلق موقفان متطرفان وسلبيات نتائجها تكون وخيمة علينا بل نحاول دراسة هذه الظاهرة ، أي العولمة ،وتحليلها وفهمها موضوعيا واستيعاب منتجاتها المادية والفكرية التي تغذي وتنمي ذاتيتنا الخاصة ،فالثقافة الحية تزدهر وتنشط بقبول الأخر والانفتاح على الغير واللقاء والتبادل بين الأنا وألانت،ويتم إشهار الكارت الأحمر في وجه ثقافة السوق المبتذلة التي تهدد قيمنا وأخلاقنا .وتكميم عقول أطفالنا وشبابنا للوقاية من التلوث الإعلامي ووضع ضوابط لانسياب البرامج والمواد التي يكون لها اثر سلبي على المجتمع .وأخيرا نعم لعولمة تلاقح الثقافات وحوار الحضارات ولا لعولمة الاعتداء على الهويات والخصوصيات والقيم.                                                           Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

مجلس النواب ام تجمع ذباب(الديمقراطية العاهرة)

مجلس النواب أم تجمع ذباب (الديمقراطية العاهرة )
بقلم
                                                                          عمانوئيل يونان الريكاني
وماادراك ماهو مجلس النواب العراقي؟ انه مهزلة العقل البشري بكل معنى الكلمة ومجرد قبة حجرية لا قلب لها تضم شخصيات كاريكاتيرية تجيد فقط فن النقيق والنعيق  وعبارة عن كائنات ممسوخة ذات وجه إنسان وجسم حيوان .إن برلمان العراق هو عاشوراء العراقيين جميعا لا الشيعة فقط ويحتفلون به لا مرة واحدة في السنة بل في كل لحظة من لحظات التاريخ لأنها متشحة بالسواد والعيون مرطبة بدموع الحزن .وانه أي البرلمان كل يوم يحتفل بكذبة نيسان لان التاريخ عنده يبدأ ويستمر وينتهي في الأول منه .إن مسلسل أكاذيبهم التي لا تنتهي على الشعب المقهور يذكرني بمثل عربي يسمى "مواعيد عرقوب "وراءه هذه القصة الجميلة :عرقوب هذا اسم رجل من العمالقة من الشعوب العربية القديمة وهو رجل ميسور الحال وله بستان من نخل كثير جاءه يوما أخ فقير وطلب منه المساعدة فقال له عرقوب انظر لهذه النخلة إذا طلعت فلك طلعها فلما طلعت أتاه ليأخذ الطلع فقال دعها حتى تصير بلحا فلما أبلحت قال دعها حتى تصير زهوا فلما زهت قال دعها تصير تمرا فلما أتمرت عمد إليها عرقوب ليلا فجدها ولم يعطي أخاه شيئا منها فصار مثلا في الخلف وعدم الوفاء .هكذا علاقة الشعب المسكين مع برلمان الشياطين فاقدي الحس الإنساني والشعور الوطني لم يحصل غير على وعود فارغة وآمال كاذبة منذ سنوات .إن المضحك المبكي في الأمر إن أعضاءه حملة شهادات عليا وذات ثقافة واسعة لكن في الحقيقة والواقع في مدرسة الحياة ليسوا أكثر من شلة من الحمقى .فهم كالحمار الذي يحمل الذهب ...مع احترامي لبعض الشخصيات النزيهة والشريفة والتي لا شك في وطنيتها لكن للأسف لا تتعدى أصابع اليد .أنهم لا يمثلون سوى غرائزهم الحيوانية ورغباتهم الدنيئة فالعراق بالنسبة لهم قطعة حلوى كبيرة يتجمعون عليها كالذباب لا يشبعون من حلاوته .ومن الغرائب والعجائب في هذا البرلمان ادعاءه بأنه ديمقراطي تعددي وانه عالمي المنشأ وذات مواصفات عالية الجودة ترتقي إلى المعايير الدولية .إن ديمقراطيتهم كالأفعى الملمس ناعم واللدغة قاتلة .أنها عاهرة بكل معنى الكلمة تغطي جسد الرذيلة بثوب الفضيلة .عندما فازت القائمة العراقية في الانتخابات الأخيرة لم يروق هذا  القوائم الأخرى
وخاصة قائمة دولة القانون "الحزب الحاكم "التي حاولت بكل الوسائل اللاشرعية واللاانسانية واللاحضارية من تزوير وتهديد وإغراء مادي لإجهاض هذا النجاح .لا بل تصرفت الحكومة كالنمر الجريح قاموا بمداهمات واغتيالات واعتقالات لمن صوتوا للقائمة العراقية نتيجة لصدمة الخسارة الغير متوقعة منهم .وما فضيحة السجن السري في بغداد الذي ضم أكثر من 400 معتقل جلهم من أبناء موصل سوى انتقام أعمى من قبل الحزب الحاكم لعدم انتخاب أهالي نينوى له ،وان قذارة هذه الحكومة تزكم لها الأنوف والتاريخ معروف بكرم الضيافة لها في مزبلته .وقاموا أيضا بتجريب حظهم العاثر من خلال تحالفاتهم المشبوهة وصفقاتهم السياسية المسمومة كلها تجري باسم الديمقراطية الفاسدة فالعراق عندهم خروف مشوي على مائدة إطماعهم يؤكل حسب نحافة وسمن أجسامهم .والشراكة الوطنية التي يطبلون ويزمرون لها ماهي سوى وهم.فالأكراد يريدون عراق حسب خارطة أحلامهم وإطماعهم التوسعية التي لا تخفى على احد في كركوك والموصل ولو كان يوجد كردي واحد في هاواي لطالبوا بها المجتمع الدولي .ماهذه الديمقراطية التي يتشدق بها البارازاني والطالباني والتي ترقص على شفاههم كحركات المهرج على المسرح بينما منذ عشرات السنين قفاهم لاصقة بكراسي الحكم لا احد يستطيع الفصل بينها .والقوائم الأخرى ذات الإيقاع الإيراني يقررون ماتمليه عليهم حكومة طهران يبيعون الوطن ويقبضون الثمن بالعملة الطائفية .والكل يطلع على التلفاز يذرف دموع التماسيح ويبكي على عراقاه .ندائنا إلى العراقيين الغيارى أهل النخوة والكرم التبرع بالوطنية الحقة لشراء قبر كبير ندفن فيه برلمان آخر زمان الذي وافاه الأجل نتيجة سكتة وطنية ونكتب على واجهته بحروف من نور" هنا ترقد الديمقراطية العاهرة على رجاء القيامة والغير مأسوف عليها ".                                                                                          EMMANUELL_Y_ALRIKANI_2009@YAHOO.COM

هوية الهويات

              هوية الهويات                         بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
هلم معي في جولة مكوكية سريعة نسلط فيها الضوء على هوية الإنسان الحقيقية بلغة بسيطة ومفهومة تكون في متناول الجميع بعيدا عن تنظيرات الفلسفة وتعقيداتها وبدون الغوص في تشعباتها ومتاهاتها .الإنسانية هي هذه الهوية التي أسئنا فهمها دوما وتجاهلناها كثيرا من اجل هويات أخرى اقل مرتبة وأهمية صنعناها لأنفسنا كانت بمثابة قشرة من اللب وكالوثني الذي يعبد الإله الذي صنعه بيده مثل الأنا العشائري والانا القومي والانا الديني...الخ قد تكون أعطت له بعض الحماية من الناحية النفسية لكن سلبت منه البعد الشخصي والإنساني خاصة عندما تكون بيدق على رقعة العاطفة الهائجة ولم تفهم بشكل علمي وعقلاني .
من نافل القول الإنسان كائن اجتماعي كما وصفه أرسطو تفترضها طبيعته البيولوجية والإنسانية وعالمه شبيه بعالم النمل والنحل من حيث التنظيم والتعاون والصراع من اجل البقاء ،إلا انه يختلف عنها اختلافا جوهريا بان دافعه إلى السلوك هو العقل لا الغريزة وحدها كما عند الحيوان والذي حبا هبه الله وميزه عن باقي المخلوقات الأقل درجة منه في سلم التطور .ويستطيع أن يبدع أفكار جديدة وأشكال جديدة من العوالم حسب ماتقتضيه حاجته ،ومن تضافر العوالم المادية والروحية فيه .ليس هو آلة تسير وفق نظام معين حسب الفكرة المقررة فيه ولا هو جهاز ميكانيكي يعمل بالضغط على الزر يكرر اليوم ماعمله الأمس .انه محكوم عليه بالحرية في محيط الحتميات التي يدور في فلكها .ولا هو تام التكوين أعطي مرة واحدة وللأبد لكنه في طور التكوين يصنع نفسه بنفسه من خلال جدلية الإنسان الواقعي والمثالي .
إن هويته ليست فكرة جامدة تم تحديدها في الماضي نهائيا ولا هي هابطة عليه كالبارشوت من عالم آخر ولا يستطيع أي انتماء أن يستنفذها .وقد قال احدهم "الهوية الحقيقية للإنسان هي من لا هوية له "أي إن المستقبل المجهول بما يحمله من المفاجآت واللامتوقع هو الذي يضع عليها اللمسات الأخيرة لأنها في قلب الواقع وفي صيرورة تتشكل من خلال حركة التاريخ مثل كرة الثلج التي يتغير حجمها وشكلها كلما تدحرجت .
وقد عاش الإنسان منذ البدء على شكل جماعات وبعد ذلك تكونت العائلة والعشيرة والقبيلة والأمة حيث كانت رابطة الدم والدين هي الغالبة .هذه الوحدات الاجتماعية منحته وجوده المادي والمعنوي وصاغت له هوية كانت كبصمة Danتميزه عن غيره من الجماعات مقابل الانتماء أليها والولاء لها في كافة الأحوال .كان من المفروض أن تكون جسم شفاف يمر من خلالها شعاع الإنسانية إلا أنها أصبحت كالكتل الكونكريتية يصعب اختراقها وإزالتها ، وعلى مر الزمان نحتت تكوينه النفسي بأناملها وصارت له طبيعة أخرى إلى جانب طبيعته .لقد كانت كالغيم التي تحجب نور الشمس فهي تقف حجر عثرة أمام النمو لروحي والرقي الإنساني .وان التعصب الأعمى لها حولتها إلى أصنام كان أولى ضحاياها هم الناس أنفسهم بما أوجدت من كراهية وبغضاء وفرقة بين الشعوب والمجتمعات       والأمم ومزيد من التخلف والجهل والانحطاط .
انظر إلى الفوضى التي يتخبط بها عالمنا من حروب ونزاعات وانقسامات غطت الكرة الأرضية جلها بسبب عنصرية اللون والعرق والدين والقومية والطائفية ..الخ هذه الدراكولات التي مصت ولا زالت تمص دماء البشرية .التاريخ والواقع يشهدان بان هذه الأسباب كانت جدار برلين يفصل بين الناس ويمنع أي لقاء حقيقي بينهم .وفي كثير من الدول المتقدمة التي رفعت لواء الحضارة أصبحت هذه الهويات في خبر كان أو تفككت وانصهرت في هويات أكثر إنسانية وحضارية .أو وضعها في غربال العلم وتم تصفيتها من الشوائب.لقد أصبحت التكتلات العالمية ألان تقوم على أسس اقتصادية سياسية لا على أساس ديني عرقي قومي .
الإنسانية هي هوية الهويات التي تستحق كل تبجيل وتقديس لأنها روما المسيحيين وكعبة المسلمين وغانغا الهندوس ومعبد كل المؤمنين ونبض قلب جميع الملحدين أنها اله لمن ليس له اله ودين من لا دين له .فهي الهوية التي كان يبحث عنها ديوجين الفيلسوف الإغريقي في وضح النهار وفي شوارع أثينا وبيده فانوس وسط استغراب واندهاش سائليه من هذا المشهد .لأنها قبلة أنظار كل فلسفة ودين وفكر .أنها دعوة الأنبياء والفلاسفة فلا يوجد سبب من اجله يستحق أن يقتل أي إنسان لان الله هو واهب الحياة .وكما قتل الإله مردوخ الآلهة تيامات في أساطير بلاد الرافدين ومنها خلق الوجود هكذا يجب أن نقتل هذه الهويات الجرثومية ومن دماءها نخلق عالما جديدا تشع منه حضارة المحبة التي هي حضارة الله وهويته.وفي مسك الختام علمنا المسيح إن الهوية الحقيقية لا يمكن احتكارها من قبل أي دين أو قومية أو فلسفة بل هي مخالفة الأعراف التي تقف في طريق إنسانيتنا .ونعم الهوية

Emmanuell_y _alrikani_2009@yahoo.com

في البدء كانت العلمانية

         في البدء كانت العلمانية               بقلم
                                                                                      عمانوئيل يونان الريكاني                   

مقدمة
تعتبر العلمانية محصلة منطقية لصراع طويل يخوضه الإنسان منذ قدم التاريخ من اجل الحرية والتحرر ضد الاستبداد والتسلط .وهي ظاهرة تاريخية أحدثت انقلابا ثوريا وتغييرا جذريا في مجال الفكر والسياسة بعد أن تم فصل السلطة السياسية وإزاحة العقلية الدينية عن محوريتها الثقافية وإحلال محلها مرجعا فكريا جديدا للتاريخ والحياة العامة . إن حركة المجتمع والتاريخ آيلة أليها لا محالة وذلك بما تحمله من قيم العقل والحرية والديمقراطية والمساواة التي هي من مقومات بناء أنساني سليم للمجتمع والحضارة . إن مفهوم العلمانية غني جدا وواسع ومعقد ولا يمكن حصره في بعض المقولات والعبارات ، ولقد أسال بحارا من الحبور لا تستطيع هذه الأسطر القليلة إيفائه حقه .فهي محاولة متواضعة وسريعة منا لاستعراض جوانبها اللغوية والتاريخية والفكرية وكنقطة التقاء المسيحيين والمسلمين وإزالة الخوف وسوء الفهم من النفوس والعقول التي أساءت الظن بها وتبيان قصور العلمانية المتطرفة ( الملحدة ) الضيقة الأفق في التعبير عن أبعاد الحياة الإنسانية وحاجة الإنسان والمجتمع إلى علمانية معتدلة ومنفتحة على الدين تحترم البعدين الروحي والزمني في الإنسان لخلق التوازن مع الذات ومع العالم كخشبة خلاص لا بديل عنها .
                             معنى المصطلح
إن تاريخ دخول العبارة إلى اللغة العربية وكيفية اشتقاقها غامض وغير معلوم ،وهل كان الاشتقاق من العلم ( علمانية بكسر العين ).. أم من العالم ( العلمانية بفتح العين بناءا على اشتقاق غير سليم )،نجد أحيانا النصوص لفظة علمانية قد تكون مشتقة من علم scienceفتشير بالأحرى إلى العلموية scientism لا العلمانية .فالكلمة العربية التي تعرب كلمة secularite أو secularism هي علمانية التي تشير إلى العالم الزمني في تميزه عن العالم الروحي وكثير من المؤلفين يستعملون هذا المعنى الأخير .

                            الجذور التاريخية للعلمانية
من نافل القول إن مسقط رأس  العلمانية في الغرب المسيحي حيث مرت في مخاض عسير وألام الولادة إلى أن نمت وترعرعت واكتملت بشكل أكثر انتظاما في فرنسا في القرن التاسع عشر .لم يكن الطريق سهلا ومفروشا بالورود أمام دعاوي الفكر الحر ،فقد اصطدم بأنصار الفكر القديم والأوساط الدينية المتزمتة .فعلاقة الكنيسة بالدولة كانت متذبذبة ومتشنجة ولم تكن على وفاق دوما ودار بينهما صراع استمر فترة طويلة ومر بمراحل إلى أن استطاعت العلمانية أن تتربع على عرش التاريخ بعد أن سلمها الواقع تاج الملوكية وصولجان القيادة .وفي عصر التنوير الذي يعتبر الأساس الفكري للعقلية المعاصرة ... ظهر على مسرح التاريخ كوكبة من المفكرين اللامعين والعلماء البارزين دعوا إلى الاحتكام لسلطان العقل والتحرر من وصايا الكنيسة مثل ديكارت ومكيافيللي وكوبرنيكوس وفولتير وغيرهم لا مجال لذكرهم وهكذا أخذت أوربا تتحرر تدريجيا من النظرة المسيحية الوسيطة وبدأت تتكون الحداثة الغربية .
                    المسيحية والعلمانية   
ليس هناك تناقض بين المسيحية والعلمنة وان الغوص في جوهر العلمانية يزيل عنا  الخلاف الناجم عن الفهم السطحي لها .لنتعرف عن كثب على سمات كل من الدين والدنيا قبل الدخول في صلب الموضوع .لا يمكن حصر الدين في تعريف واحد( جامع مانع )فتعار يفه كثيرة نحاول أن نستشف منها الخطوط العامة المشتركة ،فالدين نسق من المعتقدات والعبادات والقواعد الأخلاقية والنظم الاجتماعية يشكل الإيمان نواته الأصلية فهو أي الإيمان وديعة يكشفها الله للبشر والإنسان مدعو إلى اتخاذ موقف حر وواع وقرار شخصي ومسؤول إزاء هذا النداء الإلهي .وتقوم الأنظمة الثقافية بتشكيل قالب ديني يعبر عن هذا الإيمان ( وهكذا يبدو الدين كأنه التعبير عن الإيمان ) .أما الدنيا فهي واقع الحياة البشرية بمجملها تمثل الدولة أو الحقل السياسي قمة هذا الواقع حيث إدارة شؤون الناس وتوفير الحماية والأمن لهم من صميم وجودها وفلسفتها.إذا لا يوجد نشاط ديني أو دنيوي بحد ذاته ومستقل استقلالا كاملا عن الأخر فقصد المطلق هو الحد الفاصل في تحديد هوية النشاط فلا فصل كياني بين الدين والدنيا ولا تناقض جوهريا بين الإيمان والسياسة .إن جواب يسوع (أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله )أسيء فهمه من قبل الكثيرين لان هذه العبارة لا تعني الطلاق النهائي بين ملكوت الله وملكوت قيصر ولا الفصل التام بين الدين والدولة فهذا مستحيل واقعيا وإنسانيا .إن يسوع يميز بين المملكتين دون ذوبان أو ابتلاع أحداهما الأخرى فهو يحث الإنسان على المحافظة على صورة الله المحفورة في أعماقه دون إهماله مطاليب قيصر وواجباته تجاه الدولة بشرط إن لا تمتهن كرامته الإنسانية إن الإيمان ليس نظريات مجردة تحلق في الفضاء بعيدة عن ارض الواقع انه تجسيد حي وممارسة فعالة لكل القيم الروحية والأخلاقية داخل المجتمع للعمل على تغييره وتطويره نحو الأحسن والأفضل .فلكل من الدين والدولة مجاله الخاص وأساليبه المتنوعة لاستنهاض طاقات الإنسان الخلاقة وقدراته المبدعة خدمة للتقدم الاجتماعي والتطور الحضاري .  
                   الإسلام والعلمانية
  بين تيارين متشددين وموقفين متطرفين من العلمانية الأول يرفضها جملة وتفصيلا لأنها حسب رؤيته تتناقض مع الإسلام والثاني يعد من أنصارها ويأخذها على علاتها دون فحص عقلاني أو تحليل علمي سوى الانبهار بها والانجذاب إليها سواء توافقت مع الإسلام أم لا .يبرز اتجاه ثالث معتدل يجمع بين الإسلام والعلمانية من خلال رؤية واقعية وموضوعية بعيدة عن الأحكام المسبقة وبمرونة عقلية وفكرية يقدم الإسلام بحلة جديدة وثوب عصري فهو دين التطور والتجدد هذا مايقوله الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مئة عام من يجد د لها دينها )( رواه أبو داود ) فهو أيضا دين العقل والعلم لأنه يحث المسلمين على طلب العلم والمعرفة من أي مصدر كان فلا تجنيس للفكر والعلم طالما كان في خدمة الحقيقة والإنسان فالحضارة العربية الإسلامية ارتشفت حتى الثمالة من كاس الحضارتين الإغريقية والرومانية وتفاعل الحضارات قانون الحياة وسنة التاريخ .
يرى الدكتور محمد احمد خلف الله إن الإسلام ينكر أن تكون هناك سلطة دينية لها حق التشريع الديني أو الحكم نيابة عن الله الأمر الذي يشير إلى أن القران يقف إلى جانب العلمانية .....وان الشيخ علي عبد الرزاق في كتابه الموسوم (الإسلام وأصول الحكم) ينفي العلاقة بين الإسلام كدين والخلافة كأسلوب للحكم .وان الشيخ خالد محمد الخالد في كتابه (الديمقراطية ابدأ) يميز بين الشريعة والدين فهو حدد الثوابت في العقيدة التي لا يعتريها التغيير كالصلاة والصوم والإيمان بالآخرة بينما الشريعة هي نتاج تاريخي خاضع لمنطق التغيير والتبديل حسب مستجدات الحالة الراهنة ومتطلبات العصر ومن منطلق مصلحة الجماعة وبهذا الفصل بين الشريعة والعقيدة لا يوجد تناقض بين الإسلام والعلمانية .إن جوهر العلمانية وهدفها الأساسي يكمن في تقديسها للشخص البشري وذلك من خلال ضمان حرية العقيدة فالكل متساوون أمام الله والقانون المؤمن والغير المؤمن لان قيمة الإنسان في إنسانيته وليس في موقعه الديني ولا يجوز في أي جهة كانت وتحت أي مسوغ ممارسة الضغط والإكراه ولا إرغام الآخرين على تغيير معتقداتهم في الحياة لأنها تتنافى مع كرامة الإنسان هذه كلها تتفق مع تعاليم الإسلام بشان حرية العقيدة (لا إكراه في الدين )أل عمران256 (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف 29 .على الرغم من اختلاف التسميات لكن يبقى المضمون واحدا إن العلمانية استجابة لنداء القلب البشري المتعطش إلى الحب والحرية والحد من سلبيات الدولة الدينية التي أفرزتها ثقافة وحضارة بائدة عفا عليها الزمان حيث كان الحاكم يستمد سلطانه من الله حسب نظرية الحق الإلهي في الحكم والتي كانت وراء طغيانه واستبداده وحيث اذكت نار الانقسام والتفرقة والتجزئة بين الأديان والمذاهب والطوائف والتي مازلنا نعاني ويلاتها حيث كانت السبب الرئيسي لتخلفنا عن موكب التطور والتقدم ولوضع حجر الأساس لبناء دولة عصرية على أساس ديمقراطي اشتراكي يكون شعارها ( الدين لله والوطن للجميع )لان الدولة كما يرى الدكتور فرج فوده (الدولة كائن معنوي لا يتدين لان التدين ظاهرة تخص الأشخاص الطبيعيين ) وان شعار (لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة )لا تعني إبعاد الدين عن تنظيم المجتمع بل الحفاظ على صفاته وروحه ضد كل أشكال التسييس والاستخدام المشوه من قبل البعض لأنه كثيرا ماكان أداة استغلال بيد الحكام المستبدين لتحقيق مكاسب مادية وأهواء شخصية أو لتغطية فشلهم السياسي والتستر على ظلمهم الاجتماعي والاقتصادي وان كسر القالب الاجتماعي للدين هو تحريره من اسر أللياقات الاجتماعية التي وضعته في خانة الشكليات والسطحيات ولإعطاء بعد شخصي له مبني على قناعة دينية عميقة وإيمان حي فعال يسهم في بناء الذات وتطوير المجتمع وتقدم الحضارة وفي مسك الختام قد تختلف وجهات نظر الناس في تقويم الفكر العلماني لكن المكتسبات العظيمة والمنجزات الرائعة التي حققها على ارض الواقع في بعض البلدان يضع حدا لهذا الخلاف (فالشجرة تعرف من ثمارها ).
الدين والعلمانية
إن إيجاد فجوة بين العقلية الدينية والعقلية العلمانية يشكل خطورة على هوية الإنسان الحقيقية فإزاحة إحدى هاتين الظاهرتين الدينية والعلمانية من مسرح الحياة ليس حاجة إنسانية وحضارية إنما زيف إيديولوجي فبين الدين والعلمانية صلات رحم ووشائج قرابة لان انسنة الإنسان هي الاوميغا التي تتجه إليها إنسانية العلمانية والمحبة المسيحية والعدل الإسلامي وان في التجاذب والتالف بينهما عنوانا للرقي الإنساني والنهوض الحضاري وحلا لكل المشاكل التي تقلق الإنسان وان القيم الأصيلة كالعدالة والحرية والمساواة بين المواطنين والتي رسختها العلمانية في قلب التاريخ وأعماق الإنسانية .بعد إبادة آفة المجتمع الإنساني التعصب الديني والطائفي والعرقي تتفق مع روح الإنجيل وقيم الإسلام في الدعوة إلى الخير والسلام والمحبة والوئام والعدل بين بني البشر هكذا يتحدد الموقف السليم للعلمانية المعتدلة في رد اعتبار للدين بوصفه عنصرا من عناصر الوعي الإنساني ،وليس طورا بين أطوار الوعي كما صورته وضعية اوغست كونت واحد أهم رافد من روافد الثقافة البشرية والمنتج الأعلى للقيم الإنسانية السامية الذي كان ومازال حارس الأخلاق والقيم والدافع الأول عن قيمة الإنسان المطلقة ضد كل الفلسفات والإيديولوجيات التي تحاول أن تحط من شانه وتحويله إلى شيء أو مادة أو موضوع فقط .فالدين ليس قشرة خارجية يمكن إزالتها بسهولة كما توهم البعض لان المجتمع البشري بناء معقد يتكون من مؤسسات متشابكة ومتداخلة وذات علاقة بنيوية فيما بينها ويعتبر الدين جزءا من النسيج الاجتماعي والحضاري لأي امة وهو القلب النابض لذاكرة أي جماعة لذلك لا يمكن بجرة قلم انتزاعه من نفوس الجماعة ووعيها التاريخي .إن حيوية الواقع لا تقوم على استبعاد العناصر المكونة له كما صورته علمانية القرن التاسع عشر المؤدلجة ( المتطرفة )بل في صراع وتوازن هذه العناصر الذي يتألف منها الواقع الإنساني والاجتماعي لذلك لا يمكن فصل الدين عن الحياة ولا المقدس عن الدنيوي بل الاحتواء المتبادل لهذه المتناقضات هو عصب الحياة وروح الوجود .ولهذه تعد العلمانية وبحق اكبر ظاهرة حضارية أنجبتها العبقرية الإنسانية وواحدة من أهم الفتوحات البشرية .      


                                                Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com