الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

كنيسة المسيح وهندسة الاحلام

كنيسة المسيح وهندسة الأحلام
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
لا يستطيع الإنسان أن يحيا بلا أحلام وأمنيات وبدون خيال وتصورات ،لأنها مبدأ نشاطه وحيويته ،بدونها تذبل ورود حياته ،فهي الحافز الذي يمنح الحياة جمالها ورونقها ،والباعث الذي يهب العيش لذته ونكهته.إذ أنها تلهم العقل وتلهب الروح ،لتحرر الواقع من قيود النقص والضعف ،ومن أغلال القلق واليأس ،لتنطلق به نحو الأفق ،وتحلق معه في الأعالي تبحث عن واقع أسمى وأفضل .
إن عروس المسيح التي تراود خيالنا دوما ..وترافق أحلامنا ونتمناها أبدا ،هي تلك التي تكون وفية لعريسها ،أمينة لشريك حياتها ،باقية على العهد الأبدي والرباط المقدس الذي يجمعهما .وان تكون مرآة صافية تعكس نور المسيح لتنير درب الآخرين وتسير بقافلة الحياة نحو شاطئ الخير والسلام.في موكب المحبة والفرح هذا سنزف العروس طاهرة نقية في ثوبها الجميل وحلتها الجديدة :
1ـ إن قيم الحرية والمساواة والديمقراطية التي أفرزتها الحداثة في كافة مجالات الحياة ..ركائز أساسية قامت عليها الحضارة المعاصرة ..وهي من الحاجات الأساسية للفرد والجماعة ،لأنها عنوان الكرامة البشرية ومن متطلبات الحياة الجديدة .عليك ياكنيستي أن تتحرري من روح التسلط والكبرياء البعيدة من روح الإنجيل ،وان تأخذي بنظر الاعتبار هذه المفاهيم الأساسية التي لها كبير الأثر في تكوين نفسية وذهنية الإنسان المعاصر .انك ولدت من جنب يسوع المطعون ،سيري على خطاه واقتدي به قولا وفعلا ،لأنه قال :"جئت لأخدم لا لاخدم ".
2ـلا مرؤوسية ولا فئوية ولا محسوبية في الكنيسة ،لأنها ليست حكرا على فئة دون أخرى ،ولا هي علاقة أسياد بعبيدهم .إنها نحن المؤمنين جميعا ،فكلنا أعضاء في جسد المسيح ،وكل عضو له دوره ووظيفته حسب موقعه ومواهبه في بناء هذا الجسد .عليك أن لا تتجاهلي باقي الفئات الأخرى ..خاصة الشباب منهم ،هذه الجوهرة النفيسة واللؤلؤة الثمينة التي تمتلك قدرات عقلية هائلة وطاقات فكرية ونفسية خلاقة ،مدي جسور اللقاء والتقارب معها لأنها عمودك الفقري وعنوان نهضتك .
3ـافتحي باب الحوار معنا في مواضيع تخص حياتنا النفسية والاجتماعية والإيمانية ،استمعي ألينا وأصغي إلى أرائنا دون التقليل من قيمتها ،لأننا في عصر القلق النفسي واليأس الروحي جراء بذور الشك التي نبتت في بستان حياتنا ،والتي أخذت تفتك بأفكارنا وعواطفنا ،والمادية التي شوهت قيمنا النبيلة .إننا نعاني نزيفا داخليا عميقا جراء الفراغ الروحي الذي يسحقنا . 4ـاننا نعيش في عصر اتسم بطابع العلمية والعقلانية في كل شيء،واخذ العلم يتغلغل في جميع مرافق الحياة الإنسانية .عليك أن تقدمي إيمانك بشكل واقعي حي ،وان يكون قريب من لغة العصر بعيدا عن الصيغ الجوفاء والتقاليد البالية ،ليكون فعالا ومؤثرا أكثر ،وعليك أن تخرجي من وادي عزلتك لتواجهي العالم وتعملي على تغييره ، لأنك ملح الأرض ونور العالم كما وصفك مؤسسك ،ابعثي تراثك الديني والروحي والطقسي بلغة معاصرة بعيدا عن التحجر والتخشب وعبودية الماضي وإهمال الحاضر والمستقبل باسم المحافظة على الوديعة .إن الأمانة للإنجيل تقتضي الالتزام بالروح لا بالحرف .حطمي أغلال الإيمان الطفو لي والانقيادي ،واكسري قيود الدين التقليدي والاجتماعي ،واغرسي في أعماقنا إيمانا واعيا وناضجا ومسئولا ،منه نستمد القوة والحياة لمواجهة تحديات العصر وبناء مستقبل أنساني مشرق . emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo>com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق