الجمعة، 16 ديسمبر 2011

الصحوة الحضارية هي الحل

الصحوة الحضارية هي الحل
                                                                          بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
بعد تغيير الخارطة السياسية في العراق وسقوط جدار الخوف والكبت والصمت وبعد زوال السنين العجاف من الفوضى في الفكر والثقافة والحياة وما أفرزته من صدمات سيكولوجية وروحية تواجه العراقيين في هذه المرحلة الراهنة والحاسمة من تاريخهم المعاصر تحديات صعبة ومسائل ملحة في كيفية صياغة حياتهم الجديدة دون أن يهدد ذلك ثوابتهم الوطنية المقدسة وهي وحدة العراق أرضا وشعبا تاريخا وحضارة .إن عملية التحول الاجتماعي والحضاري التي يمر بها قطرنا العزيز ستكون شاقة وعسيرة تحتاج إلى الاحتياطي الهائل من الطاقات الذهنية والروحية والجسدية والى مزيد من التآزر والتكاتف والتعاون بين كل الأطياف والعناصر للوصول إلى شاطئ الأمان والاستقرار والسلام .ذلك لن يتم إلا من خلال رؤية واقعية مستنيرة ومتفتحة يتم فيها عرض كياننا الإنساني (أفرادا وجماعات )إلى الأشعة الحضارية دون الحمراء لتفتيت حصى الدكتاتورية والاستبداد والتسلط فينا وتشتيت تكلسات الطائفية والعنصرية والتعصب بنا التي تعد آفة الفكر والمجتمع والحضارة وترسا في عجلة النهوض والتقدم والارتقاء .ونحن على أبواب مرحلة جديدة راهنة علينا التعلم من أخطائنا السابقة والاستفادة منها لبناء تصور سليم لمستقبل بلادنا وعدم الوقوع في الخطأ القاتل لئلا يتكرر مسلسل آلامنا فالمؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين ...لذا يتوجب علينا القيام بثورة جذرية ضد إيديولوجية تاليه الفرد وتقديس المؤسسات والتمرد على سيطرة الحزب الواحد والفكر الواحد والرأي الواحد .هذه الأصنام التي أنتجتها مصانع الجهل والتخلف والضعف ينبغي تحطيمها وكسرها .وإعلان انتفاضة داخلية على إنساننا القديم يتم فيها تحرير عقولنا من القوالب الفكرية الجامدة وتطهير رؤيتنا إلى الحياة من الأطر اللامعقولة واللاموضوعية التي تقف حجر عثرة أمام نضوجنا الشخصي ورقينا الإنساني لنضع بعد ذلك حجر الأساس لبناء عراق تعددي برلماني واللمسات الأولى لمجتمع حر ديمقراطي يعيد صياغة الحياة ورسم خارطة الفكر والثقافة والسياسة من أسس ومنطلقات جديدة تتمخض عنها ولادة فكر جديد وإنسان جديد يحمل في أحشائه نواة نهضتها الاجتماعية والحضارية .تعد التعددية الفكرية سمة بارزة وعلامة فارقة لعراقنا الجديد الذي استفاق من سبات عميق واقفا على قدميه ليجاري الشعوب والأمم في مسيرة التطور والتقدم بعد عقود من الإرهاب الفكري وكبت الحريات التي شلت إرادته وحركته وخنقت فيه روح الخلق والإبداع وبالتالي أدت إلى تخلفه عن الركب الحضاري .فاحترام الرأي الآخر المختلف لم يعد نقمة بل نعمة ومصدر خصب وغنى لواقعنا الإنساني والاجتماعي لان جمال الأشياء في التنوع والعراقيون مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى وبكل تركيباتهم الدينية والقومية إلى التآخي والسلام والمحبة فيما بينهم وان يكون ولاؤهم للعراق تاج الولاءات الأخرى .
Emmanuell_y_alrikani_2009@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق