الاثنين، 22 أبريل 2013

هل الزواج مقبرة الحب أم الملاك الحارس له


هل الزواج مقبرة الحب أم الملاك الحارس له

 

                                                         بقلم

                                                                عمانوئيل يونان الريكاني

كثيرا ما نسمع من الناس من كلا الجنسين ومن مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية إن كان نتيجة التجربة الشخصية أو الرأي العام إن هناك تناقض بين الحب والزواج فالحب تنتهي حدوده حيث يبدأ الزواج وهو أي الزواج الإسفين الذي يدق في نعش الحب فهما عالمان مختلفان وخطان متوازيان لا يلتقيان أبدا . فكم من أزواج لهم حنين شديد وشوق قوي إلى اللقاء الأول بينهما وفترة التعارف أو الخطوبة التي تعتبر اسعد أيام الحياة وأجمل لحظات العمر حيث حلاوة العاطفة وصدق المشاعر وعمق الأحاسيس وطوفان اللهفة بأعلى مستوياتها والانفلات من الواقع الثقيل والتحلق في فضاء الأحلام السعيدة حيث القلب الذي يأبى أن يكف عن نبض الحب والعشق والغزل والشفاه التي لاتكل من إفراز الكلمات المعزولة والأشعار الغزلية والعيون التي لا ترف لها أجفان خوفا من لحظة لا ترى فيها الحبيب . لكن أين هذا كله عند دخول القفص الزوجي تتغير العلاقة 180درجة ويصبح الزوجان كأنهما شخصان مختلفان لا يعرف احدهما الأخر وتختفي الكلمات المعسولة وتتبخر النظرات اللطيفة وتموت الابتسامة الجميلة ويطردا خارج الجنة التي كانا فيها قبل الزواج كما كان الحال مع أبوينا ادم وحواء قبل وبعد الاختبار . لقد تحولت هذه العلاقة الحية والفريدة من نوعها لدى المحبين والعشاق بعد الزواج إلى مجرد ديكور اجتماعي من طرف بالروتين والرتابة خال من الروح والحياة ومن ثم تجميد رصيد الأحاسيس والمشاعر في بنك كان يا ما كان . هذا ما نراه في الظاهر لكن هل حقا الزواج هو الخطيئة الأصلية للحب ؟

لقد حاول الغرب المتحرر حل هذه المعضلة الشائكة من واقع حضارته القائمة على أساس احترام الحرية الفردية والكرامة الإنسانية في النظر إلى الأمور وذلك بالتحرر من المؤسسة الدينية والتركيز على البعد الشخصي فقط ولان الزواج أصبح له سمعة سيئة في اللاوعي الجماعي أشبه ما يكون بسجن غوانتنامو . في هذه النظرة تكون للحب فقط الأولوية في إقامة صرح العلاقة فيتخذ التوافق القلبي بين الطرفين وليس خطي وارتباط حر قلبا وقالبا دون شروط إلى اجل غير مسمى بعيدا عن سجن الزواج وشبح السيطرة والتسلط والإذلال والجفاف العاطفي . أما في الشرق مثلا قيمة لمشاعر الإنسان وأحاسيسه فالأولوية تشكل المؤسسة وقوانينها لا مضمونها  وروحها لذلك فالحب لا قيمة له طبعا هناك استثناءات              في كلتا الحضارتين . الموقفان متطرفان يحتاجان إلى إعادة نظر لان الاتجاه الأول يقيم بناءه على رمال متحركة فالعلاقة مهما كان فيها الحب قويا لكن بدون هدف فهو معرض للتيه والضياع في دهاليز المزاجية             والعاطفية والرابط الذي لا هوية له ولا اسم كالفقاعة سريعة الزوال الزواج وحده يسير بالحب نحو كماله فهو كالشراع للسفينة ويحميه من الشطحات الأنانية كما يحمي الترس حياة السلحفاة . والاتجاه الثاني فباسم تقديس المؤسسة وقوانينها يدنس أقدس ما في الفرد انه ينتزع القلب منه ويقول هذا هو الإنسان . أما الرأي الثالث فهو الأصح والأكمل فهو يربط بين الحب والزواج في وحدة لا تنفصم عراها لأنه لا يوجد تناقض بينهما بل تكامل . أما أن يكون الزواج مقبرة الحب فهذا محال وليس من طبيعتهما لان يتوقف على كل واحد منا بما إن عضو الجسد الذي لا يستعمل يضمر ويموت هكذا الحب الذي لا يعبر عن نفسه بشتى الطرق بعد الزواج تحت طائلة المسؤوليات وضغوط الحياة يمكن أن يموت فالخلل هو دوما فينا لأننا اثر الأحيان لا نستطيع خلق الانسجام بين المسؤولية والمشاعر والأحاسيس .

أيها الأزواج لنتعلم من جهاز الموبايل الذي يحمله كل واحد منا فنحن نحمل معه شاحنة خاصة لشحن البطارية عندما تهبط لئلا تنطفئ ويتوقف عن العمل هكذا علينا شحن بطارية القلب دوما بالحب عندما تهبط لكي تسير العلاقة الزوجية على أحسن وجه وتعطي أجمل الثمار. 

 

                                Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com                                                    

 

ليس بالشعارات وحدها يحيا الانسان


ليس بالشعارات وحدها يحيا الإنسان

 

 

                                                                                     بقلم

 

                                                                           عمانوئيل يونان الريكاني

 

إن صرخة الكاتب العالمي المعروف اندريه مالرو "الحزب وضع من اجل الشعب وليس الشعب من اجل الحزب "هي جينات كل الأحزاب وكر وموسومات أيديولوجيتها والهدف المقدس الذي من اجله وجدت اقلها من الوجهة الدعائية .

إن ظهور الأحزاب على مسرح التاريخ السياسي يعتبر ظاهرة حضارية ومن الانجازات العظيمة التي قدمها الفكر البشري في مجال الفلسفة السياسية فهي تعكس رغبة عميقة وإرادة متأصلة في الإنسان" فردا وجماعة " في المساهمة التامة والمسؤولية الكاملة لتوجيه دفة الحياة وتحمل عبا المصير بعيدا عن أي ضغوطات لا تتناسب مع كرامته الإنسانية ومتحديا سياسة التهميش والترقيم التي تدنس أقدس مافيه وهي الحرية .

فالإنسان كائن ينشد المعاني السامية والقيم العليا لأنها من صميم طبيعته بدونها يتحول المجتمع البشري إلى غابة القوي فيها يأكل الضعيف والكبير يلتهم الصغير .إن دور الأحزاب هي تجسيد لهذه القيم الأصيلة فيه بعيدا عن المثالية الزائفة والطوباوية التافهة ومتحررا من النزعات النفعية والانتهازية والتسلطية التي فيها يتحول الحزب إلى اله معبود تقدم له الطاعة العمياء ،كما هو الحال في واقع مجتمعاتنا المتخلفة ذات الأنظمة الديكتاتورية .وان تكون لها فلسفة سليمة ورؤية واقعية وموضوعية تأخذ بالحسبان جميع أبعاد حياة الإنسان النفسية والاجتماعية والروحية والمادية .وكلما كانت صادقة في كلامها وفية لوعودها تمسك بها الناس ومنحوها قروض التأييد الطويلة الأمد.

في عراقنا الجريح الشاذ عن القاعدة خاصة في المجال السياسي حيث تعاني عقول أصحاب القرار في الحكومة ورؤساء الأحزاب والكتل السياسية من "شيزوفرينيا"في الفكر والقول والفعل وأصبحوا تجار الشعارات المزيفة ،فالمعنى غير المبنى والظاهر عكس الباطن وكلام الليل يمحوه النهار .ففي قاموسهم الديمقراطية تعني الاستبداد والصدق اخو الكذب بالرضاعة والعدل والظلم عشاق التاريخ وهلموا جرا،فمبدأهم هو لا يصح إلا الخطأ وارتشفوا حتى الثمالة من المثل الألماني العسكري "اكذبوا اكذبوا حتى تصدقوا أنفسكم "أنهم سفسطائيون جدد يمتلكون مقدرة هائلة في التلاعب بالألفاظ ولهم أصابع موزارت وأنامل بتهوفن في العزف على أوتار عواطف الناس وإخراج سيمفونية رائعة عنوانها "الضحك على الذقون "

هذه هي ثقافة الشعارات البراقة التي شربناها مع حليب الأم ومن حلاوة العبارات الرنانة ارتفع السكر في دمائنا ومن كثرة اللافتات والصور أصيبت عيوننا بقصر النظر .ومن فرط تداولها وتناولها تعاني عقولنا ونفوسنا من مرض السمنة .لكن السؤال الذي يفرض نفسه علينا هو ماذا جنينا من هذه الأحزاب وما الذي قدمته لنا غير كلام منمق ووعود فارغة تحمل فيروس الغش والخداع والكذب الذي هو سبب ماسينا وآلامنا وعذاباتنا .

إن لغة الشعارات وسيلة أكثر الأحزاب القومية والدينية ....الخ للسخرية من عقول العامة ومن ثم السيطرة عليهم ،فهي من طبيعة عصابية مرضية تمجد الماضي وتعيش فيه حسب قيمه ومفاهيمه وتتجاهل الحاضر وتهرب منه أو ذات رؤية خيالية تبني في الهواء مدينتها الفاضلة .والشعب مسكين يتأرجح بين مطرقتها وسندانها دون أن تقدم له أي حلول عملية لمشاكله فقط مخدرات ومسكنات وأفيون .الشعارات ضرورية لكن وحدها لا تكفي لأنه لا يمكن أن يتفاعل الإنسان مع أي عقيدة أو مبدأ اوفكرة مهما كانت قوتها وقدسيتها إن كان يعاني من شظف العيش وفوبيا دفع الإيجار والخوف المزمن على حياته المهددة ،لان ازدهار شروط الحياة المادية هي الهواء النقي الذي به تنتعش القيم الروحية والإنسانية .

فالشعارات مثل قطعة الذهب المعدنية تفقد جمالها ورونقها وتأثيرها إن طمست في الوحل ،فيجب أولا تحرير الإنسان كليا روحا وجسدا قلبا وقالبا وذلك من خلال إشباع حاجاته جميعها من الآمان والتقدير الاجتماعي والرفاهية الاقتصادية والقضاء على الفقر المادي سرطان المشاكل والتي تعتبر المشيمة التي تمد بأسباب الحياة جنين الأفكار العظيمة والقيم النبيلة والذي يستطيع أن يهضمها الإنسان دون ترياقها .وقد قال احدهم بحق "أعطني خبزا وبعد ذلك كلمني عن الحرية "فالخبز والحرية هما معا من أسماء الذات الإنسانية الحسنى وعلى مذبحها قدم ويقدم الإنسان نفسه ذبيحة .بالله عليكم كفانا شعارات صدعت رؤوسنا وخدشت طبلة آذاننا  أعيدوا ألينا البسمة التي حرمتمونا منها ومن فراقها نساها حتى الوجه .

 

Emmanuell_y_alrikani_2009@.com

لمن تقرع اجراس مذبحة سميل


لمن تقرع أجراس مذبحة سميل

                                                                                    بقلم

عمانوئيل يونان الريكاني / العراق

في السابع من آب سنة 1933 وبالتحديد في قضية سميل في محافظة دهوك آنذاك والقرى الآشورية المسيحية المجاورة حدثت اكبر مجزرة في تاريخ العراق المعاصر قام بها جيش حديث العهد ضد الآشوريين يندى لها جيش الإنسانية وتدمى النفوس وتقشعر الأبدان راح ضحيتها الآلاف  من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ وبشكل وحشي بربري لم يسلم من يديه قس أو شماس أو رضيع أو حامل او شرف فتاة لا بل كانوا حقل تجارب للجيش الفتي اختبر فيهم مهاراته القتالية وإمكاناته العسكرية . لقد خان الجيش رسالته السامية التي وجد من اجلها وهي الدفاع عن الوطن وحمايته من أي عدوان خارجي عندما قام بالاعتداء على احد مكوناته الأساسية ذو تاريخ وضارة غني عن التعريف . وتحت ذريعة التمرد ألصقت بأبناء شعبنا زوراَ وبهتانا لكي يبرروا عدوانهم الغاشم عليهم وفي نفس الوقت يتم التنفيس عن الحقد الدفين الذي يعتلج في نفوسهم نتيجة الاختلاف الديني والقومي هذه الذهنية المقيتة التي ورثوها عن الإمبراطورية العثمانية السيئة ++++++ والحاملة لفايروس الحقد والكراهية والتعصب والعدائية للآخر المختلف ولم تختلف هذه المجزرة عن المجازر التي ارتكبها العثمانيون في مناطق هكاري وطور عابدين ونحن في القرن 21 وفي ظل الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 لازالوا ينظرون إلينا  نفس النظرة السابقة لسبب بسيط هو إنهم ينظرون إلى الإنسان من زاوية هويته الدينية ويتجاهلون باقي الهويات والاعتبارات وهذه هي الطاقة الكبرى . وقد قام بكر صدقي القائد العسكري في الموصل بالتعاون مع بعض العشائر الكردية والعربية والايزيدية بالانقضاض على الآشوريين وتدمي قراهم وسلب ممتلكاتهم وتشريدهم من ديارهم . وفي هذه الجريمة البشعة اختلط الحابل بالنابل حتى الناس الذين يسلموا أسلحتهم للحكومة بناءاَ على طلبها بالعفو عنهم ثم قتلهم وان دل هذا على شيء فانه يدل على النواية الخبيثة المبينة ضدهم . وفي الحياة الاجتماعية ساءت أحوال المسيحيين وخاصة الآشوريين من جراء العنصرية في المعاملة ويكفي ان تكون أشوري لكي يستحق النبذ والكراهية وأحيانا القتل .  يا ترى لماذا علنا أن نذكر هذا الحدث الجلل والمصاب الأليم في تاريخ شعبنا الكلداني _ السرياني _الآشوري أهل لأننا نعاني من مازوخية جماعية نتلذذ بالماضي ؟ أم لإذكاء روح الانتقام ضد الذين كانوا سبب جراحنا وماَسينا ؟ بالطبع لا هذا ولا ذاك نحن نذكر الماضي لنستخدم منه الدروس والعبر تلهمنا في الحاضر والمستقبل . وإن الذين نالوا أكليل الشهادة مسترخصين دمائهم الغالية من أجل حياة حرة كريمة ونيل حقوقنا القومية والثقافية محفورين في ذاكرتنا الجماعية ونستمر في شعلتهم الوهاجة لنتبنى منهجهم في الحياة والبر على دربهم في النضال . بالرغم من ان الحكومة والجيش والصحافة كانوا ضد مطا ليبنا لا ننسى النزعات المذهبية والطائفية والعشائرية والفئوية كانت سبب ضعفنا وانكسارنا لان حزمة عصي  يستحيل كسرها أما منفردة يسهل كسرها . وما أشبه اليوم بالأمس لازالت المؤامرات تحاك ضد شعبنا من تفجير الكنائس وقتل وتهجير وتهميش وتجزئة وتفكيك ليسهل القضاء علينا .  ليكن يوم الشهيد الكلداني _ السرياني _ الآشوري عنوان وحدتنا ومصدر قوتنا وكرة نارية تذيب ثلوج الانقسام والتفرقة وتنير رغباتنا وأمانينا في تعزيز وتعميق الوحدة وتوحيد الخطاب السياسي والقضايا المصيرية التي تهم الأمة لأنها مسألة نكون أو لا نكون وبالتعاون مع باقي المكونات في ظل عراق ديمقراطي لإرساء قيم الحرية والمساواة والمواطنة وترسيخ المحبة والتسامح من اجل جبين مشرق للعراق خالٍِ من العار والذل .

Emmanuell.y.alrikani.blogspot.com

لا اؤمن بهذه الكنيسة


لا أؤمن بهذه الكنيسة

                                                  بقلم

                                                                                عمانوئيل يونان الريكاني

 

1-  لا أؤمن بكنيسة (العروس )تخون المسيح (العريس) تعطيه جسدها أما قلبها بعيد عنه متعلق بعشيقها (ملذات الدنيا ).

     2-لا أؤمن بكنيسة فقدت هويتها المختومة بالماء والدم الجاري من جنب المصلوب كسر الملكوت ودليل الطريق وصنعت لها هوية مزورة هي (أنا الملكوت والملكوت أنا )المبصومة بالعشرة من أصابع المجد الأرضي الزائل والكبرياء القاتل .

3-لا أؤمن بكنيسة أحاسيس البنوة والأبوة الحقيقية فيها مفقودة بين الراعي والرعية لكنها مجرد علاقة شكلية بين أباء صناعيون وأطفال أنابيب.

4-لا أؤمن بكنيسة المسافة فيها بين الاكليروس والعلمانيين شاسعة تقاس بالسنين الضوئية نتيجة الغرور والاستعلاء والاستصغار لا يقربها حتى تلسكوب غاليلو .

5-لا أؤمن بكنيسة حبيسة صورة نمطية عن نفسها إنها محتكرة من قبل ( الأساقفة والكهنة والشمامسة ) ليس نحن سوى لاجئين عندها نطرق بابها نستجدي الخيرات الروحية المجبولة بالذل والهوان ،أنها تلعب معنا دور un مع المهجرين لا تعطينا إذا لم تأخذ دماء قلوبنا .

6-لا أؤمن بكنيسة تحولت إلى مخفر شرطة تفرض نظام صارم وتعاقب بالحرم من لا يطيع أوامرها .

7-لا أؤمن بكنيسة البطريرك فيها مشغول بكرسيه ليلا ونهارا ولا يحس ولا يبالي ما يحدث لرعيته من قتل وتهجير وتشريد انه لا يحرك ساكن ،حصلنا منه فقط الاستنكار والشجب الذي ملت من هذه النغمة آذاننا فهو يقول دون أن يفعل شيء كالجبل الذي يتمخض ويلد فارا .

8-لا أؤمن بكنيسة تدعي امتلاك الحقيقة دون باقي الكنائس وتحتكر المسيح وكأنه عقار (قطعة ارض –بناية )لها سند قانوني في امتلاكه .

9-لا أؤمن بكنيسة إيمانها ليس له القدرة على تلقيح ثقافات متعددة ولا يحيا إلا في كنف ثقافة واحدة كالسمكة إن خرجت من الماء تلقى حتفها .

10-لا أؤمن بكنيسة تكون ملح فاسد للعالم وخميرة عفنة للعجين ،ومصابة باصفرار الفكر والروح نتيجة تكسر كريات الإيمان الحي الحمر .

11-لا أؤمن بكنيسة تخاف م النقد والنقد الذاتي وتسكت عن قول الحقيقة وتغض النضر عن ممارسات بعض رجال الدين اللااخلاقية واللاانسانية كالفضائح الجنسية مثلا التي تفشت كثيرا بينهم ،واستخدام سلطتهم بشكل سيء في التساهل والمرونة في قضايا الزواج والطلاق المخالف لتعاليم المسيح من اجل كسب مادي دون أي محاكمة لهم أو موقف رادع .فالمكان المناسب يحتاج إلى رجل مناسب لان القدوة السيئة يجعل الآخرين ينفرون منه ، وتفضل الرعية أن يكون كرسي الكنيسة شاغرا من أن يعتليه شخص لا يستحقه .

12-لا أؤمن بكنيسة ليس لها دفتر صحي لصرف دواء لأمراضها المزمنة (التسلطية- البيروقراطية –الطمأنينة المزيفة )

13-لا أؤمن بكنيسة تحولت إلى متحف لا روح فيها ولا حياة والترداد عليها أصبح مجرد إدمان على عادة لا يمكن الإقلاع عنها .

14-لا أؤمن بكنيسة يتغلب عليها الوجه المؤسساتي على البعد الروحي والوظيفة على الموهبة .

15-لا أؤمن بكنيسة لا تكون مائدتها مستديرة ولا تتحول إلى جماعة روحية ليس فيها الأعلى والأدنى والسيد والعبد لكنها كأعضاء الجسد كل عضو له دوره ومكانته وقيمته في الجسد16-لا أؤمن بكنيسة تتجاهل مشاكل الناس وجزئيات الحياة وتعيش في برجها العاجي البعيد عن الواقع ،وتجتر صيغ وعبارات وأحكام أصبحت هيكل عظمي بدون دم ولحم .وغائطة في سبات عميق مثل نوم أهل الكهف لا ادري متى تستفيق،على سبيل المثال لا الحصر :زواج الأقارب في كنيسة المشرق الأشورية هذه المشكلة الاجتماعية الدينية التي تحتاج إلى مراجعة ودراسة لا بل إلى إلغاء هذا مايتمناه كثير من الناس لا تحريمه مجرد تقليد ثقافي واجتماعي سائد لا ديني ،لان فرص نجاح هذا الزواج أكثر في هذا الزمن الصعب بالإضافة إلى أسباب أخرى لا مجال لذكرها .17--لا أؤمن بكنيسة تفصل بين الجنسين ولا تستطيع أن تتحرر من تصوراتها الخاطئة عن المرأة ذات الشحنة الدونية في عصر أصبحت المساواة ذوق حضاري .18--لا أؤمن بكنيسة يستعمل فيها النصوص الإنجيلية بطريقة سحرية كتميمة ورقية وتعويذة لاستغلال السذج من الناس ويتحول الدين إلى تجارة رابحة بعيدا عن روحه وهدفه .19--لا أؤمن بكنيسة ذات صبغة قومية غامقة تتحول فيها اللغة إلى صنم معبود على حساب رسالتها الحقيقية وتنسى إن العنصرة هو يوم ميلادها وان التكلم بالألسنة هي لغتها الأم .                                                                            20-لا أؤمن بكنيسة يدعي فيها الاكليروس أنهم وحدهم حماة الدين وحراس العقيدة وان كلامهم منزل ولا يمكن المساس به ولا يكون للعلمانيين أي دور أو رأي في مقررات تخص إيمانهم وحياتهم .                                       emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com

كنيسة سيدة النجاة و موسوعة غينيس للمذابح القياسية


كنيسة سيدة النجاة

وموسوعة غينيس للمذابح القياسية

                                                             بقلم عمانوئيل يونان الريكاني

هزت مذبحة كنيسة النجاة في بغداد ضمير الانسانية وقلوب كل الشرفاء في العالم على الجريمة النكراء التي قامت بها شلة من الإرهابيين وعصابة من القتلة واللصوص ضد أناس أبرياء عزل امنين كانوا يؤدون شعائرهم الدينية ويصلون إلى الله من اجل بلدهم العراق لكي ينجوه من المصائب التي فيها . لقد صبغوا بسلاحهم الفتاك ثياب الضحايا بألوان دمائهم دون أي حرمه لرضيع أو طفل أو امرأة أو شاب أو رجل مسن أو رجل دين ولا أي تمييز في حساباتهم بين الأسود والأبيض الكل سواسية مثل أسنان المشط أمام بطشهم وشهوة الموت لديهم . وقاموا بتدنيس مقدساتهم وأهانوها بالسب والشتم معلنين الحرب وواعدين بالويل والدمار لا لسبب إلا لكونهم مسيحيين . وكانت هذه المجزرة المروعة والمرعبة حديث الساعة ومادة دسمة للإعلام العالمي بكل أشكاله المرئية والمسموعة والمقروءة شاهدة على بشاعة هذا الفعل لا بل يقف أمامها العقل البشري عاجزا عن أيجاد مصطلح ليصف بدقة هذا الفعل الذي يفوق كل وحشية وبربرية أفرزتها الجريمة على مدى التاريخ وفي كل بقعة من بقاع الأرض وأنا على ثقة ويقين لو كانت الحيوانات المفترسة حاضرة هناك أثناء تنفيذ هذه المهمة القبيحة بكل المقاييس الأخلاقية والدينية والإنسانية والحضارية لطأطأت رؤوسها منحنية أمام هذا المشهد المأساوي وقدمت دموعها مستنكرة وساخرة من عقول وضمائر هؤلاء الناس وسلوكهم العدواني وألا إنساني وشكرت الله لخلقه لهم حيوانات لا بشرا .

إنها جريمة الجرائم ومذبحة المذابح ترحب بها موسوعة غينيس بدون تردد لا في عدد ضحاياها بل بطريقة إفراغ سمومهم وأحقادهم الذي يندي لها جبين الانسانية في عصر يحترم فيه حتى الحيوان وله حقوق وجمعيات تدافع عنه من تهور الناس لا مثل هؤلاء المهووسين بالقتل والمرضى عقليا ونفسيا الذي يعتبر الإنسان عندهم ارخص شيء لأنهم أعداء الحياة لا ينتجون غير الموت والظلام . إن دينهم التكفير لا التفكير وشعارهم السيف البتار وعقيدتهم سفك دماء ل من يخالفهم بأتفه شيء حتى لو كان له شعرة واحدة ناقصة أو زائدة في لحيته وان إلههم على صورتهم قاتل ومنتقم وجبار أعطى لهم وكالة عامة مطلقة لتنفيذ كل مشاريعه من تطهير وتصفية وإقصاء كل الذين ليسوا نسخا كربونية منهم . إنهم أعداء الخير والسلام والإنسانية وخصوم قبول الأخر المختلف لأنهم تشبعوا منذ الصغر بفقه الكراهية ونتيجة للهزيمة الحضارية أمام الغرب المتفوق والشعور بالنقص تجاه منجزاتها تحولوا إلى مصاصي دماء وطيور كاسرة تمزق بمخالبها أجمل ما في الحياة وهي الحياة التي وهبها الله . ما أشبه اليوم بالأمس فالتاريخ يعيد نفسه معنا فقد حذرنا رب المجد قائلا : بأنه يأتي يوم يقتلونكم ويطردونكم من دياركم من اجل اسمي لا بل يظن بأنه يقدم خدمة لله . وقال لنا إن التلميذ ليس أعظم من معلمه فمصيرنا نفس مصير ربنا لأننا نسير أيضا على درب الجلجلة . هذا ما حصل للمسيحيين على مر التاريخ من اضطهاد شنيع على يد أباطرة الفرس والروم والتتر والمغول من اجل إيمانهم لكنهم لم يستطيعوا أن يثلموا عزيمتهم في المضي نحو طريق المجد لأنه إذا كان الله معنا فمن علينا وما يحصل الآن من اضطهاد المسيحيين في بعض البلدان العربية والإسلامية أن دل على شيء فهو يدل على المؤامرة القذرة التي يحيكها السلفيون المتطرفون ضد المسيحيين لإخراجهم من الشرق وطردهم من أوطان هم أصلا سكانها الأصليون سواء تواطأت معهم حكوماتهم أو عجزوا عن ردعهم النتيجة سواء . نقول لكم أيها المعاقين نفسيا وروحيا بئس ما تفعلون بنا وتقولون علينا نحن لا نهابكم ولا نخافكم لأننا أبناء قديسين ورجال عظماء رووا بدمائهم الطاهرة هذه الأرض المقدسة وضحوا بالغالي والنفيس من اجل إيمانهم المسيحي لا السيف ولا الموت يستطيع أن يفصلنا عن حب المسيح . أيها الأغبياء المارقين عن الدين هل تظنون بكسركم صلبان خشبية وبعثرت أواني مقدسة تستطيعوا أن تقضوا علينا كلا وألف كلا فالصليب ليس أداة مادية انه حياة تعاش فهو معجون بدمائنا ومحفوظ في أرواحنا حتى لو هدمتم كل كنائس العالم فقلوبنا بيت عبادة تلتقي بها مع المسيح الحي فينا . إن قتلتم كاهن أو مطران لا يمكن إيقاف الذبيحة الإلهية التي تستمر إلى ابد الدهر لأنه سيولد مليار ونصف مسيحي كاهن على غرار وسيم وثائر وفرج رحو ورغيد ليشهدوا إن الله محبة وليس زعيم مافيا على ما هو إلهكم . سنحارب كراهيتكم وظلمكم وباطلكم بسلاح المحبة والعدل والحق . دون إراقة قطرة دم منكم ستفاجئون عندما نطلب من الله لا أن يلعنكم كما هي دعواكم بل أن يغفر لكم ويهديكم إلى الطريق القويم كما علمنا ربنا من على الصليب . هنيئا لكم أيها الأبطال لأنكم نلتم إكليل الشهادة لا تخف أيها القطيع الصغير لان أسمائكم كتبت في سماء المجد وسفر الخلود سيروا ونحن من ورائكم نحمل صليب المسيح لا والله لن يسقط من أيدينا ولن يخرج من قلوبنا حتى نغرسه في أخر نقطة من التاريخ ويلفظ الزمن أنفاسه الأخيرة .زوروا موقعنا على العنوان التالي:

www.emmanuell_alrikani.blogspot.com

 

 

                                                              Emmanuell_y_alrikani_2009  

عيد الحب ايقونة كل قلب


عيد الحب إيقونة كل قلب

                                                      بقلم

                                                        عمانوئيل يونان الريكاني

عيد الحب هو تاج المناسبات وعيد الأعياد التي تزخر بها روزنامة الثقافات البشرية يقع في يوم 14فبراير،وهو نشا في الغرب وأصبح تقليدا عالميا يحتفل به في كل مكان تقريبا ،لما له من رصيد قوي في بنك نفوس العاشقين وقطعة ذهبية في مصرف قلوب المحبين .

تضاربت الروايات وتناقضت الآراء حول أصل هذا العيد وجذوره التاريخية سنمر عليها كالكرام بعد كسر القشور للحصول على اللب لان مايهمنا هو اللؤلؤة لا الصدفة التي تحملها.

هناك أسطورة لدى الرومان تتلخص في أنهم أيام وثنيتهم كانوا يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا)وهو عيد وثني كانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم ،ويعتقدون إن هذه الأوثان تحميهم من السوء وتحمي مراعيهم من الذئاب .وهو طقس ديني مرتبط بالخصوبة كان يبدأ من الثالث عشر إلى الخامس عشر من فبراير وهو من المهرجانات المحلية .وبعد أن تبدد ظلام الوثنية أمام نور المسيحية وأصبحت الديانة الجديدة هي الحاكمة تم تطهير هذا العيد من وثنيته بعد تعميده محولا إياه إلى عيد للمحبين والعشاق .وقد قام البابا جيلاسيوس الأول بعد أن تولى السلطة البابوية في 492_496 بإلغاء هذا الاحتفال.

أما الرواية الأكثر شيوعا هي انه كان القديس فالنتاين يعيش تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاديوس الثاني في أواخر قرن الثالث الميلادي وكان يعتقد الإمبراطور إن العزاب أكثر مؤهلين للحرب والحماس في القتال من المتزوجين لذلك اصدر قرار بمنع عقد أي قران .لكن القس فالنتاين بدافع غيرته الدينية رفض ذلك وعقد زواجات سرا في الكنيسة حتى اكتشف أمره وعرف الإمبراطور ذلك حاول بعد جدال معه أن يثنيه عن إيمانه المسيحي ويدعوه إلى عبادة آلهة الرومان للحصول على العفو.لكن القديس رفض ذلك وتم إعدامه في يوم 14 فبراير وكانت بداية الاحتفال بعيد الحب إحياء لذكرى القس وقبيل إعدامه تم على يده إهداء ابنة السجان التي حضيت منه بأول عبارات التهنئة من فالنتاين حبيبك ....بحسب الكنيسة الكاثوليكية الاحتفال عبارة عن تكريم شهداء الحرب قيل انه قس استشهد في القرن الثالث وقيل شهيد في شمال أفريقيا .وتم ذكر عيد الفالنتاين في رائعة شكسبير هاملت 1600_1601عندما قالت اوفيليا"غدا عيد الفالنتاين "وفي عام 1382في شعر جيفري تشوسر "برلمان الحمقى "حيث يقول فيه "كان هذا في عيد الفالنتاين حين يأتي كل طائر ليختار حبيب له "وقد كتبت هذه القصيدة تكريما للملك ريتشارد الثاني ملك انكلترا في عيد خطوبته الأول.ويرجع أقدم قصيدة حب في عيد الفالنتاين لم تضع إلى عام 1415وهي قصيدة شعرية قام بكتابتها الملك تشارلز حاكم اورليا نز لزوجته حين كان محجوزا في برج لندن بعد أسره في معركة الاجينكورت التي دارت عام 1415.وفي عام 1836 قام البطريرك غانو السادس عشر بمنح رفات القديس الروماني إلى كنيسة (الكارملايت)في شارع وايتفرابرفي دبلن بايرلندا وفي عام 1960تم تجديد الكنيسة وإشهار رفات القديس .أما في العصر الحديث فقد احتفل بعيد الحب في الغرب في القرن التاسع عشر في شمال أمريكا من قبل المستعمر البريطاني وبدا كيوم للمحبين والعشاق يتبادلون فيه هدايا الحب التي يغلب عليها اللون الأحمر كرمز،ويأتي هذا العيد في المرتبة الثانية بعد الميلاد من حيث المبيعات .للأسف الشديد لا يزال في عصرنا ناس أعمى التعصب بصيرتهم من رؤية الأمور على حقيقتها .وتتعامل بعقل إيديولوجي مع الآخر المختلف فترى في نفسها كل الخير وفي الغير كل الشر .لذلك تمنع الناس من الاحتفال بعيد الحب تحت ذريعة التلوث الثقافي أو بحجة انه دخيل علينا لا أصيل لأنه من اختراع الغرب .وقاموا بتشويهه ووصفه بشكل شنيع واسقطوا عليه ماليس فيه واقنعوا البسطاء بأنها مناسبات تمارس فيها الفحشاء والزنا والمنكر .هؤلاء مهووسين بلغة التحريم يعكسون عليه عقدهم النفسية فهم يرون السماء بلون نظاراتهم .فالهندوس المتطرفون يوعدون بالويل كل محل يبيع إكسسوارات خاصة بهذه المناسبة وفي المملكة العربية السعودية تقوم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنع هذه الأشياء لأنها بدعة قادمة من الغرب ففي الإسلام لبا يوجد غير عيدين فقط لا غير .أتساءل الموبايل والطائرة والسيارة والانترنيت وغيرها لماذا ليست بدعة "عجيب أمور غريب قضية "على هذا التناقض الصارخ والازدواجية القاتلة .قد يختلف البشر في كل شيء الدين الثقافة اللغة الزى واصغر الأشياء لكن لا يمكن أن تختلف في الحب هذا الشعور الإنساني الرقيق الذي يجلب للنفس البهجة والفرح والسرور فهو دستور الحياة ونسخة أصلية لكل قلب انه بلسم الجراح ودواء كل الأحزان بدونه الإنسان مجرد شيء من الأشياء .إن هذه المناسبة رمز للوحدة البشرية لأنها تحثنا على تقوية الروابط الاجتماعية وتعميق الأحاسيس الإنسانية وتزيل دهون الخلافات العالقة فينا .لان الحب يفجر الطاقات الكامنة فينا فهو يقرب البعيدين ويوحد المتفرقين ويحطم عروش المغرورين .ولو قمنا بتشريح تاريخ الإنسانية لرأينا انه لا يوجد امة ظهرت على الوجود ليس فيها عشاق سطروا لها أروع الأمثلة في الحب والغرام وكانوا تحفة البشرية في العشق والهيام .من منا لم يسمع روميو وجوليت وأي ذاكرة تستطيع أن تمحي ما هو مطبوع فيها من أشعار قيس وليلى ومن لا يقف أجلالا وإكبارا أمام نصب تاج محل أسطورة الزمان في الوفاء والإخلاص الذي بناه الملك جيهان حيث كل حجرة من أحجاره فيها بصمات قلبه وروحه .وكم من ملوك وملكات وأمراء وأميرات تخلينا عن عروشهم من اجل وحبوبهم وكم من ناس حطموا التقاليد الدينية والاجتماعية من اجل الحب .أن القديس فالنتاين ليس مجرد قس مسيحي بل رمز إنساني وداعية حب وسلام يحمل رسالة فحواها الحب ثم الحب ثم الحب هو دين القلب ومرآة الروح وكل شيء آخر بدونه باطل وقبض الريح .                                                                                 emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com

صراع الحضارات بين الحقيقة والوهم


                        صراع الحضارات

                              بين                      بقلم

                     الحقيقة والوهم           عمانوئيل يونان الريكاني

احدث كتاب (صدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي ) لمؤلفه صموئيل هنتغتون الصادر عن دار سيمون وستر للنشر 1996 هزة عنيفة بين القادة والساسة وجدلا حادا في أوساط المثقفين والمفكرين ودويا قويا في العالم كله نتيجة نظريته الخطيرة والمتشائمة حول مستقبل العلاقات الإنسانية والتي مفادها الصدام الوشيك الذي لا مفر منه بين الحضارة الغربية والحضارات الشرقية الأخرى بالتحديد ( الصين والعالم الإسلامي ) المؤهلة كبديل عن الفراغ الذي تركه الاتحاد السوفيتي في ميزان القوى وخلاصة أفكاره هي إن الحضارة الغربية فريدة من نوعها لكنها ليست كونية أي لها مقومات مميزة كالتراث اليوناني والروماني والعلمانية ( أي فصل السلطتين الروحية والزمنية ) والديمقراطية التمثيلية والنزعة الفردية ...الخ والتي لا تستطيع باقي الحضارات هضمها والتفاعل معها لاختلاف في البنى الفكرية والثقافية والاجتماعية . لذلك ستعمل جاهدة على مقاومتها حفاظا على هويتها الحضارية من الذوبان والانصهار وستصد كل الأفكار والقيم التي تتسرب أليها لتهدد وجودها وكيانها من الزوال والاندثار .وعلى الرغم من تغلغل نمط تفكير وسلوك الغرب وبعض مظاهر الحياة العصرية في كافة المجتمعات كالهمبرغر والبيبسي كولا والزي والموسيقى لكنها تبقى تدور في فلك التحديث لا التغريب . أي إن نموذجها لا يمكن تعميمه على العالم كله لذلك فأي محاولة من الغرب لضم الآخرين إلى حظيرته واحتوائهم حضاريا ستبوء بالفشل الذريع لأنه سيلقى معارضة قوية ورفضا شديدا أو كما يقول الكاتب حرفيا ( الغرب غرب والشرق شرق وان الضدين لا يلتقيان ) إن تحديث باقي المجتمعات وتقويتها علميا وتكنولوجيا سيكون له انعكاسات سلبية على الغرب إن لم يكن مسمارا في نعشه وستشكل عاجلا أم آجلا تهديدا خطيرا له .من هذا المنطلق يجب رسم خارطة الفكر والسياسة الغربية وعلى هذا الأساس تتم صياغة وعي المجابهة .ومن خلال قراءة ساذجة وسطحية للتاريخ ونظرة انتقائية ومغرضة يستحضرون الحروب التي دارت بين الغرب والإسلام في فترات معينة من التاريخ كشاهد في حكمهم على المستقبل كان الزمان ماض مكرر أو إن التاريخ يعيد نفسه ولا يسير إلى الأمام .ويجهلون أو يتجاهلون أن الإنسان ليس لعبة في يد القدر ولا يمكن أن يكون دمية تنسجها خيوط الحتمية فهو ليس مخلوقا آليا أو جهازا مبرمجا انه كائن واع وحر وسيد أفعاله يستطيع من خلال رؤية أكثر إنسانية ومسؤولة أن يتحرر من الأحكام المسبقة وان يصفي حساباته مع الماضي السلبي ويغير مصيره نحو الأحسن والأفضل ويبني عالما رائعا ومستقبلا مشرقا .لماذا النظر إلى النصف الفارغ من الكأس وإهمال النصف المملوء منه بقدر ما الخلاف العقائدي والتناقض الثقافي وتعارض المصالح الدنيوية كانت سببا في إحداث فتحة في قلب العلاقة بين الإسلام والغرب والتي أبعدت بينهم لكن في الوقت نفسه كانت هناك لقاءات تقارب وتعارف تبادلوا فيها الآراء والأفكار والثقافات وعاشوا جنبا إلى جنب في جو تسوده الألفة والمحبة وفي مناخ من التسامح الديني والتعايش السلمي .لان الذي يجمعهم أكثر من الذي يفرقهم .إن حوار الحضارات هو الخيار الوحيد لإرساء أسس  السلام العالمي الذي هو مطلب كل الأديان السماوية وحاجة إنسانية عميقة لتجنيب البشرية كوارث وماسي هي في غنى عنها .إن الإنسان ( فردا وجماعة وشعوبا ) مدعو إلى تحكيم عقله وتنوير ضميره والاقتداء بالمثل العليا والقيم النبيلة لتجنب مايسيء إلى نفسه والآخرين .وان نظرية ( صدام الحضارات ) ماهي إلا فكرة وهمية ابتدعتها عقلية استعمارية مشغوفة بالحروب والمشاكل ومولعة بالفتن لأنها تتناسب طرديا مع مصالحها الاقتصادية وسياستها التوسعية واللبيب تكفيه الإشارة .

 

Emmanuell_y_ alrikani _ 2009 @yahoo.com

www.emmanuell-alrikani.blogspot.com

سفير الحرية


يسوع المسيح سفير الحرية الأنسانية

 

بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا

 

 

" لم يولد الإنسان حرا لكنه أمر أن يكون حرا "بهذه العبارة البليغة وصف الفيلسوف والطبيب اليهودي موسى ابن ميمون 1135_1204الحرية.

فهي حقيقة إنسانية تسري في دمائنا وعروقنا ،وهي رغبة المعذبين والمتألمين وحلم المقهورين والمأسورين،إنها صراع الإنسان ضد عبودية ألانا والخطيئة والشرائع الخانقة،وانتفاضة في وجه القوالب الفكرية والمجتمعية والأطر العقلية والنفسية التي تحاول خنق الروح في داخل المرء وقتلها في أعماقه باسم الله أو الدين أو العادات أو التقاليد البشرية ،وتمنع تحريره روحيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا .هذه الحرية ستكون محور المواجهة بين يسوع والفريسيين ،أي بين حرية الروح وإيديولوجية الحرف.

 

إن كلمة (فريسي) تعني المنفصل أو المنعزل (باللغات السامية)،وهم جماعة كانت ترفض الاختلاط بالغرباء باسم الدين ،وصاروا حزبا دينيا وتيارا فكريا وحركة علمانية .تعود فترة ظهورهم إلى أواسط القرن الثاني قبل الميلاد،ومن المرجح أنهم كانوا من جماعة الأتقياء الذين حاربوا إلى جانب المكابيين ضد الملك السلوقي انطيوخوس ابيفانوس (215 _164)ق.م .لم يكن لديهم مؤسس ولا سلطة هرمية ولا سلسلة مراجع في تنظيمهم.كانوا يعيشون على شكل جماعات تنتشر في كل مكان ،وتحاول نشر أفكارها ومسلكها في الحياة بين الناس لجذبهم وإدخالهم في مذهبهم .يعتمدون على التقاليد الشفهية وعلى الشريعة ،ويقولون أنهم يكملان بعضهم بعضا ،فهم وجهان لعملة واحدة ،ولا يمكن أن يستغني احدهم عن الآخر،وهم بعكس الصدوقيين ،الذين لا يعترفون إلا بالشريعة المكتوبة .وللفريسيين مدرستان مكتوبتان كانتا بمثابة مراجع عليا للمنتمين إلى حزبهم،وهما مدرسة (رابي شمعي )وهي ممثلة بالخط المتشدد.ومدرسة (رابي هليل)وهي ممثلة بالخط الإصلاحي .واستطاعوا أن يؤثروا بالشعب اليهودي آنذاك،ويسجلوا حضورا قويا في النفوس ويكسبوا الاحترام والتقدير،إذ كانوا مثالا للتقوى والأمانة والعيش بحسب الفرائض والوصايا.وكان على الراغبين بالانتماء أليهم وتبني نمط حياتهم أن يؤدوا فريضتين أساسيتين هما دفع العشر وحفظ المتطلبات الطقسية في التطهر.

 

 

                                الفريسيين والشريعة

كان الفريسيون يعدون كمال تطبيق الشريعة مقياسا لكمال الحياة ،فالشريعة هي السبيل الوحيد المؤدي إلى الخلاص ،وأطاعتها واجب على كل يهودي .ومن شدة تعلقهم بها ،أضحت أكثر أهمية من الله نفسه،إن صح القول .فهم يفتخرون بأنفسهم أنهم ممثلو إسرائيل الحقيقي،وهم البقية الباقية من أل إسرائيل (اش 1/9) التي تعد لمجيء المسيح المنتظر.وكانوا يحتقرون كل من لا يسير بحسب منهجهم الخاص في حفظ الشريعة.واسوا من في أعينهم كانوا العشارين والخطاة خصوصا.فأثقلوا كاهل الناس بقوانين وموانع بلغ مجموعها 613(منها 248 آمرة و365 ناهية )،حتى مزقهم الشعور بالذنب ،ويئسوا من رحمة الله تعالى ،لاستحالة تطبيقها كلها بحذافيرها ،لذا أوجدوا لنفسهم الأعذار والتبريرات الملتوية والملفقة للالتفاف عليها والهرب منها .وبسبب ذلك أمطرهم يسوع المسيح بويلاته التي جاء فيها :ويل لكم أيها الفريسيون ،لأنكم تحملون الناس أحمالا ثقيلة ،أما انتم فلا تمسونها بطرف إصبعكم (متى 23/4_5).لا ينكر وجود دوافع حقيقية ورغبة صادقة لدى الفريسيين للعمل بما يرضي الله والضمير والاعتزاز بالانتماء الوطني والشعور الديني ،فقد كانوا يجتهدون حقا بالمواظبة على الصلاة في أوقاتها ،ويصومون يومين في الأسبوع ،لكن هذه كلها لم تكن تصب في الغالب إلا في قناة حب الظهور أمام الناس .فيؤنبهم يسوع على ريائهم ،لا على تقواهم وطاعتهم لله .بل قد بلغ التطرف لديهم حدا يقف بين الكبرياء والوسواس في تطبيق فرائضهم الأساسية ،وهي التطهر وحفظ السبت وأداء العشور ،إلى حد إهمال جوهر الشريعة وروح الديانة ،وهي العدل والرحمة والأمانة ، فصادروا طهارة القلب على حساب الطهارة الخارجية.إن صرامة موقف الفريسيين هذا ينطبق عليه قانون الحركة الذي حلله عالم الفيزياء اسحق نيوتن 1642_1727:أي : إن لكل فعل ردة فعل تساويه في المقدار وتعاكسه في الاتجاه".فبمقدار تمسكهم الحرفي بالشريعة ،يساوي ذلك رفض الله لهم وغضبه عليهم ،فكلما اقتربوا من الدين ابتعدوا عكسيا عن الإيمان الحي .

 

                           حرية أبناء الله                                 لقد أحدث يسوع تغييرا جذريا في المفاهيم الدينية حين قلب اولويات الخلاص بإعلان الله هدفا،وان المسيح هو طريق إليه ،أما الشريعة فهي كالمربي تعني بالطفل والقاصر (غلا 4/2).فأقام يسوع ديانة للبالغين ،منبعها الروح والحق بدل ديانة الظاهر _مستودع القوانين والأنظمة والشرائع _لان " الحرف يميت والروح يحيي"(2 قور 3 _ 6).وان الخلاص بالروح وليس بالناموس ." فقبل أن يجيء الايمان كنا محبوسين بحراسة الشريعة إلى أن ينكشف الايمان المنتظر .فالشريعة كانت مؤدبا لنا إلى أن يجيء المسيح حتى نتبرر بالإيمان ،فلما جاء الايمان تحررنا من حراسة المؤدب ....لم يبقى من بعد يهودي أو يوناني ،عبد اوحر،ذكر أو أنثى...لان جميعكم واحد في المسيح (غل 3 /22 _28).لم يأت يسوع لأبطال الشريعة ، بل لإكمالها بتجديد قصدها الأصلي ،فمحبة الله والقريب هي روح الشريعة وليست سيناريوهات ومظاهر .

 

                              الطهارة القدسية                                              

قال القديس أوغسطين " أحبب وافعل ما تشاء "أي إن الإنسان الذي نال الخلاص ،لا يحتاج إلى فرض عليه شريعة من الخارج ،ولا تحديد الحلال والحرام ،أو ماهو مسموح أو ممنوع ،لأنه أصبح على بينة من نور الايمان ،والحياة تكمن في تأصل وقناعة داخلية بمحبة الله ،فيصير هذا الإنسان "شريعة لنفسه " وهذا لايعني عدم الاكتراث بأهمية الشرائع والوصايا ،لكن قيمتها تبقى من الدرجة الثانية ،أي يقتصر دورها في حماية " الشريعة الداخلية ".إن الجديد الذي في المسيح هو انقلاب جذري ، أحدثه في الفكر الديني بالقضاء على تصنيف الأشياء والأشخاص إلى طاهر ونجس ،فقد قال عن الأشياء :"ليس ما يدخل الإنسان ينجسه بل ما يخرج من الإنسان "(مر 7/15_21).أي الأفكار الشريرة .وكذلك لم يصنف الأشخاص بأي اعتبار ،بل انطلاقا من اهتدائهم ،فقال للفريسيين تلك المقولة الشهيرة :"العشارون والزواني يسبقونكم إلى ملكوت السماء "(متى 21/31)،أما بخصوص الطقوس ،فوضع شفاء الإنسان ومساعدته قبل كل عبادة ،فنقض قاعدة السبت بشفائه المرضى وتحريره الناس من سلطان الخطيئة والمرض ،وحتى من استبعاد الشريعة والحدود والقيود التي فرضها الناس ،وسينزل كلامه كالصاعقة سيتردد إلى نهاية العالم عندما قال "السبت وضع لأجل الإنسان ،وليس الإنسان لأجل السبت "(مر 2 /27_28).فالشريعة هي التي يجب أن تكون في خدمة الإنسان ،باعتباره القيمة الأسمى في الحياة وليس العكس .أخيرا سينسف يسوع كبرياء الفريسيين وغرورهم عندما حكى مثل الفريسي والعشار "(لو 18/ 9_14).فجعل نزول الأخير مبرورا دون الأول ،مبينا ان رضا الله يمر عبر اعتراف الإنسان بضعفه البشري وإحساسه بالخطيئة وحاجته إلى الخلاص ،وليس عبر أعماله الخارجية أو قدراته الذاتية او مكتسباته الشخصية _كما تصور الفريسيون .لقد كانت تلك عقدة العقد التي عانوا منها ،فوقفت حاجزا يمنع الاتصال الحقيقي واللقاء الحي مع الله ،ففقدوا ما تمنحه المحبة المجانية من مناعة ، وهي النواة الأصلية لكل ديانة .

                                   خاتمة                                                            

ان روح " الفريسية "هذه ليست مسالة تاريخية فقط ، ومالتركيز عليها بشدة في الإنجيل سوى علامة على خطرها على كل الناس من أي زمان ومكان ،فأبناء الفريسيين هم هؤلاء الذين يغلب في داخلهم صوت الحرف على انطلاقة الروح ،عندما لا يحسنون قراءة الأزمنة ،وعندما تقولبهم العادات والتقاليد الاجتماعية البالية ،وعندما يصيرون كالمبرمجين والموظفين في الحياة ،فيعيشون على اللازم واليجب والمفروض ...،وعندما تكون آراؤهم وقراراتهم وقناعتهم مبنية على احترام الناس فقط .فيسيرون على أثار الآخرين من دون فحص او تساؤل او نقد ،وعندئذ اذا أحسنت صورتهم في أعين الناس ،عانوا من تضخم الكبرياء لديهم ،ويساوون أنفسهم بالله ،مطلقين الأحكام يمنة ويسرة ،ويؤول الأمر بهم ان يحكموا بالموت على من لا يجاريهم ،كما حدث مع يسوع ، الذي راح ضحية كل هؤلاء الذين عدوا الشريعة محور كل شيء .

 

Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com

سايكولوجية الطاغية انعكاس لصورة الله السلبية


سيكولوجية الطاغية                   

                       انعكاس لصورة الله السلبية              عمانوئيل يونان الريكاني / العراق

على مر التاريخ ابتليت شعوب العالم قاطبة بطغاة ومستبدين كانوا من كل الأصنافأباطرة وملوك وأمراء ورؤساء حطموا الرقم القياسي في التنكيل بهم وكانت هواياتهم المفضلة مص دماء الناس والتلذذ بآلامهم وعذاباتهم وكانوا من القسوة والوحشية والبربرية بحيث بقت أفعالهم المشينة عالقة في الأذهان وحية في الذاكرة يأبى الحس الإنساني ان ينساها مثل نيرون وجنكيزخان وتيمورلنك وايفان الرهيب وهتلر وموسوليني وغيرهم كثيرون لا مجال لذكرهم . يختلف هؤلاء الطغاة جميعا من الناحية الانتماءات الدينية والقومية لكن يجمعهم قاسم مشترك واحد هو النزعة التسلطية وحب السيطرة والغرور والكبرياء وكل واحد منهم يعتقد بأنه القائد الضرورة وأمام الزمان وان الأمور لن يستقيم بدونه فهو متميز عن الآخرين الذين وجدوا لتقديم الطاعة له طوعا وكرها لأنه مختار من الإله .

وبعد التحولات الاجتماعية والحضارية في أوربا وزعزعة النظم السياسية التقليدية وإقامة نظم ديمقراطية حيث يكون الحكم للشعب تنفس الناس الصعداء وأصبحالعالم القديم في خبر كان . بالرغم من ان هذه الثورات الفكرية والفلسفية والعلمية هزت العالم وفتحت أفق جديد أمامالإنسانية لكن لازالت مجتمعاتنا العربية تحمل فيروسات القرون الوسطى في نظمها الدينية والاجتماعية والسياسية . فتأثير الحضارة المعاصرة سطحي عابر لم يمس الجوهر بعمق . فالأشخاصوالأسماء فقط تغيرت لكن المبدأ ظل هو هو مازال الرئيس الناطق الرسمي باسم الله . لماذا تنبت نبتة الاستبداد والطغيان في تربتنا النفسية والاجتماعية والسياسية ؟ هل يعاني فكرنا من مرض مزمن ؟

أن السبب الرئيسي والجوهري في تفسير ظاهرة الطغيان مع وضع العوامل الأخرى جانبا دون تجاهلها وهو صورة الله السلبية التي نحملها في داخلنا والسائدة في الفكر الديني .فهناك علاقة سببية بين صورة الله والبناء الفكري والنفسي للأشخاص في مجتمع ما . أن الدين في المجتمع العربي يقدم الله على انه كائن مستبد ومتسلط وجبار ومنتقم ومتكبر ومشرع والناس محكوم عليهم بالعبودية وواجب الطاعة العمياء دون تساؤل أو محاولة فهم وإلا اتهموا بالخروج عن الدين وحكم المرتد معروف .

نفس هذه الصورة موجودة في واقع حياتنا زعيم طاغي وقهر اجتماعي وأب متسلط فالزعيم الطاغي يجمع بيده السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية وهو فوق القانون يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل عطاياه وهباته صدقات على الناس لا نهاية لحكمهوأي معارضة والخروج على نهجه يعتبر خيانة عظمى يستحق الموت .

القهر الاجتماعي : وهي العادات والتقاليد التي تعتبر دستور شخصي مفروضة على الأفراد ما عليهم سوى الخضوع والإذعان حتى لو تعارضت مع مصالحهم الشخصية وأي تمرد عليها يعتبر في عداد المنبوذين لأنها خطيئة ضد الجماعة .

الأب المتسلط : هو نسخة كاربونية من الإله السائد فهو منبع وجودهم أيالأولادأي خالقهم نوعا ما لذلك يحق له أن يتحكم في حياتهم وهو الذي يحدد لهم الصح والخطأ والمسموح والممنوع ويذكرهم دوما بأفضاله عليهم ويعاقب ويجازي كما يشاء ومن أرادلأنهم ملكه وإذاحاول احدهم الخروج ما عن خط الطاعة فانه يعتبر عاق وناكر جميل يجب طرده من القلب او البيت .

هذه ركائز اساسية تحمل بصمة الاستبداد والطغيان سوءا كانت نتيجة صورة الله المشوهة او سبب له فهي وراء ازماتنا ومعاناتنا. ولقطع دابرالاستبداد وتجفيف منابعه لا ينبغي تغير جزء فقط على حساب الكل بل تجديد الفكر الديني والاجتماعي والسياسي واستئصال جينات الطغيان الوراثية كي لا نموت قبل اواننا وتنقرض ظاهرة المقابر الجماعية .


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سيكولوجية الطاغية                   

                       انعكاس لصورة الله السلبية              عمانوئيل يونان الريكاني / العراق

على مر التاريخ ابتليت شعوب العالم قاطبة بطغاة ومستبدين كانوا من كل الأصنافأباطرة وملوك وأمراء ورؤساء حطموا الرقم القياسي في التنكيل بهم وكانت هواياتهم المفضلة مص دماء الناس والتلذذ بآلامهم وعذاباتهم وكانوا من القسوة والوحشية والبربرية بحيث بقت أفعالهم المشينة عالقة في الأذهان وحية في الذاكرة يأبى الحس الإنساني ان ينساها مثل نيرون وجنكيزخان وتيمورلنك وايفان الرهيب وهتلر وموسوليني وغيرهم كثيرون لا مجال لذكرهم . يختلف هؤلاء الطغاة جميعا من الناحية الانتماءات الدينية والقومية لكن يجمعهم قاسم مشترك واحد هو النزعة التسلطية وحب السيطرة والغرور والكبرياء وكل واحد منهم يعتقد بأنه القائد الضرورة وأمام الزمان وان الأمور لن يستقيم بدونه فهو متميز عن الآخرين الذين وجدوا لتقديم الطاعة له طوعا وكرها لأنه مختار من الإله .

وبعد التحولات الاجتماعية والحضارية في أوربا وزعزعة النظم السياسية التقليدية وإقامة نظم ديمقراطية حيث يكون الحكم للشعب تنفس الناس الصعداء وأصبحالعالم القديم في خبر كان . بالرغم من ان هذه الثورات الفكرية والفلسفية والعلمية هزت العالم وفتحت أفق جديد أمامالإنسانية لكن لازالت مجتمعاتنا العربية تحمل فيروسات القرون الوسطى في نظمها الدينية والاجتماعية والسياسية . فتأثير الحضارة المعاصرة سطحي عابر لم يمس الجوهر بعمق . فالأشخاصوالأسماء فقط تغيرت لكن المبدأ ظل هو هو مازال الرئيس الناطق الرسمي باسم الله . لماذا تنبت نبتة الاستبداد والطغيان في تربتنا النفسية والاجتماعية والسياسية ؟ هل يعاني فكرنا من مرض مزمن ؟

أن السبب الرئيسي والجوهري في تفسير ظاهرة الطغيان مع وضع العوامل الأخرى جانبا دون تجاهلها وهو صورة الله السلبية التي نحملها في داخلنا والسائدة في الفكر الديني .فهناك علاقة سببية بين صورة الله والبناء الفكري والنفسي للأشخاص في مجتمع ما . أن الدين في المجتمع العربي يقدم الله على انه كائن مستبد ومتسلط وجبار ومنتقم ومتكبر ومشرع والناس محكوم عليهم بالعبودية وواجب الطاعة العمياء دون تساؤل أو محاولة فهم وإلا اتهموا بالخروج عن الدين وحكم المرتد معروف .

نفس هذه الصورة موجودة في واقع حياتنا زعيم طاغي وقهر اجتماعي وأب متسلط فالزعيم الطاغي يجمع بيده السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية وهو فوق القانون يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل عطاياه وهباته صدقات على الناس لا نهاية لحكمهوأي معارضة والخروج على نهجه يعتبر خيانة عظمى يستحق الموت .

القهر الاجتماعي : وهي العادات والتقاليد التي تعتبر دستور شخصي مفروضة على الأفراد ما عليهم سوى الخضوع والإذعان حتى لو تعارضت مع مصالحهم الشخصية وأي تمرد عليها يعتبر في عداد المنبوذين لأنها خطيئة ضد الجماعة .

الأب المتسلط : هو نسخة كاربونية من الإله السائد فهو منبع وجودهم أيالأولادأي خالقهم نوعا ما لذلك يحق له أن يتحكم في حياتهم وهو الذي يحدد لهم الصح والخطأ والمسموح والممنوع ويذكرهم دوما بأفضاله عليهم ويعاقب ويجازي كما يشاء ومن أرادلأنهم ملكه وإذاحاول احدهم الخروج ما عن خط الطاعة فانه يعتبر عاق وناكر جميل يجب طرده من القلب او البيت .

هذه ركائز اساسية تحمل بصمة الاستبداد والطغيان سوءا كانت نتيجة صورة الله المشوهة او سبب له فهي وراء ازماتنا ومعاناتنا. ولقطع دابرالاستبداد وتجفيف منابعه لا ينبغي تغير جزء فقط على حساب الكل بل تجديد الفكر الديني والاجتماعي والسياسي واستئصال جينات الطغيان الوراثية كي لا نموت قبل اواننا وتنقرض ظاهرة المقابر الجماعية .


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
سيكولوجية الطاغية                   
                       انعكاس لصورة الله السلبية              عمانوئيل يونان الريكاني / العراق
على مر التاريخ ابتليت شعوب العالم قاطبة بطغاة ومستبدين كانوا من كل الأصنافأباطرة وملوك وأمراء ورؤساء حطموا الرقم القياسي في التنكيل بهم وكانت هواياتهم المفضلة مص دماء الناس والتلذذ بآلامهم وعذاباتهم وكانوا من القسوة والوحشية والبربرية بحيث بقت أفعالهم المشينة عالقة في الأذهان وحية في الذاكرة يأبى الحس الإنساني ان ينساها مثل نيرون وجنكيزخان وتيمورلنك وايفان الرهيب وهتلر وموسوليني وغيرهم كثيرون لا مجال لذكرهم . يختلف هؤلاء الطغاة جميعا من الناحية الانتماءات الدينية والقومية لكن يجمعهم قاسم مشترك واحد هو النزعة التسلطية وحب السيطرة والغرور والكبرياء وكل واحد منهم يعتقد بأنه القائد الضرورة وأمام الزمان وان الأمور لن يستقيم بدونه فهو متميز عن الآخرين الذين وجدوا لتقديم الطاعة له طوعا وكرها لأنه مختار من الإله .
وبعد التحولات الاجتماعية والحضارية في أوربا وزعزعة النظم السياسية التقليدية وإقامة نظم ديمقراطية حيث يكون الحكم للشعب تنفس الناس الصعداء وأصبحالعالم القديم في خبر كان . بالرغم من ان هذه الثورات الفكرية والفلسفية والعلمية هزت العالم وفتحت أفق جديد أمامالإنسانية لكن لازالت مجتمعاتنا العربية تحمل فيروسات القرون الوسطى في نظمها الدينية والاجتماعية والسياسية . فتأثير الحضارة المعاصرة سطحي عابر لم يمس الجوهر بعمق . فالأشخاصوالأسماء فقط تغيرت لكن المبدأ ظل هو هو مازال الرئيس الناطق الرسمي باسم الله . لماذا تنبت نبتة الاستبداد والطغيان في تربتنا النفسية والاجتماعية والسياسية ؟ هل يعاني فكرنا من مرض مزمن ؟
أن السبب الرئيسي والجوهري في تفسير ظاهرة الطغيان مع وضع العوامل الأخرى جانبا دون تجاهلها وهو صورة الله السلبية التي نحملها في داخلنا والسائدة في الفكر الديني .فهناك علاقة سببية بين صورة الله والبناء الفكري والنفسي للأشخاص في مجتمع ما . أن الدين في المجتمع العربي يقدم الله على انه كائن مستبد ومتسلط وجبار ومنتقم ومتكبر ومشرع والناس محكوم عليهم بالعبودية وواجب الطاعة العمياء دون تساؤل أو محاولة فهم وإلا اتهموا بالخروج عن الدين وحكم المرتد معروف .
نفس هذه الصورة موجودة في واقع حياتنا زعيم طاغي وقهر اجتماعي وأب متسلط فالزعيم الطاغي يجمع بيده السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية وهو فوق القانون يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل عطاياه وهباته صدقات على الناس لا نهاية لحكمهوأي معارضة والخروج على نهجه يعتبر خيانة عظمى يستحق الموت .
القهر الاجتماعي : وهي العادات والتقاليد التي تعتبر دستور شخصي مفروضة على الأفراد ما عليهم سوى الخضوع والإذعان حتى لو تعارضت مع مصالحهم الشخصية وأي تمرد عليها يعتبر في عداد المنبوذين لأنها خطيئة ضد الجماعة .
الأب المتسلط : هو نسخة كاربونية من الإله السائد فهو منبع وجودهم أيالأولادأي خالقهم نوعا ما لذلك يحق له أن يتحكم في حياتهم وهو الذي يحدد لهم الصح والخطأ والمسموح والممنوع ويذكرهم دوما بأفضاله عليهم ويعاقب ويجازي كما يشاء ومن أرادلأنهم ملكه وإذاحاول احدهم الخروج ما عن خط الطاعة فانه يعتبر عاق وناكر جميل يجب طرده من القلب او البيت .
هذه ركائز اساسية تحمل بصمة الاستبداد والطغيان سوءا كانت نتيجة صورة الله المشوهة او سبب له فهي وراء ازماتنا ومعاناتنا. ولقطع دابرالاستبداد وتجفيف منابعه لا ينبغي تغير جزء فقط على حساب الكل بل تجديد الفكر الديني والاجتماعي والسياسي واستئصال جينات الطغيان الوراثية كي لا نموت قبل اواننا وتنقرض ظاهرة المقابر الجماعية .