الاثنين، 22 أبريل 2013

ثورة الثورات في تونس ومصر وبداية النهاية للنظم التسلطية


ثورة الثورات- في تونس ومصر وبداية النهاية للنظم التسلطية

                                                                                                                بقلم

                                                               عمانوئيل يونان الريكاني

إذا الشعب يوما أراد الحياة                                  فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن ينجلي                                         ولابد للقيد أن ينكسر

إنها أبيات شعرية خالدة في ذاكرة الشعوب العربية سمعها من به الصمم . وكلمات نارية ذات معاني إنسانية سامية ودلالات فلسفية عميقة تمزق طبلة الأذن وهي للشاعر العربي أبي القاسم الشابي فمنذ نعومة أظفارنا ترددها ألسنتنا وترقص لها شفاهنا وتطرب بها قلوبنا . لكن أنظمة الحكم الدكتاتورية المباركة من المؤسسات الدينية قامت بتفكيك الإرادة الفردية والجماعية للناس خوفا من الانفجار وقمعت لديهم الرغبة الصادقة بالحياة وذلك بتخديرهم بالأوهام والخيالات وقامت ببناء جدار سميك من الشعور بالعجز والضعف في النفوس كي يصبحوا عديمي الجدوى وإحساسهم بأنهم غير قادرين على تغيير الواقع وتقرير المصير .إنها مازوخية جماعية زرعت فينا بذكاء وتكتيك كي نصبح دوما بحاجة إلى بطل أسطوري وقائد همام يكمل ما ينقصنا وهكذا نما فينا الشعور بالاغتراب والتبعية والانقياد الأعمى فطردنا خارج ذواتنا وسكن الزعيم فينا غازيا وغاصبا . لقد أصبحنا قطع شطرنج يحركوننا كيفما يشاءون ويبرمجوننا على الهتاف والتصفيق وهكذا كلما كثر ظلمهم وبطشهم زاد تبجيلنا لهم . لقد نهبوا ذواتنا قبل ثرواتنا وسرقوا إمكانياتنا قبل مقدراتنا إنهم ذئاب خاطفة بثياب حملان ابتليت بهم شعوبهم لقد طفح كيل ظلمهم . هل يبقى الوضع على ما هو عليه؟ لقد كان لنا درس في الابتدائية فيه سؤال يقول: إلى متى يبقى البعير فوق التل ؟ وكان الجواب إلى المساء أي لكل شيء وقت للنوم والاستيقاظ والعمل واللعب والأكل وللظلم وللثورة وللتغيير وقت أيضا . لقد أتت رياح التغيير في تونس ومصر بما لا تشتهي سفن الحكام . إن الشباب الثائر في كلا البلدين حولوا المستحيل إلى ممكن والحلم إلى واقع وتحملوا بجدارة المسؤولية التاريخية في تقرير مصيرهم بعدما احكموا قبضتهم على عنق التاريخ وغيروا مساره حسب الطلب وبما يخدم أهدافهم . إنهم شباب العولمة والفيس بوك والتويتر واليوتيوب يريدون إقامة دولة عصرية ودستور مدني يواكب التطور العالمي ومطالبهم مشروعة وهي الخبز والماء والحرية والكرامة وتحقيق الديمقراطية والإصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية . إنها حركة وطنية من مسلمين ومسيحيين لا ينتمون إلى أي حزب سياسي أو ديني هدفهم تغيير وجه مصر نحو الأحسن .لقد حاول الأخوان المسلمين وخامنئي خطف هذه الثورة كالعادة لكن الشباب الثائر والواعي يعرف جيدا انه لن يحصل منهم غير الحجاب والنقاب واللحى الطويلة والمسواك ولا يمكن أن ينسى النماذج السيئة للثورات الدينية في ايران وصومال وسودان ... لذلك أبى أن تكون ذات صيغة دينية فاليافطات تخلوا تماما من أي شعارات دينية فلا مكان للهلال والصليب فيها حسنا فعلوا .يا حراس الثورة نريدها ناصعة البياض دون إراقة قطرة دم لذلك عليكم التحلي بالعقلانية والمنطق واستخدام الأساليب الحضارية والطرق الإنسانية لتغيير السلطة سلميا بعيدا عن التدمير والتخريب والشغب والاستفادة من سيناريوهات الدول المتقدمة في هذا المجال وحذار من الأعداء اللذين يحاولوا وضع عصا الاغتيال في عجلة الثورة .بعون الله انتم السابقون ونحن اللاحقون وان حمم بركانهم الغاضب تصل إلى ابعد نقطة من خارطة الوطن العربي وتحرق كل كراسي الحكم .

 

 

        Emmanuell _y_alrikani_2009@yahoo.com

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق