الاثنين، 22 أبريل 2013

الحرية فوق صفيح ساخن


                   الحرية فوق صفيح ساخن

تعد الحرية من أكثر الكلمات رواجا في سوق التداول الحياتي ومن أكثر المفردات قدسية في قاموس المفردات البشرية بمالها من إيقاع سحري عجيب وطابع جذاب ومثير على عقـــول ونفوس الناس وكيف لا وهي حلم جميع المسجونين والمأسورين وأمنية كــــــل المستعبدين والمقهورين وهي لاتفارق ابدآ أذهان الذين خنقتهم الأنظمة والقوانين والشرائع الصارمـــة ولاتبارح مطلقا خيال الذين يرزحون تحت نير العادات والتقاليد المجتمعية المتعسفة.لابل وحتى الطير في قفصه لو قدمت له الطعام وتركت الباب مفتوحا لتحمل الجوع مؤقتا واختار الارتماء في أحضانها وما تاريخ البشرية سوى مسرحية عنوانها صراع من اجل الحرية . وبعد تساقط أوراق العبودية من شجرة مخترع المقابر الجماعية الخبيثة تنفس العراقيون أول مرة بعد غياب طويل هواء الحرية النقي حيث كانت لهم طاقة من الفرح والسرور والسعادة ومحطة لتوليد أجمل حساس بالحياة .

لكن للأسف الشديد تهب الرياح بما لا تشتهي السفن فالحلم الذي انتظرناه بفارغ الصبر لكي يتحقق على ارض الواقع ويغير حياتنا نحو الأحسن والأفضل بعد أن يمنحنا السلام والأمان والطمأنينة تحول إلى كابوس مرعب وشب مخيف ذلك لإصابة بعض الناس بعسر هضم الحرية وفقدانهم مناعتها المكتسبة لغياب الوعي السليم والفهم الصحيح لها.

فباسم الحرية تفشت الممارسات الخاطئة وانتشرت السلوكيات أللاجتماعية واللاحضارية في كل مكان من الاستهتار بالمبادئ الأخلاقية والقيم الاجتماعية إلى الإخلال بالنظام وعدم احترام القانون فأصبحت كل أساليب الغش والخداع وإيذاء الغير ول طرق إزعاج الآخرين لدى الكثيرين طعامهم اليومي ، وإذا حاولت أن تعاتب شخصا ما لتصرف شاذ غير مألوف فالوصفة جاهزة للرد عليك وهي إنها الحرية لقد أصبحت لنا مصدر الم وتعاسة وشقاء.

إن هذه الفوضى الحياتية التي نتخبط بها تجعلنا نلعن الحرية ألف مرة لابل إن مجرد سماعنا اسمها يثير بنا الاشمئزاز والكراهية ونحن بدورنا أصبحنا عارا عليها  حيث لوثنا قدسيتها ودنسنا حرمتها. رفقا بنا يا أبناء الرافدين يا أصحاب أعظم حضارة علمت الإنسانية الكتابة لقد كان أجدادنا العظام موضع فخر واعتزاز كل الشعوب نتيجة الانطباع الجيد الذي تركوه لدى الآخرين من سجل حافل بالبطولات والمآثر والأمجاد إلى تاريخ حامل شعل الفكر والفلسفة والعلم والفن والتقدم في كل مجالات الحياة والآثار التي تروها خير دليل عليهم . إن ترابنا المقدس مسقط راس أبي الأنبياء إبراهيم وكل رجال الأفذاذ الذين رووا بدمائهم الطاهرة نبتة الحرية الخالدة حيث البذل والعطاء والتضحية في سبيل الآخرين إن شعارهم في الحياة ومبدأهم في الوجود.

                          

Emmanuell _y_alrikani_2009@yahoo.com

 

                       الحرية الحقيقية

إن الحرية الحقيقية لا يعني العمل كيف ما أريد مزاجي الشخصي من دون أية ضوابط وحدود ولاهي الاستخفاف بالنظام والقانون ولاهي حرية من اجل الحرية كما تنادي بعض الفلسفات الوجودية من دون أية معايير إنسانية أو مقاييس أخلاقية وإلا قادتنا إلى التيه والضياع والفوضى والدمار كما نره في واقعنا ألان . إنما هي في الخروج من شرنقة الأنانية والانفتاح على الغير وكفكفة دموع الذين أرهقتهم متاعب الحياة . ومحاربة كل شيء يمنع أن اكونا نسانا ووضع القوى والنوازع اللاعقلانية تحت سيطرة العقل وتوجيهها بما يخدم الشخصية والمجتمع والإنسانية جمعاء . بذل نكون أبناء بررة وأحفاد أوفياء للسلف الصالح ونرد الاعتبار لأنفسنا ولتاريخنا المشرق وعمقنا الحضاري.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق