الاثنين، 22 أبريل 2013

امراض الحب -التملك -التبعية -الشك


أمراض الحب

التملك – التبعية – الشك

الحب احساس ماسي وشعور ذهبي وعاطفة فضية يزركش الذات بأثمن أحجار الجمال الكريمة. يجمع حبيبين ويلهب قلبين يعانيان من الأم ألتوق لإتحاد احدهما بالأخر ويصارعان أوجاع الرغبة في ذوبان الأنا بالأنت معاً . وبعد أن يجلس على عرش الملكي القلب يملئه فرح وسعادة وسرور وبهجة ويطرد من مملكته الهم والغم والنكد والحزن وكل شيء يعكر صفو الحياة . انه يضع في عيوننا عدسات ملونة نرى فيها العالم بألوان زاهية وأشكال رائعة ويرسم ابتسامة دائمة على وجوهنا كالوشم على الجلد لا يزول ويطهر أفكارنا  ونفوسنا وأحلامنا من التشاؤم واليأس والإحباط ويمنحنا تأشيرة حياة جديدة لا نهاية لمدتها هذا ما يفعله الحب عندما يقتحم النفس ويصبغها بسحره وجنونه . وهذا احد ظواهر علم النفس الاجتماعي ذات الارتباط التكويني بشبكة جدلية من العوامل الفسيولوجية والسوسيولجية والحضارية . بما أن السائل يتخذ شكل الوعاء الذي يوضع فيه هكذا الحب يكون حسب نمط الشخصية التي يحيا فيها اي التركيبة النفسية والاجتماعية لها . فالشخصية السوية يكون فيها الحب على ما يرام لان قوة الشخصية من قوة الحب وصفاءه والعكس صحيح .!    أما إذا كانت الشخصية مليئة باشواك التملك والتبعية والشك فانها تخنق ورود الحب وتصد عطرها الفواح .

ومن اجل حياة زوجية سعيدة وعلاقة مديدة يجب استئصال الأدغال السامة من بستان الحب الجميل . تستذكرني في هذا الصدد عبارة سيمون دي بوفوار في كتابها الجنس الثاني .

"في اليوم الذي ستتمكن المرأة أن تحب لافي ضعفها بل في قوتها ليس هربا من نفسها بل من اجل العثور عليهاليس اذلالا بل تاكيدا لذاتهافي مثل هذا اليوم سيصبح الحب بالنسبة لها كما هو بالنسبة للرجل مصدرا للحياة وليس خطرا مميتاَ" .

 

الحب ألتملكي

التملك والكينونة من أروع كتب عالم النفس الأمريكي اريك فروم فيه يصنف البشر ويضعهم في طريقين مختلفتين واتجاهين متضادين . :. أما التملك جوهر الكينونة وهو اتجاه يضع الأشخاص والأشياء في خانة واحدة وإطار واحد من دون تمييز في القيمة والنوع فالكل موجود من اجل إرواء العطش المزمن إلى التملك . أما التملك هو اتجاه كل معلمي البشرية العظام من بوذا والمسيح وايكهارت وغيرهم الذين نادوا بإفراغ الذات من اجل الذات الحقة كما قال المسيح " من يفقد ذاته من اجلي يجدها ... إن امتلاك الآخرين من ألذ أعداء الحب ومن أقوى أسباب انهيار صرح العلاقة الزوجية لأنه لا يرى الأخر في إنسانيته بل مجرد من مقتنياته الشخصية ومن أملاكه الخاصة مثل بيت أو سيادة أو سوبر ماركت لا اعتبار لمشاعر وأحاسيسه و لا قيمة لذاته وأفكاره وطموحاته فهو من ضمن الأشياء التي تحيط به دون أي استشعار يتجاوز هذا النطاق .

لا يمكن أن يسمى هذا حباً حقيقياً فهو أيل إلى السقوط عاجلا أم أجلا وانه يفتقر إلى مرتكز اساسي تقوم عليه العلاقة الصحيحة وهو ينظر إلى  الأخر لا كشخص يحب بل شيء يستعمل.الحب التبعي :

الاستغلال من مقومات الشخصية السليمة المتعافية نفسياً وعاطفياً واجتماعياً فالإنسان الذي يستطيع ان يقرر مصيره دون أي ضغوط خارجية يعيش حياته من الصميم دون اي صراعات سلبية فالذي يقول لا للأخر يقول نعم لنفسه يكون صادقا معها وقويا يمتاز بثقة عالية بالنفس وهي من عناصر التفوق والنجاح والنضوج . كثير من العلاقات الزوجية يكون احد أطرافها خاصة المرأة ولأسباب معروفة خاضعاً وتابعاً ذليلاً ممنوع عليها أن تقرر أو تشارك أو تنفذ أو تبدي رأي فيما يخص حياتها ما عليها إلا ترداد كليشهة من أيام السلاطين سمعاً وطاعة مولاي.

المشطلة هي محاولة البعض تجميل هذه التبعية واضفاء عليها مسحة من الفضيلة والتباهي بها انها ليست اكثر من خداع النفس لانها تفتح حدود ذاتها لفرد خارجي يستعمر كيانها يتحكم عليها وينهب كل ثرواتها الباطنية . انها علاقة فاشلة لان النحن غاين عنها تماما ولا يوجد فيها مساواة ومشاركة في القرارات .

 

الحب الشكاك

اشك سرطان الحب عندما يدخل من الباب يخرج الحب من الشباك . فالحياة معه لا تطاق وفي ظله يقرع جرس إنذار دمار العلاقة لأنه يحول الحياة إلى جحيم. فتكون نهاياتها الطلاق أو القتل أحيانا فإذا كان بني ادم يموت مرة واحدة فالشكاك يموت في كل لحظة آلف مرة إذا تأخرت زوجته في الدوام يشك إنها خرجت مع موظف زميلها وإذا خرجت الى باب الحديقة المنزلية يظن بأنها تغازل ابن الجيران واذا ذهبت الى السوق فهي على موعد مع البقال واذا وضعت المكياج فهي مع موعد غرامي هكذا تجعله الفكرة المتسلطة يعيش  في دوامة لا تنتهي .  يذكرني هؤلاء برائعة شكسبير عطيل الذي قتل ديدمونة حبيبته بسبب الغيرة اوعز الشيطان " ياجو" في صدره ان حبيبته ديدمونة تخونه مع اقرب المقربين اليه " كاسيو " فقُتل ديدمونة  خنقاً   ثم يكتشف خطأه فيقتل  نفسه طعناَ قبل ان يموت يصف نفسه ...  رجل لم يعشق بتعقل...متجاوز الحد في حبه .. ان الغيرةالشديدة تنضوي على التملك والانفراد بشخص والسيطرة عليه انها صورة مشوهة للحب لان الثقة المتبادلة بين المحبين هي قلب العلاقة النابض .

بقلم عمانوئيل يونان الريكاني_العراق

                                                                                                      Emmanuell_y_alrikani_2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق