الجمعة، 23 ديسمبر 2011

اغتيال الحرية تحت نصب الحرية


                                                             بقلم
                                                               عمانوئيل يونان الريكاني  
في 25 شباط عن طريق الفيسبوك استلم العراقيين جميعا بكل أطيافهم وألوانهم بطاقات دعوة من قبل وطننا الحبيب العراق للمشاركة في عرس الحرية للتعبير معا عن الغضب الجاثم على صدورهم والتنفيس عن السخط الذي يملي قلوبهم ضد الحكومة التي خانت العهد والوعد ولم تكن بقدر المسؤولية التي أنيطت بها فلم يحصل الشعب منها غير الدماء والدموع نتيجة سيل من الحرمانات . واختيار الناس ساحة الحرية كمحطة لقاء ونقطة تجمع لم يكن من قبيل الصدفة ولا هو اختيار عشوائي بل هذا المكان له معنى عظيم في ذاكرة العراقيين " فنصب الحرية " هذه الملحمة الخالدة التي نحتتها أصابع جواد سليم الذهبية تجسد طبيعة وقيم وحضارة العراقيين لتكن مصدر الهام لنا ونقطة انطلاق للمطالبة بحقوقنا المهضومة من تحسين الخدمات ومحاسبة المسؤولين الفاسدين والقضاء على البطالة ورفع المستوى المعيشي وحرية التعبير وحرية الصحافة انه حق مشروع يكفله الدستور ويحميه القانون . إنها ثورة شبابية على غرار ثورة تونس ومصر وليبيا هدفها التغيير ورسم ملامح عراق المستقبل بعيدة عن برامج الأحزاب التقليدية لا هي سنية ولا شيعية لا مسلمة ولا مسيحية لا كردية ولا عربية وهي كل هؤلاء في هوية جديدة وهي الصراع من اجل البقاء وأن تكون أو لا تكون أما العيش بالعز والكرامة أو الموت بالذل والهوان .لكن من المضحك المبكي في الأمر إن نوري المالكي يدعو العراقيين إلى عدم المشاركة في التظاهرات لا بل يتهم المتظاهرين بأنهم صداميون بعثيون والقاعدة إنها محاولة بائسة منه لتشويه وجه الثورة وتحريف مسارها كالعادة أصبح هؤلاء الشماعة التي يحرر من خلالها سياستهم القذرة لتكميم الأفواه ولجم العقول وقمع الحريات . ليس غريبا ما قاله محافظ البصرة عندما اعتبر عاريات فرنسا أكثر خلقا من بعض المتظاهرين فانه من نفس مدرسة المالكي . إن الغاية من خروج الشباب إلى الشوارع هي المطالبة بحقوقهم سلميا وحسب القواعد الحضارية لكن الأجهزة الأمنية حاولت استفزازهم بشتى الطرق تفهمهم بتخريب الممتلكات العامة وبالتالي تبرر العنف ضدهم وقامت بإطلاق النار الحي واستخدمت الهراوات وإعقاب البنادق وخراطيم المياه وسقط كثير من قتلى وجرحى ومنعت الصحافة من تغطية الأحداث وقامت بالاعتداء على الكوادر الإعلامية البغدادية والشرقية وإطلاق النار عليهم واعتقال قسم من المصورين وقاموا بقطع الطرق على المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى ساحة التحرير . أ هذه هي ديمقراطيتك يا مالكي يكفي          استخفافا بعقول الناس فلو خرج 1٪ من مجموع العراقيين الذين خرجوا من أي بلد متقدم لقدمت الحكومة استقالتها كم صوت تريد أن تسكت وكم شخص تريد أن تعتقل . يا ثوار العراق أن لم نسحق الأفعى من رأسها باطلة هي معركتنا ضدها . نعم للتغيير الجذري لا للإصلاح السطحي لان فساد الجسد من فساد ألراس فالكبد المصاب بالسرطان لا يعالج بالباراسيتول بل يزرع كبد جديد نريد حكومة تسري فيها دماء جديدة .   

Emmanuell _ y_ alrikani _ @ yahoo .com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق