الأحد، 4 أغسطس 2013

كنيسة الشيطان بين يديك

كنيسة الشيطان بين يديك
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني /العراق/استراليا
إن اصل تسمية الشيطان مشتقة من العبرية "شطن" بمعنى مقاوم او متهم وفي العربية تعني تمرد" ويكبيديا ,الموسوعة الحرة وهو إبليس في الأسلام التي يعزوها البعض الى الأصل اليوناني "ديابوليس"أي المخادع وهو لوسيفر في المسيحية.إن فكرة الشيطان موجودة في صلب كل الاديان وجميع الحضارات والثقافات وأساطير الاولين سواء كان كائن شخصي له وجود مادي او اختبار شخصي أو لقب يطلق على افعال الانسان الدنيئة العدوانية والجنسية والوحشية او تعبير عن العقد النفسية والرغبات المكبوتة حسب لغة فرويد.في الكتاب المقدس هو ملاك ساقط "كيف سقطت من السماء يا نجم الصباح المنير؟ كيف طرحت الى الأرض يا قاهر الأمم؟ قلت في قلبك أصعد الى السماء أرفع عرشي فوق كواكب الله أجلس على جبل الآلهة في أقصى الشمال أصعد فوق أعالي السحاب وأصير مثل العلي لكنك إنحدرت إلى أعماق الحفرة " إشعيا12:14-15: وفي القرآن الكريم "وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى وأستكبر وكان من الكافرين "سورة البقرة 34 وفي موضع أخر "وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم إلا إبليسكان من الجن ففسق امر ربه"سورة الكهف 50 .وفي الديانة الايزيدية بالرغم إيمانهم بالله لكنهم يكرمون الشيطان "طاووس الملك"هوفا منه لا حبا فيه.والغنوصية تعتبر العالم كله شر لذلك نزهت الله من خلقه مباشرة والأحتكاك به بأن أوجدت كائنات وسيطة وإنبثاقات منه تقوم بهذه المهمة هكذا وضعت مقابلة بين الله والمادة عالم الخير وعالم الشر.وفي بلاد ما بين النهرين أعتقد البابليون بألهة وارواح شريرة فالإله نرجال"نركال" كان يحكم ارض اللاعودة أو العالم السفلي وكان يمثل إله الشر معبرا عنه بالكائن الذي يحرق .وفي بلاد اليونان والرومان كان هناك ايضا تصنيف للألهة الى خيرة وشريرة .وكان عند الفراعنة إله الشر "ست"الذي قتل أخيه أوزوريس وتزوج من أخته نيفتيس وقتل على يد حورس ابن أخيه أزوزريس.والحضارة الفارسية كانت البذرة التي أعطت ثمار الثنوية من "زرادشت بن يورشب"حيث قسم العالم الى نور وظلمة إله النور هو أهورامزدا إله الخير وإله الشر أهريمان مصدر المصائب والشرور والتي سارت على منواله ثنوية "ماني بن فاتك"وبعده"مزدك"مؤسس المزدكية حيث تحكم العالم قوتين عظيمتين وإلهين كبيرين أحدهما الخير والآخر الشر.وفي الحضارة الهندية كان شيفا التي يمثل إله الشر في الهندوسي براهما الخالق وفشنو الحافظ وشيفا المدمر.مهما اختلفت التسميات وتباينت الألقاب لكن كل النظريات الفلسفية واللاهوتية والنفسية والاجتماعية يتوحد موقفها من مفهوم الشيطان  وهو يمثل الجانب السلبي في الانسان الذي يعيق سموه الروحي ونموه الأنساني.أن هذه المقدمة التي اسهبنا بها هي تمهيد لأماطة اللثام عن جماعة ظهرت في منتصف القرن العشرين تطلق على نفسها "كنيسة الشيطان"بعد القفز على جذورها التي ظهرت على مر العصور تعبد فيها الشيطان وتمجده في طقوس عجيبة وغريبة يتخللها الجنس الجماعي والتعذيب الجسدي لكن كان يتم دوما قمعها والقضاء على أتباعها.
كنيسة الشيطان مؤسسها وهيكلها وتنظيمها:ولدأنطوان سيزاندور ليفي عام 1930 بمدينة "ولبرجستجت" بولاية اوكلاند الاميركية فهو اميركي الجنسية يهودي الديانة أنشأ كنيسة بأسم الشيطان وازاح منها الله والمسيح واصبح الشيطان هو معبود الناس وقبلة الأنظار.ومفهوم الكنيسة ليس له هنا مدلول ديني او رمز روحي انها خدعة وتكتيك منه لأعفائه من الضرائب التي يقررها القانون الاميركي وان الكنيسة مؤسسة دينية من العيار الثقيل في المجتمع الاميركي كي يجذب الناس اليه يعزف على الوتر الحساس فهو يعرف ججيدا من اين تؤكل الكتف.وفي شهر يوليو1966 تم الاعلان الرسمي لهذه الكنيسة بمدينة سان فرانسيسكو لى يد الكاهن الأعظم انطوان ليفي.وفي نهاية 1966 خرج اول ميثاق شيطاني من نوعه لهيئة "كبار كهنة ما فوق الارض"صرختهم المدوية كانت الدين خدعة يشتت القدرات الانسانية ويبدد طاقات الحياة من اجل كذبة اسمها الله او اخلاق او مجتمع التي تقف حاجزا امام اشباع غرائزه السفلى.للأعضاء درجات ومراتب تبدأ بعضو أمير ثم امير ثم امير جماعة ثم امير كهف ثم شر ثم شر أعظم ثم كاهن فوق الارض وآخر المطاف مرسل من قبل القوة السفلية راعي الكنيسة لا يمكن الانتقال من مرحلة الى اخرى إلا بأجتياز اختبارات صعبة جدا وامتحانات قاسية مثل شرب الدم والسادية الجنسية والتعذيب الجسدي ...ألخ .الشر عندهم هو الحياة live  الشر نفسه الحروف مقلوبة evil .ويتكون مبنى كنيسة الشيطان من قاعة الهيكل فيها ممرات سرية لا يعرفها غير كهنة الشيطان وتصل إحدى هذه الممرات الى غرفة ليفي حيث يمارس الطقوس الخاصة بسرية تامة ,وفي المبنى ايضا المكتبة الشيطانية وقاعة الصلاة تحوي على أثاث قديم ويوجد تابوت حجري يشبه تابوت قدماء المصريين وكرسي هزاز كان يملكه الراهب الروسي المشهور بفسقه وفجوره "راسبوتين".وفي جانب القاعة يوجد مذبح على شكل شبه منحرف وسرير على بعد متر او مترين وهو تجلس عليه الضحية التي هي دائما فتاة شابة فائقة الجمال رمزا لعقيدة الجسد التي مقوم عليها الكنيسة .وتبدأمراسيم التعذيب بوجود كأس قربان فضة او ذهب وسيه وبعض التماثيل والزي الرمزي لحضور القداس هو روب اسود وقناع لوجه قبيح بالنسبة للذكور اما الأناث فملابسهم ملابس من تتهيا لممارسة الجنس ومع بعض ادوات العنف كالجنازير والسلاسل والشرائط الجلدية والكرابيح"ص34 ص35 عبدة الشيطان في مصر اصدار بيت الحكمة".
الأنجيل الأسود والقداس الأسود:  
إن كتابهم إنجيل الشيطان او الإنجيل الأسود ألفه انطوان ليفي رئيس كهنة عبادة الشيطان وقام بنشره سنة 1969 وفي عام 1970 كتب كتابه الثاني "اسرار ممارسة الشعوذة والسحر"وفي عام 1972 كتب كتابه الثالث "التعذيب من اجل الشيطان"ومن تعاليمه الصلاة غير نافعة معطلة للناس عن العمل المفيد مارس المتعة بأرتكاب الموبقات السبع في المسيحية التكبر والغضب والغيرة والمتعة الجسدية والشهوة والكسل والجشع.وفي الاصحاح الثامن من الانجيل الاسود"اقتل ما رغبت في ذلك أمنع البقرة من ادرار اللبن اجعل الآخرين غير قادرين على الأنجاب أقتل الأجنة في بون امهاتهم أشربوا دم الصغار وأصنعوا منه حساء أخبزوا في الافران لحومهم أصنعوا من عظامهم ادوات التعذيب" ينادون بالعزوبية وعدم الزواج والكراهية هي ترمومتر المحبة عندهم لا موانع اخلاقية او ضوابط اجتماعية لطوفان رغباتهم الجنسية والعدوانية أنهم في الدرك الأسفل من الأنانية دينهم الشهوات والملذات إلههم الجسد والسعادة .الشيطان ليس كائن روحي ميتافيزيقي يؤمنون به بل هو كل واحد منهم إله نفسه ليس لديهم دنيا وابدية جنة ونار موت وما بعد الموت أنهم يعيشون لحظتهم الحاضرة بكثافتها الجسدية فقط.قداسهم الأسود يبدأ في تالي الليل لا يقبل شيطانهم الترانيم في النهار ويقام في مكان مظلم يرتدي الكاهن الثوب الاسود وقلنسوة على رأسه بهما قرنان صغيران ويغطي المذبح بالقماش الأسود ثم تنام عليه فتاة عذراء عارية تماما يعلوها صليب معكوف يوجد على الارض دائرة مرسومة فيها نجمة خماسية تقدم قرابين للشيطان من القطط والكلاب لأنهم يظنون انها حارسة لعالم الشياطين ويتم تنكيس الصليب والتجديف على المسيح وكسر الصليب وذبح طفل رضيع  وسكب دماءه في كؤوس وشربها وتبدء الموسيقى الصاخبة مع خلع الملابس بالتدريج وممارسة الجنس وكل أشكال التعذيب الجسدي والشذوذ الجنسي اللواط والسحاق ويتم علق النساء عاريات من أرجلهم وأكل الأثداء حتى تنزف دما ولعق الاوساخ من على الاجساد وهكذا ترتفع درجة الحرارة السادية والمازوخية بينهم في جو مشحون بالعهر والعربدة وتعاطي الخمر والمخدرات.أما الفتاة التي في الوسط فأنهم يتناوبون في ممارسة الجنس معها واذا طلب الشيطان فعلى المجموعى التضحية بها ودفنها حتى تذهب الى صديقهم الشيطان.
وصايا كنيسة الشيطان العشر:على غرار الوصاية العشرةفي التوراة التي أنزلت على موسى للأرتقاء بالأنسان "فردا وجماعة"روحيا وانسانيا نادت كنيسة الشيطان بعشر وصايا لكن في الأتجاه المعاكس حيث منحدر الجسدانية والشهوانية:
1-الشيطان يحث على الأنغماس في اللذات والأهواء.2-الشيطان يمثل الحياة الواقعية.3-الشيطان يمنحك الحكمة الصادقة بدلا من خداع النفس بالأوهام.4-الشيطان يمثل الرحمة لمن يستحقها.5-الشيطان يحث على الأخذ بالثارلا على التسامح.6-الشيطان يتحمل المسئولية كاملة عن الذين هم أهل لها.7- الشيطان كالحيوان او أفضل منه قليلا .8- الشيطان يمثل جميع الخطايا التي تقود لإشباع الجسد والعقل.9- الشيطان هو الذي سيحرز النصر على الله في آخر الزمان.10-الشيطان هو افضل صديق للكنيسة لأنه جعلها في عمل دائم وتجارة مستمرة.
اللقاح ضد الأفكار السامة:يقدر أتباع كنيسة الشيطان الى حوالي50000 من الشباب والشابات وهم منتشرين في اوروبا والدول الاسكندنافية وفي شرقنا العربي خاصة مصر ولبنان يجب علينا ان لا نقف مكتوفي الأيدي علينا التصدي لهذا التيار الجارف بحكمة وعقلانية قبل ان يقع الفأس على الرأس.يقال ان معرفة الداء نصف الدواء علينا ان نعرف علة المرض والأسباب النفسية والأجماعية  التي تجعل هؤلاء الناس وهم في ريعان شبابهم يرمون انفسهم في التهلكة ويصبحوا مصاصي دماء وجلادي بشر يتلذذون بتعذيب الآخرين هذا السلوك الأجرامي التي ترفضه كل الاديان والاخلاقيات.الفراغ النفسي نتيجة حرمان الحب والحنان الاسري الذي يجعل من الفرد فريسة سهلة للوقوع في حبائلهم لأنهم في جو تلاحم جماعي يعوضونه عن ما هو مفتقر اليه.الرغبة الجنسية المكبوتة داخل سياج حديدي من التحريم والقمع وحتى الكلام فيها يعتبر خروج على المألوف مما يضع صاحبه تحت لعنة المجتمع فكثير من الشباب والشابات ينتمون اليهم لمجرد اشباع رغباتهم الجنسية والتنفيس عنها ويجدون نفسهم أمام تسوية هم ضحيتها لا يستطيعوا ان يحصلوا على ما يريدوا ان لم يتنازلوا لهم عن قناعاتهم.بالأضافة الى تفشي الخرافة بكل أشكالها الايمان بالجن والعفاريت والعرافة والتنجيم والزار والطالع والتطير وقراءة الفنجان والأبراج والتقليد الأعمى لكل ما يلأتي من الغرب دون معرفة الجيد من الردئ كالوشم على الاجسام وقصا الشعر الغريبة وتغيير ملامح الوجه بأسم الموضة مما يجعلهم شبيهين بهن أقلها في الشكل.كي نمنع شبابنا وشاباتنا من الانجراف اليهم يحتاجون الى لقاح ضد هذا المرض الفتاك.على عاتق البيت والمؤسسة الدينية تقع مسئولية التربية الصحيحة والوعي الديني والوازع الاخلاقي للحد من انتشار هذه الظاهرة الغريبة والخطيرة على الانسانية جمعاء.

المرجع:كتاب عبادة الشيطان وسلطان القديسين –سيدي بشر -الاسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق