الجمعة، 23 ديسمبر 2011

لا خير في امة كان فيها غشاء البكارة دليل العفة والطهارة

                                                                                بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
يعرف غشاء البكارة طبيا بأنه طبقة جلدية تسد بشكل جزئي فتحة المهبل ،يوضع هذا الغشاء على بعد 1الى2 سم تقريبا من داخل المهبل .يتمتع الغشاء بفتحة طبيعية تترك دم الدورة يسيل عند الفتيات قبل الزواج يتمزق هذا الغشاء لدى أول لقاء جنسي وهو عبارة عن زائدة لحمية لا ضرورة لها. السؤال الذي يفرض نفسه علينا هل العلاقة بين غشاء البكارة والعفة بنيوية ؟ ام أنها براءة اختراع المجتمع ألذكوري. هل شرف المرأة ينحصر في العملية البيولوجية  هو مجرد ارتباط تاريخي لا جوهري يعكس مصلحة الفئة الحاكمة .وهل حقا هو كما يقال مثل عود الثقاب لا يشتعل غير مرة واحدة ؟ام انه ابعد وأعمق يشمل كيان المرأة كله .أسئلة كثيرة تزدحم في رؤوسنا نحاول في هذا المقال أن نضع الحصان أمام العربة لا في أي مكان آخر .
لا شك انه موضوع شائك ووعر وطريقه صعب ومحفوف بالمخاطر لأنه يمس منطقة فينا هي على درجة عالية من الحساسية .فهي من المحرمات التي يمنع من التقرب إليها والتفكير فيها لأنها تحت حماية اللوبي الديني(جماعة الضغط)الذي يطوف حول عقول الناس ككلاب حراسة .ويبرمج نفسيتهم ويقو لب أمزجتهم .لكن الأمانة العلمية والإنسانية تقتضي منا أن نكسر حاجز الصمت ونصيح بعلو صوتنا نريد حياة حقة بدون زيف وكذب وخداع .وان يطلق سراح العقل ليقول كلمته لا نريد أن نكون دمى في يد الأب المسيطر والمعلم الطاغي والكاهن والشيخ المتسلط أو الزعيم المستبد .وان نسير بعيون مفتوحة لا أن تقودنا كالعميان المؤسسات الدينية والاجتماعية ،وان نعيش كأشخاص ناضجين لا كقاصرين نحتاج إلى وصايا وحماية .ارفعوا سيوفكم من على رقابنا هذه هي صرخة الأحرار .إن النسبية الثقافية والاجتماعية من مسلمات الفكر المعاصر من خلاله نستطيع فهم الواقع بشكل عقلاني ومنطقي ،إن مفهوم العفة والزنا يختلف حسب موقعها من خارطة الثقافات البشرية وقربها وبعدها من مدار الشمس الحضاري .فالمجتمع المباح فيه تعدد الأزواج يختلف عن آخر فيه تعدد الزوجات وهذا بدوره يختلف عن مجتمع ينادي بالزواج الأحادي .لقد طمست الحضارة الذكورية الحقيقة لتغطي على سلبياتها عندما نسجت حول هذا الغشاء الأوهام والأساطير لتحصر عفة المرأة فيه .وذلك من خلال عملية غسيل المخ الجماعي .لا يمكن أن تكون العذرية مقياس الشرف لأنه تبرير لجا ت أليه المؤسسات الدينية والاجتماعية والسياسية الحاكمة في المجتمع فهو يضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة يمثل حبل الإنقاذ للرجل من الانهيار في ظل أنظمتها الاستبدادية التي يعاني من الهزائم النفسية والنكسات الاجتماعية ،ومن جهة أخرى تحافظ على قوتها ونفوذها وثباتها .وهي أيضا حيل من أرباب العمل الذي يرزح تحت نيرهم الثقيل العامل المسكين المذل والمهان والمسلوب حقه وكرامته لامتصاص غضبه وثورة بركانه وذلك بتوجيه أنظاره نحو مفهوم وهمي للشرف يتعلق به ليعيد أليه توازنه النفسي ومن غير المرأة يكون كبش الفداء .وهو أيضا أداة بيد الرجل كالسلاح في الصيد للسيطرة على المرأة وإخضاعها .ويمكن إرجاع هذه الفكرة إلى الأزمنة السابقة حيث كانت إغارة القبائل فيما بينها من اجل الغنائم وسبي النساء للتمتع الجنسي بهم دون موافقة منهم مما كان يستفز كرامة رجال القبيلة المهزومة ويعتبر إذلال واهانة لهم وهكذا ارتبط في ذهنهم الشرف بالدفاع المستميت عن المرأة وتحول مع الزمن هوس وخوف مرضيان على النساء وأي خطا من المرأة يكون عار على الرجل .وفي المجتمع المهزوم والمأزوم الذي ينظر إلى المرأة مادة سريعة الاشتعال يعاني الذكر من فقدان الثقة بنفسه وفي غياب التربية الحقيقية لا يرى ابعد من أرنبة انفه يتشبث بالشكل الخارجي كبديل عن العفة الداخلية الحقيقية .كل هذه الأسباب لعبت دورا في صياغة الوعي السائد عن العفة .
لقد أصبح شرف المرأة مارد جبار وشبح مخيف يطارد الرجل في كل حياته من المهد إلى اللحد وهو بدوره يجند له كل قواته لمقاومته وللحفاظ عليه طاهرا لئلا يخسر المعركة التي سمعته ورجولته مرهونة فيها .لقد تناسى إن الشرف الحقيقي ينبع من الداخل عن قناعة ورغبة ولا يفرض من الخارج أكراها وقسرا ،انه أحياء الضمير الباطني وليس قطعة لحمية لا تشتعل ولا تساعد على الاشتعال لان نتائجه تكون معاكسة كما هي الحال في المجتمع الشرقي الذي يتغنى بالأخلاق ويتهم الغرب بالانحلال والانحطاط انه لعمري غرور وتباهي لا أساس له من الصحة فالواقع يقول عكس ذلك لان الثقة بين الرجل والمرأة شبه معدومة .إن كيان المرأة كشخص له كرامة أهم من غشاء لا علاقة سببية له بالشرف ولقد اضطهدت المرأة كثيرا من جراء هذه الفكرة المتسلطة على الرجل .ففي أوربا القرون الوسطى السيئة الصيت كانت تلبس المرأة حزام العفة يكون مفتاحه مع الرجل كدليل على أمانتها له عندما كان يغيب لاعن البيت ويذهب إلى المعارك .ولا زال في مصر والسودان يمارس الختان الجائر على الفتيات وبمباركة بعض رجال الدين لاستئصال البظر مركز الأحاسيس الجنسية لديها وحرمانها من حقها بالحياة بالاستمتاع برغبتها الطبيعية باسم الشرف المزيف .أما في الغرب الحر المؤسس لثقافة الحريات الحقوقية والفردانية يرى أن جسم الإنسان من اخص خصائصه وممتلكاته لا يصح الاعتداء عليها وسواء كان الزواج ديني أو مدني أو بدون عقد فكلها سليمة من وجهة نظر المجتمع طالما إن الجنس تتويج لعلاقة الحب .ماهو ذنب فتاة فقدت بكارتها بدون ممارسة جنسية لسبب خارج عن إرادتها كان مزقته في الطفولة دون علم منها أو من خلال ممارسة الرياضة أو أي سبب أخر  هل تعتبر هذه غير شريفة ، بينما كثير من النساء حافظن على بكارتهن كمطلب اجتماعي فقط لكن مارسنا الجنس بأشكاله من مداعبة القضيب بفمها وإدخاله في دبرها فهل تعتبر هذه شريفة لمجرد وجود هذا الغشاء أليس مجتمعنا ملآن من هذا الصنف من النساء الذي يرغبه الرجل انه ضحية غباؤه .وكثير من البنات أحببنا بصدق وأقمنا علاقة كاملة مع الآخر نزولا عند رغبته مانحة إياه ذاتها وجسدها بينما الرجل غدرها بعد الحصول على ما أراد لأنها في عرفه عاهرة وهي بريئة من هذا الحكم كبراءة الذئب من دم يوسف .انظروا أسواق كثير من الدول العربية والإسلامية التي انتشر فيها غشاء البكارة الاصطناعي الصيني  كالجراد على الزرع أليس ذهنية الرجل تجعل المرأة تلجا إلى الاحتيال والكذب لتنقذ نفسها  قسوة الرجل والمجتمع الذي لا يرحم .لماذا يتساهل المجتمع مع الرجل في الأمور الجنسية ويسمح بها تحت طائلة أن الله غفور رحيم  بينما مجرد خروج المرأة سافرة تعتبر لدى البعض من علامات الساعة وان الله شديد العقاب ماهذه الازدواجية في الحكم والتعامل هل هناك دينين والهين ومصدرين للأخلاق واحد للرجال والأخر للنساء متى نخلص من هذه العقول العقيمة .نضع خط احمر على المرأة التي مارست الجنس ونحتقرها لكن الحقيقة هي بين سيقانها مشى موكب كثير من الملوك والرؤساء والباشاوات .وفي مسك الختام أقول للرجل إن الشرف الحقيقي عرشه قائم في القلب ومملكته الروح ودستوره الحرية .

مزقوا أيها الأحرار غشاء البكارة           لا يحتاج الشرف بواب عمارة
إن لم تتذوق النفس رحيق الطهارة        يبقى الجسد كومة من القذارة

Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق