الجمعة، 16 ديسمبر 2011

دوافع الخيانة الزوجية عند المراة

دوافع الخيانة الزوجية عند المرأة            بقلم عمانوئيل يونان الريكاني

الخيانة الزوجية (الجنسية حصرا) من طرف المرأة هي إقامة علاقة جنسية مع شخص آخر غير شريك الحياة وهو اغتصاب حق الزوج وانتهاك صارخ لكرامته .وهي متفشية بين كلا الجنسين الرجال والنساء على حد سواء ولا تقتصر على فئة أو طبقة دون أخرى حتى قصور الملوك والأمراء والرؤساء لم تسلم من عدوتها .انه سلوك بشع وقبيح بكل المقاييس الأخلاقية والدينية والاجتماعية وان جراحها لا تندمل بسهولة فهي كالوشم على الجسد تبقى أثارها حتى بعد إزالتها ،وان عاره الاجتماعي يلاحق الرجل كالظل خاصة في المجتمعات المحافظة التي تكون فيها نظرة الآخرين ذات الوزن الثقيل في حساباتنا لذلك آلامها تكون بعيدة المدى .إن خيانة الزوجة هاجس الهواجس الذي يؤرق كثير من الرجال ويقلقهم مجرد التفكير فيه لا بل إن هناك من فضل لسعات العزوبية على حلاوة الزواج تحت ذريعة إن المرأة خائنة بطبيعتها وأنها كالنحلة تتحول من زهرة إلى زهرة ما لنا ولهذه المجازفة التي لا تحمد عقباها .ما الحيلة ؟ وما العمل ؟مع هذا المخلوق العجيب والكائن الغريب الذي في يده مفاتيح الحياة والموت السعادة والتعاسة النبالة والنذالة .فالعيش معها مغامرة وبدونها كآبة أنها تارة تقف خلف عظمة الرجل بعقلها وقلبها وذاتها وكل جوارحها وتارة أخرى تدفعه بيديها إلى هاوية الخسة والضعة والعار .وللتخلص من هذه المعضلة الشائكة وللتخفيف من وطأتها على النفس حاول إيجاد حلولا لها تفاديا لصعقتها .لقد قام بسجنها في البيت مدى الحياة (لا ترى ولا تتكلم ولا تسمع )ومنعا من الاختلاط مع الجنس الآخر أمام البيت أو في الشارع أو مكان العمل لان الشيطان في أعرافنا هو الثالث .وتم تضييق الخناق عليها ومراقبتها في كل تفاصيل حيلتها كالرادار في الحروب ومن ثم قولبة أفكارها وحركاتها وأنفاسها ولباسها وكلامها .لا شك أنها مواقف خاطئة إن دلت على شيء فتدل على انعدام ثقة الرجل بنفسه التي رسختها ثقافة المجتمع الرجعية التي لا زالت تحت قبضة العقلية القرووسطية الإقطاعية التي تعتبر المرأة ملكية الرجل وقطعة لحم شهية توضع في براد (ثلاجة )الرجل لكي لا تتعفن .إن نتائجها كانت سلبية لأنها كانت حافز قوي لدى البعض للخيانة فسجن الجسد لا يستطيع تقييد الروح والفكر التي تظل حرة وهي منبع الفضيلة والرذيلة .نستذكر هنا قصة من تراثنا العربي فيها عبرة ومنفعة لنا :شخص أضاع إبرة في الظلمة لأنه لا يستطيع إيجادها لانعدام الرؤية حاول البحث عنها في مكان أخر فيه نور هذه هي عقلية الرجل في التعامل مع الزوجة الخائنة انه لا يشخص المرض ليبحث عن علاج مناسب له انه فقط مهووس بإصدار أحكام أخلاقية على السلوك المنحرف تغذي رجولته المريضة ولا تقف على الأسباب البعيدة التي تكون وراءها خوفا من المسؤولية .لذلك دواءه غير فعال لأنه يجهل الأسس النفسية والاجتماعية للداء.الخيانة ليست طبيعة في المرأة كما يروج لها الجهلاء والحمقى يجب إزالة هذا اللبس من الأذهان انه سلوك مكتسب آت من البيئة الأسرية والثقافية ومن الحرمانات المادية والجنسية والعاطفية ويساهم الرجل بهذه الجريمة من خلال قسوته وتسلطه وعجرفته ،دون أن نعفي المرأة من دورها السلبي نتيجة شخصيتها المضطربة التي تفتقر إلى النضوج النفسي والانفعالي وغياب عنها القيم الزوجية الأصيلة .فهي إنسانة تحتاج إلى الحب والحنان والأمان والرفاهية لتسير قاطرة حياتها على السكة  وأي حرمان من هذه العناصر الحيوية يجعلها تخرج عن المسار الصحيح .على الرجل أن يكون على بينة من  هذا فالوقاية خير من العلاج وإشعال شمعة خير من لعن الظلام .سنستعرض الدوافع التي تقود الزوجة إلى الخيانة :
                        الدافع الاقتصادي
الفقر هو عضو دائم في مجلس مشاكل الإنسان العالمي  انه سبب أساسي في كثير من الآفات الاجتماعية فالزوج اللامبالي أو العاجز عن تلبية احتياجات الأسرة من مسكن وملبس ومأكل ....الخ في عصر الرفاهية والاستهلاك والذي يسوده مبدأ اللذة حيث لم يعد الإنسان قادرا على التحكم برغباته يمثل تحديا سافرا للمرأة مما يجعلها تتاجر بجسدها للحصول على المال اللازم لشراء ماتحتاج أليه .
الجوع الجنسي:يفتقر كثير من الأزواج إلى ثقافة جنسية سليمة تكون خلاصة أبحاث علمية رصينة لأنه لا تزال بعض المفاهيم الخاطئة مستقرة في أذهانهم التي رسختها ثقافة المجتمع وعملت على تأصيلها البيئة السائدة ..أنهم ينظرون إلى الجنس كعملية بيولوجية ميكانيكية بحتة مفرغين إياه من محتواه الإنساني فهو مناسبة لاستعراض عضلاتهم المفتولة وتضخيم أحاسيسهم الرجولية لأنهم الطرف الفاعل والمرأة محلها من الإعراب في هذه العملية مجرد مفعول به وكائن ضعيف دورها التلقي السلبي دون أي اعتبار لرغباتها وأحاسيسها .ولا يبالي أن وصلت إلى ذروة اللذة حيث المتعة الحقيقية أم لا لأنه أناني لا يفكر إلا في ذاته وإزالة توتره .إن هذه الممارسة خاطئة 100%فلو مارس عشر مرات في اليوم بدون إتباع القواعد العلمية الصحيحة ستظل المرأة جائعة لأنها كالقربة المثقوبة لا تمتلئ أبدا إن لم يكن هناك تفاعل واندماج وتناغم الكيان كله بين الطرفين لذلك تلجا المرأة إلى البحث عن إشباع رغبتها الجنسية في مكان آخر .
                          الجفاف العاطفي
كما إن جسم الإنسان يحتاج إلى السوائل ليمارس وظيفته بشكل طبيعي وأي جفاف يكون مصيره الذبول والموت .هكذا العلاقة الزوجية تحتاج إلى عواطف جياشة كعنصر تغذية ليبقى الحب حيا على الدوام وما الحواس الخمسة سوى مرآة تعكس هذا الشعور الجميل وتنقل هذه الرسالة النبيلة من نظر وكلام ودردشة ومعانقة وقبلة ...لكن هناك أزواج أكلوا وشربوا من ثقافة العيب حتى التخمة يعتبرون الرومانسية لا تليق بالرجال ويبخلون بها على نسائهم مما يجعلها تبحث عن الإشباع في المكان البديل الذي يروي ظمأها .
                         الانتقام الأعمى
تعاني المرأة من شتى ألوان الاضطهاد النفسي والجسدي والاجتماعي من قبل الرجل ولضعف شخصيتها وعدم التمييز بين الصح والخطأ تلجا إلى الانتقام منه في الارتماء في أحضان رجل أخر لتلطيخ سمعته وتلويث شرفه الأمر الذي يمثل راحة نفسية لها ويشعرها بنوع من القوة وتزداد نظرتها التقديرية إلى ذاتها .
                           ومن الجمال ماقتل
هناك صنف من النساء يكون جمالهن عليهن نقمة لا نعمة فيستعملوه كسلاح للتمرد على أزواجهن التي تتميز بالمبالغة وجذب الانتباه والإثارة الجنسية والاستعراض أي شخصية مضادة للمجتمع .
                       ميوعة الأخلاق والقيم
إن غياب الوعي الديني والاستهتار بالقيم الأخلاقية عامل مساعد للانحراف عن جادة الصواب وعدم تحمل الظروف الصعبة وبالتالي السقوط في مستنقع الخيانة الآسن .
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق