الاثنين، 22 أبريل 2013

الاقباط بين مطرقة الجيش المصري وسندان التيار السلفي


        الأقباط                       

           بين مطرقة الجيش المصري وسندان التيار السلفي                            بقلم

                                                                   عمانوئيل يونان الريكاني _ العراق

هناك مثل شائع يقول : تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت وكل الناس لبعض الوقت لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت .  هذا ما نريد أن نوجه إلى كل الذين ينكرون إن هناك خارطة طريق مدبرة لاضطهاد الأقباط والمسيحيين من قبل التيار السلفي الرسمي المتطرف وبمباركة الدول . إن الحكومات المصرية المتعاقبة والجيش المصري الحالي والإعلام الرسمي المزيف يكيل بمكيالين ويتعامل بازدواجية وسطحية مع قضية الأقباط أما يقلل من شأنها أو يتنكر لها . فالسيناريوهات نفسها تتكرر باستمرار من حرق الكنائس وتفجيرها وتدميرها إلى قتل الرجال وخطف النساء واغتصابهم وفرض الإسلام على القاصرات واللا مساواة في التعامل  معهم في كل مرافق الحياة السياسية والاجتماعية . ويتم لصق بهم أوصاف شنيعة ومفردات قبيحة التي تحط من قيمتهم الإنسانية وتضعهم في درجة  اقل من الآخرين.  إن المشاكل نفسها تتكرر دون وضع حد لها فالملفات المرفوعة إلى امن الدولة أما آكلتها الفئران أو كستها الأتربة أو رميت في سلة المهملات . إن الإعلام المصري المرئي والمسموع والمقروء خائن لرسالته وغير أمين لمهنته التي تفترض منه الصدق والحيادية في كشف الخبر وإعلان الحقيقة دون انحياز أو تمييز عنصري فهو أمام الأقباط والمسيحيين  يصبح أصم أبكم أعمى يحاول تجميل الصورة وتبرير الحدث بفبركة إعلامية  وأكاذيب مختلقة باستثناء بعض الأقلام الحرة الشريفة  الذي يأبى ضميرها الإنساني وشرف المهنة الكذب والتلفيق والخوف. كل هذه البلبلة والمجلس العسكري الذي تلوث بسموم السلفية لا يتحرك ساكن فهو يحاول تزييف الوقائع وتحريف الحقائق وقد سئمنا من الوصفة الجاهزة في كل اعتداء على مقدسات وممتلكات الأقباط أما المتهمين عصابات " بلطجية " أو مجانين أو مؤامرة خارجية لم نرى من الدولة أي موقف حازم وجدي في الوقت الذي يجب أن تفرض سلطة القانون بيد من حديد على الجميع دون تفرقة وتحمي المواطنين وتعاقب المجرمين وكل الخارجين على القانون فلا يوجد احد فوق قانون لا شخص ولا مؤسسة . أنها دولة رخوة وضعيفة وسقيمة تفتقر إلى الإرادة القوية والحس بالمسؤولية وإدراك خطورة الوضع الأيل إلى السقوط أن بقى كما هو لأنه يحمل في طياته تباشير فتنة طائفية وحرب أهلية . وعبثا تحاول الدولة اللجوء إلى حلول كاريكاتيرية مضحكة في كل حادث تجمع رجال الدين الأزهر ورجال الكنيسة لتهدئة الموقف . إن لم تتسرع في أيجاد حل جذري وعملي لها تتفاقم المشاكل ومع تراكمات الماضي والاحتقان الطائفي يقود إلى الانفجار.

خير شاهد على ما نقول والتي خرج فيها الأقباط يتظاهرون بعد هدم كنيسة الأسوان وقرية ميرناب في مسيرة سلمية يطالبن بحقوقهم ويستنكرون الاعتداء على مقدساتهم وتقاعس الدولة في معاقبة المعتدين وصمتها القاتل .

تحول إلى يوم دامي راح ضحيته 24 قتيل ومئات الجر هزت الضمير العالمي وصدمت الشعب المصري على المجزرة الرهيبة التي قام بها الجيش المصري ضد أبناء الشعب العزل المسالمين وكل قول غير هذا هو محاولة لتبرير فعلتهم البشعة الجبانة انه يستحق إكليل العار ووسام الخزي لا يمكن أن يكون هذا الجيش هو سليل الجيش المصري الذي عبر خط بارليف وقام بعمل أسطوري بطولي . انه من نفخة الخميرة السلفية . إن وحشيته وبربريته في قتل الأقباط وتفريقهم بالرصاص الحي ودهسهم بالمدرعات والمفردات التي ترددها شفاههم الله اكبر وكفرة وكلمات بذيئة كأنهم ذاهبين إلى غزوة دليل انه انغمس من رأسهه إلى أخمص قدمه في مستنقع السلفية القذر كان يجب أن  يكون متحرر من هذه المفاهيم ومشبع بالمفردات ذات الإيقاع الوطني كما هي رسالته .

انقدوا مكتسبات ثورة 25 يناير انقدوا الوحدة الوطنية بإقامة دولة مدنية ومحاربة الفكر الديني المتطرف ونشر ثقافة التسامح الديني وفصل الدين عن الدولة وإلا ستنشف عيونكم من البكاء على مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق