الاثنين، 22 أبريل 2013

الارهاب محاولة اغتيال العقل البشري


                              
                               الإرهاب محاولة اغتيال العقل البشري
                                                   بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
 
تمر في سماء العراقيين غيمة سوداء تحمل رياح الإرهاب والعنف والتخريب محولة حياتهم إلى جحيم لا يطاق .فالخوف والرعب أصبح طعامهم اليومي والتأفف والتحسر صار شهيقهم وزفيرهم لان خطر الموت محدق بهم من كل صوب وحدب جراء الأعمال الإجرامية والوحشية التي تقوم بها جماعات إرهابية تتستر بغطاء الدين والدين منها براء ....من تدمير البنى التحتية إلى الاستهتار بالحياة البشرية .لقد جاءوا ألينا من خارج بلادنا حاملين معهم فيروس التفكير المتطرف وجرثومة السلوك التدميري لتصيب عدوتهم من العراقيين الضالين من الذين باعوا الدين والضمير والوطن من اجل حفنة من الدولارات أو من اجل أفكار وهمية مرضية تعاني منها شخصياتهم المضطربة عقليا وعاطفيا وسلوكيا .يؤكد علماء النفس والطب النفسي إن للأشخاص المتطرفين شخصية مريضة ،فهناك خصائص عديدة مشتركة بينهم وبين مرضى العقل وخاصة المرض المعروف باسم (الجنون الدوري ) أو جنون العظمة والاضطهاد .فالقاسم المشترك الذي يجمعهما واحد وهو تصورهم بأنهم صفوة البشرية وأعظم الناس جميعا. وأنهم بمثابة رؤساء وملوك وأمراء يأمرون وينهون وما على الآخرين سوى الطاعة والخضوع وتنفيذ أوامرهم .وان الآخرين كفرة وملحدين يستحقون العقاب .وإنهم يعانون من عقدة التآمر لاعتقادهم بان الآخرين يضمرون لهم الشر ويريدون بهم الأذى .إن هذه الأوهام تضع على عاتقهم كما يظنون مسؤولية كبرى وهي الدفاع عن الدين والأخلاق والوطن من دنس الآخرين .ويتجلى المرض العقلي لديهم خاصة في موقفهم من المرأة .فالمرأة عندهم جسد للمتعة والرجل مفترس لذلك فالفكرة المتسلطة عليهم والتي تقض مضجعهم هي غواية المرأة وحيوانية الرجل وشهوانيته تجاهها .أي أنهم دائما في موقع الشك من الآخر ،فهو يقتل المرأة معنويا عندما يضعها تحت الإقامة الجبرية ويحجر على أفكارها ورغباتها ويفكر ويرغب ويتصرف بدلا عنها .وانه يسقط على المرأة شهوانيته ومشاعر الدونية وعدم الثقة بالنفس لذلك فهو لا يثق بها ولا بالآخرين لانعدام ثقته بنفسه .بما إن هذا الشعور مؤلم ومدمر للذات ولا يمكن احتماله لهذا يلجا إلى حيلة دفاعية تأمينا للذات ولإعادة توازنه النفسي ،فهو يمنح ثقة عمياء مطلقة إلى مبدأ أو نص أو شخص ( مسئول الجماعة مثلا )،وأي تشكيك بهما يؤدي إلى تدمير الذات .وتتسم هذه الشخصية بالجمود العقائدي والانغلاق العقلي حيث الاندفاع والانفعال ديدنها ولهذا يصعب الحوار معهم لاعتقادهم بأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة وان الآخرين على باطل دوما ،من هنا تأتي أساليبهم العدوانية ثمرة التفكير السقيم وبراءة اختراع المنطق العقيم العاجز عن ابتكار وإبداع طرق بناءة وايجابية في التعامل مع الآخرين ومع واقع الحياة .وهكذا يقدمون العقل قربانا على مذبح عواطفهم العمياء والهوجاء .تكثر ظاهرة التطرف فكرا وسلوكا في البلدان النامية وخاصة المجتمع العربي ، حيث تقاسي شعوبها من الظلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتتفشى بين الشباب من الطبقات المسحوقة الذين يعانون من الكبت الجنسي والفقر والبؤس والحرمان نتيجة القهر الاجتماعي والتدهور الاقتصادي .إن نمط هذه المجتمعات المبني على أساس الاستبداد الفكري وقمع الحريات التي تمارسها السلطات الحاكمة ضد مواطنيها وحرمانهم من حاجاتهم الحياتية يؤدي إلى تفاقم مشاعر الحقد والكراهية من قبل الناس ضد مسئوليهم ،ولعدم استطاعتهم التعبير عن هذه المشاعر العدائية خوفا من البطش والتنكيل بهم من قبل أجهزة الدولة تبقى هذه المشاعر سجينة في العقل الباطن إلى أشعار آخر .لذلك لا نستغرب إذ نسمع إن بعض رؤساء الدول والحكومات العربية والأجنبية سرا وعلنا يطلقون اسم ( المقاومة ) على الجماعات المسلحة التي تقوم بالممارسات اللا إنسانية في العراق ،بينما نفس الأعمال واقل أجراما تقع في بلدانهم يعتبرونها إرهابا .أنها سياسة الكيل بمكيالين وتسمية الأشياء بغير مسمياتها ،فموقفهم ألازدواجي هذا معروف للقاصي والداني ،فخوفا من شعوبهم التي قد تنفجر النزعة والحرارة المحبوسة في نفوسهم عليهم جراء سياستهم الفاسدة يحاولون إضفاء نوع من الشرعية على هذه الأعمال الإرهابية في بلادنا أو أي مكان آخر محاولة منهم لتفريغ هذه الطاقة العدوانية الجاثمة على صدور الناس على غيرهم ليسلموا هم ويدمروا الآخرين .لذلك نهيب بكل العراقيين الشرفاء الذين أكلوا من تمر نخيل العراق وشربوا ماء دجلة والفرات رجالا ونساء وشيوخا وشبابا أن يتصدوا لهذه الظاهرة الدخيلة علينا والغريبة عن قيمنا وأخلاقنا الأصيلة بالقول والفكر والعمل في البيت والشارع والمدرسة والجامع والكنيسة لاستئصال هذا الورم الخبيث من جسد العراق واجتثاث هذه الأفكار السامة من عقول الناس واستخدام كل الطرق والوسائل لمقاومة العنف وإدانة الإرهاب لأنها تتعارض مع تعاليم الأديان السماوية ولأنها انتهاك صارخ لإرادة الله وحرمة الحياة الإنسانية .ولا للإرهاب والإرهابيين أعداء الحب والحرية والسلام والتسامح والتنمية والتقدم الاجتماعي وضد كل ماهو جميل في الحياة .                                        
                                                                                   Emmanuell _ y_ alrikani _ @ yahoo .com
www.emmanuell-alrikani.blogspot.com       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق