الجمعة، 5 يوليو 2013

يا شعب مصر اتحدوا


يا شعب مصر أتحدوا

بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا

 

أن عظمة أي شعب من شعوب العالم لا تقاس بالثورة التي يفجرها ضد الوضع القائم والنظام الظالم فقط بل في الحفاظ على روح الثورة من قبضة التاريخ الخانقة وتصحيح مساراتها بأستمرار ضد الأنحرافات والأخطاء والتجاوزات وتقليم أظافرها دائما ضد الكسل والركود والجمود وأن يكون كالملاك الحارس لها لتحقيق المبادئ التي أنطلقت منها والوصول بخطى حثيثة الى الأهداف التي رسمتها وهي تطلعات الجماهير الى عالم الحرية والعدل والمساواة والأنسانية.

هذه كانت أرادة الشعب المصري وأهدافه منذ أنطلاقة ثورته عام 2011 لكن "الأخوانجية" ومن لف لفهم من السلفية المتطرفون الذين يعتبرون خنجر مسموم في جسم الشعب المصري حاولوا مرارا وتكرارا قتل الثورة في مهدها من خلال سرقتهم أياها وتحريف مسارها التي وضعت له والأدعاء أنهم هم أصحابها الأصليين .وأستخدموا كل الأساليب الملتوية للوصول الى الحكم الذي هو هدفهم المقدس منذ أن تأسسوا سنة 1928 في الأسماعيلية على يد حسن البنا الى الآن وتاريخهم الاسود معروف للقاصي والداني.

بعد ان فاز الدكتور محمد مرسي ممثل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للاخوان المسلمين في الأنتخابات بالمكر والخبث والخديعة ضد غريمه اللواء احمد شفيق وأصبح رئيسا لمصر بدء العد التصاعدي لمأساة ومعاناة الشعب المصري.ان الشعب يعرف جيدا أن أخوان المسلمين ليسوا أهلا للثقة لأنهم قول بلا فعل وعود بدون ألتزام ولا يمكنهم تحمل المسوؤلية المناطة أليهم لأنه مايهمهم بالدرجة الأولى هو كرسي الحكم الذي دغدغ أحلامهم منذ 85 سنة الى الآن.الكذب بالنسبة أليهم كالكريات الدم الحمر للأنسان تراهم يقولون شئ في مكان ما  وينكرونه في مكان أخر وأن واجهتهم رهذا التناقض يخرجون بكذبة جديدة أخرى هذا هو ديدنهم .ا وقد يسأل سائل كيف فازوا بالأنتخابات لو لم يكن الشعب يريدهم؟الجواب بكل بساطة أستخدام الدين سلاح في المعركة واستغلال عقول السذج والبسطاء من الناس وشراء أصوات الفقرا والمساكين بالمال والمونة والقيام بحملات اعلامية مسعورة لتشويه سمعة القوى السياسية المعارضة .لكن بعد تسلم مرسي الحكم ماذا حدث؟أين احلام الثوار في حاضر مزدهر ومستقبل مجيد والتي سطروها بدمائهم ودموعهم الغالية؟لقد ارتكب أخطاء استراتيجية قاتلة أدت بالنظام الى مصيره المحتوم في مزبلة التاريخ وهي أقصاء القوى الليبرالية والعلمانية وتهميش دورها في صياغة القرارات المصيرية للدولة وغياب النية في تشكيل حكومة وفاق وطني وتمرير الدستور بالرغم على اعتراض المسيحيين والقوى المدنية وأخونة كافة مؤسسات الدولة كذلك حادثة أقالة مستشار خالد علم الدين عضو الهيئة القيادية في حزب النور السلفي مما أورثت ازمة ثقة بين الطرفين مما جعل حزب النور يقف مع المتضاهرين والفجوة التي حدثت مع المؤسسات الأمنية مما جعل خروج عشرا ت الضباط وعناصر الشرطة والأنضمام الى حركة التمرد بعد أن اتهمت من قبل مرسي بالتقصير في اداء واجبها في حمايته.وتفشي الفقر والبطالة وتراجع الاستثمار وتردي مستوى المعيشة وارتفاع معدل الجريمة.كل هذه والدكتور مرسي صم بكم لا يسمع لمطاليب ملايين الناس المتضاهرين المطالبين اما تحسين الاوضاع او شد الرحيل.كانت المفاجأة الكبرى الغير متوقعة من النظام هي الضربة القاضية التي تلقاها من الشعب ضد ايديولوجيته الخبيثة وسياسته الدنيئة مما ازاحته عن كرسي الرئاسة ورمته في الهاوية  وتم القبض على كل الرموز الدينية والسياسية من مهدي عاكف مرشد اخوان المسلمين السابق ومحمد بديع المرشد الحالي وخيرت شاطر النائب الاول للجماعةوغيرهم كثيرين ممن أتهموا أما بحيازة الأسلحة او اعطاء الاوامر بقتل المتضاهرين الذين يتقربون من مقراتهم.لم يكن هذا انقلابا عسكريا بل تغيير ناتج عن ارادة الشعب المصري العريق ذو العمق الأنساني والحضاري ومن في مشارق الارض ومغاربها لم يسمع بأبي الهول وخوفو ومنقرع ومن لم ترن في اذنه نغمة "مصر أم الدنيا".هنيئا لك ايها الشعب العظيم وهنيئا لكم على ثورتكم المباركة التي شعارها مصر لكل المصريين وليس لطائفة او فئة او اقلية كما يروج الاخوانجية من خلال افكارهم الهدامة كي يتم تعميق الخلافات بين الطوائف الدينية ليغطوا سياستهم الفاشلة .لقد ازحتموهم وزلزلتم من تحتهم الاقدام بالعقل المستنير والارادة الموحدة التي تأبى مشروعهم القذر  الذي يشكل خطرا على مصر ويقودها الى الحرب الاهلية قاومتم بجدارة هذا المشروع الاخوانجي واثبتم عالم اجمع ان معانقة الصليب والهلال هو عرس مصر الحقيقي.ايها الشعب العراقي النشم تعلم من الشعب المصري الشقيق فأنت لست أقل عمقا انسانيا وحضاريا منه في الثورة على الحكومة الفاسدة وبناء مجتمع خالي من امراض الطائفية الفتاكة كلنا بانتظار.

Emmanuell-alrikani.blog spot.com                                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق