الاثنين، 22 أبريل 2013

الجنس قبل الزواج شر لابد منه



عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا

يمكن تقسيم البشر إلى صنفين لو صح ذلك غربي وشرقي لانفراد كل جهة من ناحية الخصائص الفكرية والثقافية والحضارية والاجتماعية والنفسية والجغرافية مع تجنب الوقوع في فخ التعميم المطلق والحذر من التبسيط المفرط . إن التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية والاجتماعية أحاطت الجنس بهالة من القدسية وطوق من المحرمات واتهمت من يمارسه خارج المؤسسة الزوجية بالزنا والعهر والفجور . هذه هي النظرة السائدة والمسيطرة على عقول الناس . بعد فتوحات العلمانية في الغرب وسقوط عالم القداسة وتحرر الجنس من هذه النظرة وأصبح مجرد عملية بيولوجية بحته كالعطش والجوع يحتاج إلى إشباع لأزاله التوتر الناتج من استفزازه وهكذا تكون اللذة الذاتية والمتعة السريعة هي هدفه بعد بتر البعد الروحي والإنساني منه . بعد التحرر الجنسي يتصور كثيرون من الناس إن الإباحية هي سمة الغرب البارزة والمحافظة على الإخلاق هي علامة الشرق الفارقة . إلى أي مدى تصح  هذه النظرة والتقييم ؟ وهل هي موضوعية واقعية أم ملوثة بسموم الإيديولوجية والكبرياء المزيفة ؟ لنقارن بين الإنسان في الغرب والشرق : في الغرب رفعت القيود عن الجنس وتم حصره في مجال الحرية الشخصية لكنه كان ذات فوائد عديدة مثل تحرر الطاقات المكبوتة وتفجر الإبداعات واكتساب خبرة وثقافة جنسية تستخدم لاحقا لإسعاد الزوج أو الزوجة وهذا احد الأسباب المهمة الذي كان وراء بناء هذا الصرح الحضاري الذي ابهر العالم .

أما الإنسان الشرقي " رجل _ امرأة "  تحول إلى مستودع العقد النفسية نتيجة الكبت الجنسي لذلك فهو عاجز عن الخلق والإبداع لأنه يعاني من الخصاء العقلي وتفكيره محصور بين السيقان وتتعطل كل ملكات التفكير عنده فهو وضع مفروض عليه بالرغم على إرادته بلا مجال للتفاضل الخلقي .  نحن لا نقصد إن التحرر الجنسي هو الطريق الوحيد للإبداع  فهناك دوما ناس يتسامون بهذه الرغبة دون كبت ولا إباحة لكن هؤلاء نقطة في بحر قياسا للذين عبيدا لها ؟  يعتبر الرجل إن عذرية المرأة مؤشرا على شرفها وعفتها وشهادة على حسن سيرتها وسلوكها قبل الزواج فهو يطلب منها  ما يفتقر إليه هو لأنه فارغ من هذا الشرف ومعفي منه .بينما المرأة تنظر إلى غشاء البكارة حتى وأن كانت مصطنعة على إنها شهادة صلاحية ومطابقة لمعاييرالجودة تجعل حظوظها وافرة قبل الزواج إنها تكذب من اجل إرضاء ذوق ومزاج الرجل .. لذلك نعيش نفاق اجتماعي وشيزوفرينيا جماعية فنحن  في صراع بين الأيدلوجية الاجتماعية والدينيةالتي تحاول كتم أنفاس رغباتنا الفردية وبين الحياة التي نحاول ان نعيشها من صميمنا دون ضغوطات .خارجية. . إنه صراع بين الدوافع والواقع بين الهو والانا الأعلى يعجزالأنا تصفية هذه الإشكالية لذلك نعاني من تمزق في ذواتنا وعدم  الأنسجام بين أبعاد كياننا. بعد سقوط النظام السابق في العراق وتنفس الناس هواء الحرية أفلتت الرغبة من عقالها فخلال اقل من شهرامتلأت السطوح بصحون الستالايت  والسبب معروف وهوالجوع لمشاهدة القنوات الإباحية وتحولت السينمات إلى عرض أفلام جنسية والناس تقف طوابيرمن كل الأعمارلمشاهدتها. . حتى البضاعة المعروضة في المحلات ذات النوعية الرديئة لن يتم بيعها إن لم تلصق عليها صورفتيات عاريات. . في الغرب  الكل يسايرالموضة لأنهم يجدونها تعبرعن ذواتهم بينما عندنا الرجل بأسم الاخلاق التي هو مخترعها يفرض في كثيرمن الأحيان زيا معينا على المرأة ويلتهمها من خلف الملابس بنظراته المشبوهة ولعاب شهواته لا يكف عن السيلان. أي أخلاق مزيفة هذه؟الذي غيرصحيح نفسيا لايمكن أن يكون صحيح أخلاقيا وروحيا وهل يسكن الله في قلب بؤرة الشهوات .

انا لست من دعاة الإباحية ولكني لست أيضا من أنصار التزمت  فالموقفين يحتقر الجنس والجسد البشري لكن كما يقال الضرورات تبيح المحظورات،فالمريض الذي يحرم شرب الخمر يشربه بتوجيه من طبيب إذا اقتضت حالته الصحية لان الحياة أقوى من أي تشريع .اذا كان ممارسة الجنس قبل الزواج شرط تجاوزالتخلف الاجتماعي وكسرالحاجزالنفسي الذي يقف عائقا أمام االخلق والإبداع فلماذا التشبث بالمثاليات الزائفة والمتاجرة بالشرف التي لاتمت للواقع بصلة . هذه هي  حقيقة وواقع كثير من الناس شئنا أم أبينا.في هذه الوضعية نخسر المشيتين كما يقول المثل العراقي لا اخلاق حقيقية وعقل راكد اما في التحرر الجنسي من يدري قد تفجر الطاقات المكبوتة لتضعنا على الدرب الصحيح مع ذواتنا والعالم والانسانية.

www.emmanuell-alrikani.blogspot.com


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق