الجمعة، 23 ديسمبر 2011

حذار من انتخاب حزب يكون فيه الله عضو مكتب سياسيحذاري من انتخاب حزب يكون فيه الله عضو مكتب سياسي بقلم عمانوئيل يونان الريكاني

                                                                                  بقلم عمانوئيل يونان الريكاني
نداء من قلب ينزف دماء الوطنية وجسد يقطر عرق الإنسانية إلى الشعب العراقي الجريح بكل مكوناته وأطيافه السنة والشيعة والمسيحيين والأكراد واليزيدية والصابئة والشبك ...
مرت سبع سنين عجاف على شعبنا المظلوم منذ السقوط في 2003 على أيدي قوات الاحتلال ،لقد كانت فترة زمنية فريدة من نوعها في تاريخ البشرية بما أفرزته من آلام وأحزان وماسي تذيب حتى الحجر .حيث كل لحظة من لحظاته مبللة بالدموع وكل ذرة من ترابه مصبوغة بالدماء .حتى الضحك قدم استقالته لنا وخرج الفرح من نفوسنا ولم يعد فالمشاكل تطوقنا من جميع الجهات والمصائب ترافقنا طوال اليوم من انفجارات دامية وقتل على الهوية والتهجير ألقسري إلى انقطاع الكهرباء وتلوث المياه وتفشي الأمراض الفتاكة وانتشار البطالة والتسول والفساد المالي والإداري وحدث ولا حرج عن غيرها من التجاوزات .
من المسئول عن كل هذا ؟ومن يقف وراء مايجري لنا ؟هل هو فيلق القدس الإيراني ؟أم انه تنظيم القاعدة ؟أو أي جهة معادية أخرى ؟يمكن لهؤلاء أن تكون لهم يد بشكل أو أخر في كل ماحصل لنا ،لكن الحقيقة يجب أن تقال هل يستطيع اللص أن يدخل البيت لو كان الباب موصدا ؟هل كانت الأمراض تخترق أجسادنا لو كان لنا مناعة قوية ضدها ؟أليس الحكومة الفاسدة والعميلة التي تحكمنا الآن نحن الذين انتخبناها بملئ إرادتنا مع علمنا أنها قامت على أسس طائفية ،الم نتبنى الطائفية منهجا وسلوكا وحياة لنا بالرغم أنها دخيلة علينا وبضاعة آتية من الخارج ،فانتشرت فينا كالنار في الهشيم .فالموز أصبح سني والبرتقال شيعي والخيار مسيحي والتفاح كردي واللالنكي يزيدي والسفرجل صابئي والعرموط شبكي .الم نكن نحن مسدس وقنبلة وصاروخ في يد العدو لقتل أخوتنا في الدين والوطن .لقد جعلت منا الطائفية مومياء من الخارج قطعة لحم ومن الداخل بدون أحشاء إنسانية وأوجدت الحواجز بين أبناء الوطن الواحد وكانوا أولى ضحاياها هم الذين يطبلون ويزمرون لها .إن التخلف والجهل والسذاجة سبب معاناتنا أيضا لأننا حديثوا العهد بالتجربة الديمقراطية  الذي جعل الأحزاب والكتل السياسية ذات التوجه الطائفي استغلال هذه النقطة وتوضيبها لصالح مشاريعها الهدامة .نحن الذين صوتنا للقائمة المغلقة كنا نعقد عليها آمالنا كسفينة نجاة ولم نكن ندري أنها مغارة لصوص وشلة من أهل العمائم الخاوي الرؤوس تجار الدين وسماسرة الطائفية يسرقون قوتنا ومالنا وخيراتنا وحياتنا .إن تسليم زمام أمورنا بأيديهم كان مثل الذي كما يقول المثل الشعبي (ودع بزون شحمه).إن اللوم يقع علينا وحدنا لأننا لم نرتوي بما فيه الكفاية من ثقافة وطنية حقيقية وقيم ديمقراطية أصيلة .لان معيار الاختيار كان هوية المرشح الطائفية لا سيرته الذاتية وكفاءته ومؤهلاته العلمية للقيام بالواجب المنوط به .7/آذار 2010انه يوم المثول أمام كرسي الاعتراف للتكفير عن الخطايا والأخطاء التي اقترفناها بحق الوطن العزيز .انه يوم الزحف التاريخي في حياة العراقيين وهو دعوة لجميع الشرفاء والأحرار ونداء لكل الأخيار والاغيار لان مصير البلد أصبح أمانة في الأعناق فلا ينبغي اليأس من الوضع القائم فالكرة لا زالت في ملعبنا لان اللبيب لا يلدغ من نفس الجحر مرتين إننا على مفترق الطرق أما التعافي من جراحاتنا أو النزف حتى الموت أما الطائفية المقيتة التي تريد أن ترجع بنا إلى المربع الأول حيث القتل والدمار والكراهية والانقسام أو التمسك بأهداب الوطنية وبثوب الديمقراطية التي تسير بنا نحو العلا من خلال تجفيف منابع الحقد ونشر المواطنة والأخوة والمساواة بين الناس حيث الولاء يكون للعراق لا للطائفة أو إي مرجعية دينية أخرى .أن القائمة المفتوحة هي انسب آلية انتخابية في اختيار من يمثلنا في البرلمان حيث النائب يكون عريان تماما بدون تستر ولا رتوش أنها أملنا الكبير في تصحيح مسيرتنا التي تعثرت في الانتخابات السابقة لتحقيق حلمنا العظيم لرؤية عراق خال من كولسترول الأوجاع .إن الوطن ينادينا من تحت الأنقاض واعراقاه ..واعراقاه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق