السبت، 14 سبتمبر 2013

هل حقا لا يوجد كهنوت في الاسلام؟

هل حقا لا يوجد كهنوت في الأسلام؟
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
يتبادرإلى أذهان بعض المفكرين المسلمين بأن من الأمتيازات التي منى بها الله على الأسلام هو عدم وجود الكهنوت فيه كما هو الحال في اليهودية والمسيحية وبعض الديانات الأخرى.لأن الكهنوت حسب مزاعمهم هو وظيفة أخترعتها وأحتكرتها فئة من الناس من اجل السيطرة والتسلط على الأخرين من خلال أدعائها بأنها الناطق الرسمي بأسم الله وأنها الوسيط بين السماء والأرض وإن أي عملية أتصال بين الله والأنسان بدون ختم من عندها أو توقيع عليها تكون مزورة ومزيفة دينيا وروحيا وأخلاقيا واجتماعيا.وهي بذلك صادرت عقول الناس وسحقت حريتهم ومنعتهم من التفكير وأعلنت عليهم الإقامة الجبرية في كهوف العبودية والتبعية والطاعة العمياء والتسليم المطلق وقتلت فيهم روح النقد والفحص.أن أي فكرة أو رأي من أي شخص تتعارض مع القوالب الفكرية والأطر العقائدية التي تؤمن بها يكون مصيره النفي أو الحرق أو المقصلة كما كان حال بعض المفكرين والعلماء والسحرة والمشعوذين في القرون الوسطى عندما كانت الكنيسة مهيمنة وسيفها البتار متسلط على الرقاب على كل من يخرج قيد أنملة على تصوراتها للأنسان والمجتمع والكون.لذلك فوجود هذه الوظيفة يعد خطرا على الأنسان على دينه ودنياه وأنتهاك لحرمته لأنها تجعل فئة قليلة تدعي العلم والمعرفة وتحمل راية الإيمان ألمستقيم أن تتحكم وتفكر وتقررنيابة عن الناس جميعا وتزيح وجودهم وتلغي كيانهم وتجعلهم صفر على اليسار بالتفويض التي تلقته من السيد الأعلى كما هو الحال في المؤسسة الكنسية.نحمد الله أن المسلم علاقته مع الله عمودية دون وسطاء أو وكلاء نيابة أشخاص كانوا أو مؤسسة دينية لأن إيمانه نابع من تفكيره الحر وقناعاته الشخصية  دون أملاء أو فرض من أي جهة كانت.لنرى الى أي مدى يصح هذا الأدعاء.هناك خطأ في مفهوم هؤلاء المفكرين عن الكهنوت سواء كان مقصودا أو عن جهل فالنتيجة واحدة .ونحن بدورنا نتسائل الى أي مدى المسلم يملك الحرية الشخصية في تشييد بناءه الفكري والروحي في ظل الحكومات الأسلامية؟هل ما يقال كلام واقعي أم قيمته دعائية فقط؟أن كهنوت الأسلام لو صح القول كهنوت سلبي حيث يقدم فيه المسلم عقله وقلبه وحياته بخور سرور الى شيوخ الأسلام دون نبسة من الشفة ولا رجة من الفكر.قبل الأجابة على هذه الشبهة دعنا نعرف سر الكهنوت كما جاء في ويكبيديا الموسوعة الحرة"سر الكهنوت هو أحد أسرار السبعة المقدسة في الكنيسة المسيحية يتم بوضع اليد على رأس المرشح وهو التقليد المتوارث منذ العهد الجديد .لقد نصت التوراة صراحة على نظام كهنوتي دقيق غير ان المسيح وفق العقائد المسيحية قد ألغاه وكما ينص العهد الجديد فأن المسيح قد غدا "الكاهن الوحيد" أي فقد أقام المسيح أثني عشر "مساعدا له" وأوصاهم أعمال التدبير الأدارة –التقديس-إقامة الأسرار العماد والأفخارستيا ....الخ والتعليم والوعظ غير إن هذه الأقامة ليست بقوتهم الشخصية بل بتفويض المسيح وهو أساس سر الملكوت الى اليوم وواجبات الكهنة."
نحن لا ننكر إن الكنيسة لم تكن دوما أمينة على رسالتها الموكلة إليها من سيدها لأن بعض رجال الدين أستغلوا مركزهم بشكل سئ لتحقيق أهواءهم الشخصية ومنافعهم المادية وأحيانا نزولا عند رغبة بعض الأمراء والملوك.لكن سلوك بعض الكهنة الفاسد واللامسئول ليس دليلا للطعن في سر الكهنوت كما إن المهندس الفاشل ليس بسبب المنهج العلمي بل في عدم أستيعابه للمعلومات والعلوم التي تجنبه هذه الزلة.فالحضارة الغربية" المسيحية في جوهرها" خير شاهد على ما أقول لأنها تمتاز بالديمقراطية وحقوق الأنسان وكافة الحريات ولا يوجد أحديقتل فيها من اجل أفكاره سواء كان مؤمن او ملحد أو لا ادري أوصاحب بدعة او هرطقة لا يوجد شئ أسمه التكفير وحكم الردة على من ترك دينه ومن ثم إن لم يستتب يقتل .ما اكثر الافلام المسيئة للسيد المسيح والكتب والمجلات والمقالات الساخرة والمستهزئة به من المسيحيين انفسهم قبل غيرهم لكن رد فعل الكنيسة يكون حكيما وعقلانيا وليس بربريا وحشيا لأنها تحترم قيم العقل والحرية .اما ما يقوله هؤلاء المفكرين المسلمين عن انفسهم فهو من خرافات الدنيا السبعة فليس له اي صلة بالواقع لا من قريب ولا من بعيد فشبح الكهنوت "السلبي" يخيم على حياة المسلم بكل ابعادها من كهنوت سياسي وفكري وديني ....الخ لقد تم قتل أو تهجير كل المفكرين الذين لهم أفكار تنويرية لا بل احيانا هناك مكافأة مادية لعملية قتل عابرة القارات كما حصل مع سلمان رشدي في روايته الآيات الشيطانية .هل يمكن نشر كتاب دون موافقة الأزهرفي مصر أو هيئة العمل بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية  ليروا هل يوافق معتقداتهم أم لا وهل يستطيع أهل المحلات أن لا يصلوا  أثناء الأذان تحت هراوات الشرطةالدينية؟هذا هو الوجه القبيح للملكوت الذين يحاولون دفنه من خلال وضع مساحيق التجميل عليه.أدخل عزيزي القارئ الى موقع إسلام ويب لترى كم يتحكم بالمسلم أهل الحل والربط هناك اكثر من 200000 فتوة تحاصر المسلم من الميلاد الى الممات وبأتفه الأمور مثل بأي ساق يدخل الحمام والريح تبطل الوضوء وبول البعيروحتى لا يستطيع مباشرة زوجه بدون أمضاء من المراجع الدينية .لا ادري متى سيحفظ ويطبق هذا الكم الهائل من الفتاوي انها تغييب عقل المسلم  وتسفيه فكره وجعله لعبة خيوطها في يد الشيوخ .والمصيبة الكبرى عندما يكون المسلم أمام فتوتين متناقضتين يحتار من يختار لأنه لم يتربى على التفكير المستقل أو الضمير المسئول فهو يظن ان مسئولية تصرفه في رقبة المفتي هل يوجد حالة اكثر من الأنسلاخ الوجودي هذه.ومحروم على المسلم السؤال والتساؤل وقد جاء في القرآن الكريم "يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"لقد ظهر شيخ على احدى القنوات الفضائية لا تسعفني الذاكرة على معرفة أسمه يعكس هذه الحقيقة قائلا "ان رجلا كانت زوجته حاملاوأشتهت نوع من الحلاوة  فلما لم يكن له المال ليشتري لها ذهب الى شيخ طالبا منه المال ليشتري الحلاوة فما كان من الشيخ الا قدم له برازه ليعطيه لزوجته لتأكل فأراد زوجها أن يعترض فأسكته الشيخ فذهب الرجل حاملا بيديه براز الشيخ وفي الطريق تحول البراز الى حلاوة .ويستطرد قائلا انت امام الشيخ كالميت بين يدي الغسال حتو وان رأيت شيخا يزني لا تقل الشيخ يزني بل قل عيناي زنت .في ظل هكذا عقول جربة وأفكار عفنة إكتبوا على عقل المسلم المسكين هنا يرقد على رجاء اللاقيامة.

Emmanuell-alrikani.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق