الاثنين، 22 أبريل 2013

عيد الحب ايقونة كل قلب


عيد الحب إيقونة كل قلب

                                                      بقلم

                                                        عمانوئيل يونان الريكاني

عيد الحب هو تاج المناسبات وعيد الأعياد التي تزخر بها روزنامة الثقافات البشرية يقع في يوم 14فبراير،وهو نشا في الغرب وأصبح تقليدا عالميا يحتفل به في كل مكان تقريبا ،لما له من رصيد قوي في بنك نفوس العاشقين وقطعة ذهبية في مصرف قلوب المحبين .

تضاربت الروايات وتناقضت الآراء حول أصل هذا العيد وجذوره التاريخية سنمر عليها كالكرام بعد كسر القشور للحصول على اللب لان مايهمنا هو اللؤلؤة لا الصدفة التي تحملها.

هناك أسطورة لدى الرومان تتلخص في أنهم أيام وثنيتهم كانوا يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا)وهو عيد وثني كانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم ،ويعتقدون إن هذه الأوثان تحميهم من السوء وتحمي مراعيهم من الذئاب .وهو طقس ديني مرتبط بالخصوبة كان يبدأ من الثالث عشر إلى الخامس عشر من فبراير وهو من المهرجانات المحلية .وبعد أن تبدد ظلام الوثنية أمام نور المسيحية وأصبحت الديانة الجديدة هي الحاكمة تم تطهير هذا العيد من وثنيته بعد تعميده محولا إياه إلى عيد للمحبين والعشاق .وقد قام البابا جيلاسيوس الأول بعد أن تولى السلطة البابوية في 492_496 بإلغاء هذا الاحتفال.

أما الرواية الأكثر شيوعا هي انه كان القديس فالنتاين يعيش تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاديوس الثاني في أواخر قرن الثالث الميلادي وكان يعتقد الإمبراطور إن العزاب أكثر مؤهلين للحرب والحماس في القتال من المتزوجين لذلك اصدر قرار بمنع عقد أي قران .لكن القس فالنتاين بدافع غيرته الدينية رفض ذلك وعقد زواجات سرا في الكنيسة حتى اكتشف أمره وعرف الإمبراطور ذلك حاول بعد جدال معه أن يثنيه عن إيمانه المسيحي ويدعوه إلى عبادة آلهة الرومان للحصول على العفو.لكن القديس رفض ذلك وتم إعدامه في يوم 14 فبراير وكانت بداية الاحتفال بعيد الحب إحياء لذكرى القس وقبيل إعدامه تم على يده إهداء ابنة السجان التي حضيت منه بأول عبارات التهنئة من فالنتاين حبيبك ....بحسب الكنيسة الكاثوليكية الاحتفال عبارة عن تكريم شهداء الحرب قيل انه قس استشهد في القرن الثالث وقيل شهيد في شمال أفريقيا .وتم ذكر عيد الفالنتاين في رائعة شكسبير هاملت 1600_1601عندما قالت اوفيليا"غدا عيد الفالنتاين "وفي عام 1382في شعر جيفري تشوسر "برلمان الحمقى "حيث يقول فيه "كان هذا في عيد الفالنتاين حين يأتي كل طائر ليختار حبيب له "وقد كتبت هذه القصيدة تكريما للملك ريتشارد الثاني ملك انكلترا في عيد خطوبته الأول.ويرجع أقدم قصيدة حب في عيد الفالنتاين لم تضع إلى عام 1415وهي قصيدة شعرية قام بكتابتها الملك تشارلز حاكم اورليا نز لزوجته حين كان محجوزا في برج لندن بعد أسره في معركة الاجينكورت التي دارت عام 1415.وفي عام 1836 قام البطريرك غانو السادس عشر بمنح رفات القديس الروماني إلى كنيسة (الكارملايت)في شارع وايتفرابرفي دبلن بايرلندا وفي عام 1960تم تجديد الكنيسة وإشهار رفات القديس .أما في العصر الحديث فقد احتفل بعيد الحب في الغرب في القرن التاسع عشر في شمال أمريكا من قبل المستعمر البريطاني وبدا كيوم للمحبين والعشاق يتبادلون فيه هدايا الحب التي يغلب عليها اللون الأحمر كرمز،ويأتي هذا العيد في المرتبة الثانية بعد الميلاد من حيث المبيعات .للأسف الشديد لا يزال في عصرنا ناس أعمى التعصب بصيرتهم من رؤية الأمور على حقيقتها .وتتعامل بعقل إيديولوجي مع الآخر المختلف فترى في نفسها كل الخير وفي الغير كل الشر .لذلك تمنع الناس من الاحتفال بعيد الحب تحت ذريعة التلوث الثقافي أو بحجة انه دخيل علينا لا أصيل لأنه من اختراع الغرب .وقاموا بتشويهه ووصفه بشكل شنيع واسقطوا عليه ماليس فيه واقنعوا البسطاء بأنها مناسبات تمارس فيها الفحشاء والزنا والمنكر .هؤلاء مهووسين بلغة التحريم يعكسون عليه عقدهم النفسية فهم يرون السماء بلون نظاراتهم .فالهندوس المتطرفون يوعدون بالويل كل محل يبيع إكسسوارات خاصة بهذه المناسبة وفي المملكة العربية السعودية تقوم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنع هذه الأشياء لأنها بدعة قادمة من الغرب ففي الإسلام لبا يوجد غير عيدين فقط لا غير .أتساءل الموبايل والطائرة والسيارة والانترنيت وغيرها لماذا ليست بدعة "عجيب أمور غريب قضية "على هذا التناقض الصارخ والازدواجية القاتلة .قد يختلف البشر في كل شيء الدين الثقافة اللغة الزى واصغر الأشياء لكن لا يمكن أن تختلف في الحب هذا الشعور الإنساني الرقيق الذي يجلب للنفس البهجة والفرح والسرور فهو دستور الحياة ونسخة أصلية لكل قلب انه بلسم الجراح ودواء كل الأحزان بدونه الإنسان مجرد شيء من الأشياء .إن هذه المناسبة رمز للوحدة البشرية لأنها تحثنا على تقوية الروابط الاجتماعية وتعميق الأحاسيس الإنسانية وتزيل دهون الخلافات العالقة فينا .لان الحب يفجر الطاقات الكامنة فينا فهو يقرب البعيدين ويوحد المتفرقين ويحطم عروش المغرورين .ولو قمنا بتشريح تاريخ الإنسانية لرأينا انه لا يوجد امة ظهرت على الوجود ليس فيها عشاق سطروا لها أروع الأمثلة في الحب والغرام وكانوا تحفة البشرية في العشق والهيام .من منا لم يسمع روميو وجوليت وأي ذاكرة تستطيع أن تمحي ما هو مطبوع فيها من أشعار قيس وليلى ومن لا يقف أجلالا وإكبارا أمام نصب تاج محل أسطورة الزمان في الوفاء والإخلاص الذي بناه الملك جيهان حيث كل حجرة من أحجاره فيها بصمات قلبه وروحه .وكم من ملوك وملكات وأمراء وأميرات تخلينا عن عروشهم من اجل وحبوبهم وكم من ناس حطموا التقاليد الدينية والاجتماعية من اجل الحب .أن القديس فالنتاين ليس مجرد قس مسيحي بل رمز إنساني وداعية حب وسلام يحمل رسالة فحواها الحب ثم الحب ثم الحب هو دين القلب ومرآة الروح وكل شيء آخر بدونه باطل وقبض الريح .                                                                                 emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق